جريدة الجرائد

ابن باز... ورياضة البنات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حسن بن سالم


سأستهل مقالي هذه المرة، وبصورة مباشرة، ومن غير أي مقدمات، بنقل فتوى مهمة تخفى على الكثيرين منا، وهذه الفتوى لم أقصد من استعراضها مجرد الإثارة بقدر ما قصدت من إيرادها التوضيح والبيان الصحيح للحكم الشرعي تجاه قضية خاض فيها أخيراً الكثير من العلماء وطلبة العلم بآراء غريبة ومتشددة، ألا وهي قضية الرياضة النسائية، فقد سُئل مفتي المملكة العربية السعودية سابقاً الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، في البرنامج الشهير "نور على الدرب"، حلقه رقم "444" السؤال الآتي: ما حكم ممارسة الرياضة للبنات؟ فأجاب، رحمه الله، بقوله: "إذا كانت الرياضة بين البنات في محل خاص بهن ولا يخالطهن أو يطلع عليهن أحد من الرجال كالمشي أو السباحة في بيت إحداهن أو مدرستهن ولا يكون فيها محذور شرعي فلا بأس بذلك، أما رياضة يحصل منها اختلاط بين الرجال والنساء أو يراهن احد من الرجال فلا يجوز، والأمر لابد فيه من التفصيل على نحو ما ذكر".

فالشيخ، رحمه الله، في هذه الفتوى أباح رياضة السباحة وغيرها بين البنات أو الفتيات في المدرسة ونحو ذلك، ولم يعمد إلى إطلاق تحريم ممارسة الرياضة النسائية مادامت كانت سالمة من الاختلاط بالرجال، فهي تبقى في دائرة المباحات في الشرع، ولو كانت ثمة مفاسد مترتبة على ذلك، كما يزعم بعض علماء ودعاة هذا العصر، لأبان الشيخ وأوضح تلك المساوئ والمفاسد المزعومة أو الموهومة لديهم!

لقد أثار تصريح وزير التربية والتعليم للقناة السعودية، منتصف الشهر الماضي، الذي أشار فيه إلى أهمية وجود الرياضة في مدارس البنات، وانه لا فرق بين وجود الرياضة في مدارس البنين والبنات، وكذلك عزمه على إقامة أندية رياضية في المدارس، ومن قبل مطالبة الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بضرورة الإسراع باعتماد الرياضة البدنية في مدارس البنات بالتعليم الأهلي والعام، حفيظة كثيرين من المعارضين والمحرمين للرياضة النسائية، بحجة ما قد يترتب عليها من المفاسد العظيمة التي لا تخفى - كما يقال - على كل ذي لب، كما ورد ذلك في الفتوى الشهيرة التي تداولها الكثيرون أخيراً التي حرمت ممارسة الرياضة للبنات في المدارس وكذلك الدعوة إلى المطالبة بها.

لقد احترت كثيراً في أن أتعرف على تلك المفاسد، فحاولت جاهداً الاستقصاء والبحث عن حقيقة تلك المفاسد التي لا تخفى - كما يقولون - على كل ذي لب، فاهتديت لكتابين تم تأليفهما بخصوص هذه القضية، الأول بعنوان "الرياضة والكشافة للبنات والمدارس والجامعات" للشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري بمراجعة الشيخين عبدالرحمن البراك وعبدالعزيز الراجحي، والآخر بعنوان "التربية البدينة في مدارس البنات بين الحقائق والادعاءات" للدكتور سليمان الجربوع تقديم الشيخ يوسف الأحمد، وأحببت أن يشاركني القارئ ومن خلال الكتابين التعرف إلى تلك المفاسد والمحاذير العظيمة المزعومة المترتبة على تدريس البنات مادة التربية الرياضية، التي لا يتمالك الواحد منا حين قراءتها إلا أن يضع يديه على رأسه مذهولاً من تلك النتائج التي توصل إليها القوم، فمن أهم المفاسد التي ذكروها أن لبس الفتيات للملابس الرياضية يعتبر تشبهاً بالكافرات، وأن غالبية التمارين الرياضية مستوردة من الكفار، ولذلك فهي تحمل أسماء بلدانهم، فهذه تمارين سويدية والأخرى فرنسية، وهكذا.

وكذلك لبس الملابس الرياضية للطالبات هو نوع من تشبه بالرجال، وأن معظم تلك الملابس الرياضية مشتملة على المحاذير الشرعية التي ثبت بالاستقراء أنها من لدن البغايا المتاجرات بأعراضهن! وأن تعلم الرياضة سبب لترجل وتشبه الطالبات بالرجال، وكذلك أن حصة الرياضة ستؤدي لخلع الطالبات ملابسهن المعتادة من اجل الملابس الرياضية ما يؤدي إلى كشف العورات، وأن إدخال هذه المادة يفتح باباً للشذوذ والفساد الأخلاقي، حتى قال احدهم إن تطبيق حصة التربية الرياضية في مدارس البنات سيؤول بهن إلى أن يصبحن كاسيات عاريات، كما في الحديث المشهور! بل وصل الأمر بصاحب كتاب "التربية البدينة في مدارس البنات بين الحقائق والادعاءات" الادعاء صفحة "23" وبكل صراحة أن إقرار مادة التربية الرياضية سيكون سبباً في زوال الحياء لدى البنات بسبب تلك الألبسة الرياضية التي تلبسها الفتاة أمام زميلاتها، إذ تراهن ويرونها وكأنهن جميعاً عاريات! إلى غير ذلك من المفاسد والمبالغات المزعومة والحجج الواهية التي غابت عن عقول كثير من العلماء والمختصين والباحثين ولم يعلمها أو يدرك خطرها إلا عقول فئة محدودة تعيش في واقع أو مجتمع لا نعيشه أو لا نعرفه.

لذلك فهؤلاء الذين يعتقدون بأن مثل تلك المفاسد قد تقع بمجرد درس البنات لمادة التربية الرياضية فحسب، هم بلا شك يتهمون مئات الآلاف من بناتنا وأخواتنا في مدارسنا بالتفسخ والانحلال الديني والأخلاقي.

وهنا يتضح الفرق الجلي الواضح بين فتوى الشيخ ابن باز، رحمه الله، المنسجمة مع ما تقتضيه حاجة البنات الصحية لممارسة الرياضة التي أثبتتها الكثير من الدراسات العلمية والطبية مادامت سالمة من المحذور الشرعي وهو الاختلاط، أو الإطلاع عليهن من الرجال، وبين هذه الفتاوى والآراء التهويلية المحرمة لكل ما له صلة بالمرأة من قريب أو بعيد، التي تسعى في الوقت ذاته لإجهاض كل مشروع أو قرار يصب في مصلحة بناتنا وأخواتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نحن امه نائمه
بنت الصحراء -

لو اصحاب الفتاوى يستخدمون عقولهم كما كان ابن سيناء وابن رشد وابن خلدون لكان الاسلام اليوم بافضل حال فقضية التشبه بالكافرات قضيه مصطنعه من فعل احد رجال الدين وليست من الدين ولا من السنه والسبب ان في العصور السابقه قبل عصر النهضه كانت كل الشعوب ترتدى اللباس الطويل سواء العرب او الاجانب نساء ورجالا وكانوا يغطون رؤوسهم حتى الكافرات كن يضعن على رأسهن غطاء ولما تطور مجتمعهم اصبحوا يضعون قبعه ملتزمات بالثوب الطويل ولان المجتمع كائن متحرك فقد تطورت المجتمعات الغربيه وتقدمت فتغيرت الملابس طبقا لدخول عصر النهضه والثوره الصناعيه واصبحت الملابس تناسب عصر الصناعه والعمل والبناء فتركوا غطاء الشعر والقبعه لتتناسب ملابسهم مع الحياه الجديده لتكون اكثر سهوله واقل وزنا لذلك فالتشبه بالكافرات مقوله من صنع اصحاب الفتاوى الذين لا يشحذون عقولهم ليعرفوا ان الازياء ظاهره تتناسب مع متطلبات العصر ولا يوجد لا حديث ديني ولا آيه قرآنيه تقول بان يبقى العرب الى نهاية الكون يرتدون لباسا واحدا وبما اننا امه نائمه وغير متقدمه ولا نتحرك مع حركة التاريخ ستبقى الفتاوى الصدأه فوق صدورنا جاثمه رغم اننا امه متوكلون في كل امور معيشتنا على اختراعات الغرب واكتشافاته

الرياضه مفيده
المنظار -

الشيوخ ضد كل شيء له علاقه بالتمدن لانه ياتي من الغرب وما ذنب الغرب هذا اذا كان اكثر منا ذكاء وتمدنا وحركة , فالرياضه مفيده للجسم وبالتالي مفيده للعقل والصحه وفوائدها لا تحصى هذا اذا كانت نظرتنا واقعيه اما اذا كانت نظرتنا باطار الجنس وما حوله فالرياضه محرمه للنساء , واقول لمن افتى بتحريم الرياضه للنساء ان المرأه الرياضيه امرأه تتمتع بجسم سليم وعقل سليم وبالتالي سينعكس هذا على تربيتها لاولادها

نحن امه نائمه
بنت الصحراء -

لو اصحاب الفتاوى يستخدمون عقولهم كما كان ابن سيناء وابن رشد وابن خلدون لكان الاسلام اليوم بافضل حال فقضية التشبه بالكافرات قضيه مصطنعه من فعل احد رجال الدين وليست من الدين ولا من السنه والسبب ان في العصور السابقه قبل عصر النهضه كانت كل الشعوب ترتدى اللباس الطويل سواء العرب او الاجانب نساء ورجالا وكانوا يغطون رؤوسهم حتى الكافرات كن يضعن على رأسهن غطاء ولما تطور مجتمعهم اصبحوا يضعون قبعه ملتزمات بالثوب الطويل ولان المجتمع كائن متحرك فقد تطورت المجتمعات الغربيه وتقدمت فتغيرت الملابس طبقا لدخول عصر النهضه والثوره الصناعيه واصبحت الملابس تناسب عصر الصناعه والعمل والبناء فتركوا غطاء الشعر والقبعه لتتناسب ملابسهم مع الحياه الجديده لتكون اكثر سهوله واقل وزنا لذلك فالتشبه بالكافرات مقوله من صنع اصحاب الفتاوى الذين لا يشحذون عقولهم ليعرفوا ان الازياء ظاهره تتناسب مع متطلبات العصر ولا يوجد لا حديث ديني ولا آيه قرآنيه تقول بان يبقى العرب الى نهاية الكون يرتدون لباسا واحدا وبما اننا امه نائمه وغير متقدمه ولا نتحرك مع حركة التاريخ ستبقى الفتاوى الصدأه فوق صدورنا جاثمه رغم اننا امه متوكلون في كل امور معيشتنا على اختراعات الغرب واكتشافاته

عبرة
نزيه -

اتعجب منكم ياعرب كل شي بفتوى الرياضة حاجة ملحة للبشر كالماء والغذاء وتنمية النفس وهنا اذكر قول اشرف الخلق ( علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) او كما قال،والفاطنون يفسرونها بأنها خاصة بالاولاد من الفحول ويغفلون بأنها تعني البنات ايضا

عبرة
نزيه -

اتعجب منكم ياعرب كل شي بفتوى الرياضة حاجة ملحة للبشر كالماء والغذاء وتنمية النفس وهنا اذكر قول اشرف الخلق ( علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) او كما قال،والفاطنون يفسرونها بأنها خاصة بالاولاد من الفحول ويغفلون بأنها تعني البنات ايضا

nero
nero -

يفتح باباً للشذوذ والفساد الأخلاقي، الموظف الذى يردد انا اب او على باب نادى يفتش على جزء عارى من الجسد و ليس من حقه الاتصال بالفتيات فى حياه عامه يعنى قوانين البلاد لانعرف بعض من يرى انه يعرف امى و حدث فى الشهر العقارى يرفض طلبها عمل توكيل لابنها و يردد ماما و لا بحمشنه هذا فساد اخلاقى من اكبر منه صغير العقل عبيط لا يفهم قوانين و يرى انها قاسيه و ان الناس عبيطه مثله و هذا كذب ليس كل الناس الجاهله الشعبيه حتى يمثل علينا

دول الخليج
أم الدويس -

الحمدلله أن دول الخليج لم تعد تلقي بالا لهذه الفتاوي التي تخرج من السعودية واصبحت تعتمد على مفتيها المحليين الذين تتميز فتواهم بالكثير من العقلانية

nero
nero -

يفتح باباً للشذوذ والفساد الأخلاقي، الموظف الذى يردد انا اب او على باب نادى يفتش على جزء عارى من الجسد و ليس من حقه الاتصال بالفتيات فى حياه عامه يعنى قوانين البلاد لانعرف بعض من يرى انه يعرف امى و حدث فى الشهر العقارى يرفض طلبها عمل توكيل لابنها و يردد ماما و لا بحمشنه هذا فساد اخلاقى من اكبر منه صغير العقل عبيط لا يفهم قوانين و يرى انها قاسيه و ان الناس عبيطه مثله و هذا كذب ليس كل الناس الجاهله الشعبيه حتى يمثل علينا