جريدة الجرائد

لهذا لن تقود المرأة السيارة بالسعودية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشرف إحسان فقيه

إذا كانت ضبابية تحديد رأي الشارع تمثل معضلة، فإن البحث وراء أسباب الرفض هي معضلة أكبر وهي القضية الحقيقية التي يجدر أن يخاض الجدال والنقاش في سبيلها

سنقر أولاً بأن مسألة "قيادة السيارة" هذه قد صارت بمثابة العقدة في منشار كل قضية حقوقية خلافية. إنها ليست المسألة الأهم.. لكنها المسألة "الرمز". وحين كتب الأستاذ (عبد الرحمن الراشد) يوم الأربعاء الماضي في (الشرق الأوسط) تحت عنوان (لن تقود المرأة السيارة في السعودية).. فإنه قد واجهَنا بعدة أسئلة محورية فيما يخص أي قضية حقوقية شعبية بالبلد.. والأسئلة التي ستواجهنا هنا تنسحب على كل طرح في هذا الإطار.

يقول الأستاذ الراشد إن تعليق الأمر بشماعة القرار الرسمي هو غير صحيح.. لأن الموافقة يجب أن تصدر عن الإرادة الشعبية.. والإرادة الشعبية -كما يظهر- هي غير متصالحة بل ورافضة لسواقة النساء. هذه القراءة عموماً "تكبسل" الكثير من تعقيدات المشهد السعودي وسخرياته، لأن التاريخ يثبت أن "الإرادة الشعبية" لم تكن يوماً متصالحة مع الـ"تغيير".. يثبت ذلك تاريخ الإذاعة والتلفزيون وتاريخ تعليم البنات وتاريخ "الدِش" الذي استشهد الراشد أيضاً به كدليل على قدرية الأمر الواقع.. كما أن التاريخ يثبت أيضاً أن الإرادة الشعبية تم تطويعها مراراً وتكراراً في مقابل الصالح الاستراتيجي.

أصلاً.. فالكلام عن الإرادة الشعبية وعن "رأي المواطن" يجرنا جراً لصلب المسألة، لأنه يبدو من المستحيل أن تتحصل على قراءة حقيقية لرأي المواطن السعودي. ليست هناك آلية عادلة لتحصيل رأي الجمهور. ليس هناك إحصاءات رسمية معلنة. هناك "جس عام" للنبض. وهذا قائم على وسائل مخاتلة: منتديات الإنترنت، عرائض الاحتجاج أو المساندة الموقعة من شخصيات اعتبارية إنما ذات مكاسب متقاطعة والصالح العام، هناك أيضاً الصوت النخبوي عبرالصحف وهذا فقط يعبر عن صاحبه ولا يصح أبداً أن يتم تـجييره لينوب عن صوت رجل الشارع.. الذي تحكم رأيه في المقابل اعتبارات تيارية وهواجـس غير مرتبطة دوماً بعوامل صنع القـرار الحقيقية: الاقتصادية والحضارية والاجتماعية.

رأي الجمهور بالسعودية إذاً غير معروف. هناك رافضون وهناك مؤيديون وبينهما هناك "حق" ضائع. وإذا كانت ضبابية تحديد رأي الشارع تمثل معضلة، فـإن البحث وراء أسباب الرفض هي معضلة أكبر وهي القضية الحقيقية التي يجدر أن يخاض الجدال والنقاش في سبيلها.

لماذا يرفض السعوديون أن تقود نساؤهم السيارات؟ لقد حظي هذا السؤال بكل أشكال الإجابة الممكنة. وكلها سقطت الواحدة تلو الأخرى. في البداية كان هناك رأي شرعي قائل بالحرمانية.. ثم سقطت هذه الفتوى بعينها وبقي باب سد الذريعـة. بعد ذلك تم التمترس بالرأي السـياسي والنظامي قبل أن تثار المسـألة قبل خمسة أعوام تحت قبة الشورى. واتضح أنه لا النظام الرسمي يحدد جنساً لقائد المركبة، ولا صانع القرار عنده إشكالية.. وتم تعليق المسألة أخيراً في رقبة العرف الاجتماعي.

هذا "العرف الاجتماعي" بالذات هو الذي سيأخذنا مجدداً لمربط القرار الرسمي، إذ سيقول لك الأخ المواطن الرافض للفكرة إنها "عيب".. والعيب مبدأ فضفاض وغير عمومي ولا يصح أن يحدد مادة القانون. سيقول لك الأخ المواطن الرافض للمسألة إن القيادة خطر على المرأة ومهلكة للنفس. وهذه حجة مدهشة لأنها مدعاة لاسترخاص أرواح الرجال.. وإلا وجب من باب أولى حظر استخدام السيارة بالكلية. سيقول لك المواطن إنه لا يأمن على نسائه من شرور الطريق: من التحرشات والمضايقات من الجرائم التي سيؤدي لها وجود نساء بمفردهن في السيارات. وهذه -حقيقة- حجة وجيهة وجديرة بالاعتبار.. لكنها أيضاً حجة معيبة ومخجلة جداً.. لأنها تكشف لنا حقيقة الإشكالية، فقيادة المرأة السعودية للسيارة ليست قضية خاصة بالنساء ولا هي مسألة مساواة ولا مسألة حق مفقود. إنها هكذا تصير إشكالية مجتمع بأكمله وإشكالية أمنية في المقام الأول. إنها إشكالية أخلاق وأزمة ثقة على مستوى البلد. فنحن قد أقنعنا أنفسنا بأننا شعب ذو خصوصية وتميّز مطلق ومختلفون عن البقية من حولنا، لكن وفيما تأمن الحرة من مواطنات كل الدول العربية والمسلمة على نفسها وتقود سيارتها وحدها لا تخشى إلا الله، فإنك تجدنا نتجادل ونتناقش ونتشاجر.. إن كان من الحكمة أن يسمح أحدنا لابنته أو امرأته أن تخرج بدون ولي أمر.. أو بدون سائق آسيوي يحفظها من "ابن البلد" الذي قد يتهجم عليها إذا استفرد بها!

هذه هي الإشكالية الحقيقية التي تستحق أن تتعطل قضية سواقة المرأة بسببها، والتي يتخبط رأي المواطن العادي ككرة (البينج بونج) بين مضارب التيارات والرؤى في سبيلها.

القضية أمنية تربوية في المقام الأول.. وحلها بعيد المدى يتطلب خطة طويلة بطول سور الصين.. خطة رسمية تقوم عليها أجهزة الدولة المعنية بالأمن والتعليم والإعلام لخلق مواطن أكثر مثالية وتحضراً.. وإلا فإن المواطن العادي لم يعلمه أحد كيف يكون له رأي وكيف يعدل سلوكه ليخدم المصلحـة العامة. المسـألة مسألة حكومية بامتياز يا أسـتاذ عبد الرحمن الراشد!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما المانع
امين حجي الكردي -

بسم الله الرحمن الرحيم . لماذا لا تقود المراة السيارة ففي راي انه لا مانع منه شرعا لان المراة في زمن (النبي صلى الله عليه وسلم) كانت تقود الجمل والحمار والحصان ولم يمنعهن النبي (النبي صلى الله عليه وسلم) ومعلوم ان المخاطر والموانع الشرعية تكون اكثر في قائد الجمل والحصان من السيارة . منها 1- ان السيارة مستورة ومغطية وبالعكس بالنسبة للحيوان 2- ان مكان ركوب السيارة اريح واامن لضمان انوثة المراة وحتى التاثير على بكارة البكر بخلاف الحيوان وتامل كيف كانت المراة تسافر وتحج وتتاجر على ظهور هذه الحيواناة بل سافرت امنا عائشة (رضي الله عنها) من المدينة الى مكة والى البصرة على ظهر الجمل وسميت المعركة التي خاضها ضد قتلة الصحابي الجليل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بمعركة الجمل تسمية على اسم جملها واذا كان المانع هو انها تكون عرضة للفتن فانا اتفق على انه اذا كان هناك من يذهب بها وياتي من المحارم فافضل ولكن ليس هناك دائما محرم وربما ستحتاج الى خادم والطامة اكبر لان الخادم اجنبي وليس من محارمها واصل المسالة يرجع الى الضرورات ووجوبية الامر فاظن ان هناك من الاعمال الضرورية التي بها لقمة العيش وصلاح الدين والدنيا كالوظيفة والحج والعمرة وصلة الرحم ولا يتم الايصال الا بمركب فاظن ان امتلاك المراة للسيارة يعطي لها الستر والخصوصية اكثر من ان يقيدها من غير المحارم (وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب) والسلام عليكم .

الحريه الى اين
ليبرالي -

يجب ان تكون مجمله اذا قادت المرأه السيارة يجب ان يكون هناك سينما واماكن للسهر لنمارس الرقص فهل الرقص لا يجوزوبما أن المرأة ستقود السيارة نريد الغاء مكان عائلي فاابنتك معي بجانب الطريق ما المانع ان تكون متبرجه وبجانبي في المتنزه المفترض ان تكون الحريه بعد سن 21 للجنسين مالمانع لماذا تحددون ملابسها فتكشف عن ساقيها الجميلاتان لتجمعنا اريكه واحده ماذا يضير الاخ او الاب اذا وجدني مع ابنته في وضع حميمي الا يريد ان يكون مع اخرى في وضع حميمي طبيعه بشريه هي تريد وانا اريد, فلنفتح الشواطي للجنسين لنجعل الشوطي بذلك جميله ( اما بالجميع المتطلبات وألا لن أرضى بقيادة المرأه لسياره) لن أنتظر حتى تكتمل لن تقود السياره ام الجميع او فلا لن ادعها تثيرني دون ان يكون هناك تواصل , ليس بالغصب وان برضى الطرفين دون موانع او قيود لا تقول انتى متوحش لا فالجميع يثار , الدول الاخرى يوجد بها اماكن لهو وشرب مصر ودبي و المغرب و تصدقو حتى اليمن لذلك هذه شروطي يا عبدالرحمن الراشد ويا كتاب الليبراليه والعلمانية أجمعما رأيكم هل تضموني الى تياركم لا تقلقو ساؤثر في التفكير سأقنعهم بأرائكم سأصادر حريتهم بالاختيار وسأسيرهم لافكاركم الخلاقة لن اطلب بعمل للمرأه دون اختلاط فهذ غير ممكن سأجعل منها مسوقه براتب زهيد وعموله كبيره على المبيعات لتتعلم كيف تثير لتبيع المنتج سأسعى ان تتبوء المرأه اعلى المراتب والمناصب بأن تهمل بيتها وابنائها لكي نتلقف هؤولاء الابناء وان نجعلهم للمربيات الاجنبيات لتؤثر على ثقافتهم لا تقلقو توجد لدي افكار كثيره وكثيره عندما افكار هاكذا اعلم بأن الشيطان بجانبي وأنتم بجانبي ((( وجهان لعمله واحده ))) اتمنى النشر عاجلاً

فعلا
manbo -

فعلا ... فنحن ننزلق لغياهب الظلام و التحرر... و هذا ليس وليد اللحظه... ولكن من يوم ما قررت الحكومه تعليم البنات !! فالمرأه و الشيطان وجه واحد لنفس العمله !! و لا نزال نبحث عن الوجه الاخر ... فلنرجع النساء الى خدورهن.. و لنمنع تعليم المرأه ... والهاتف ... و السياره ...و الطياره ... (نمنعها على المرأه فقط) و نحول المرأه الى سلعه خاصه بالمنزل ... نوع من الديكور ... نحتاج لاستبداله بديكور جديد كل فتره... والله المستعان على ما يصفون. ;