جريدة الجرائد

فايننشال تايمز : خطاب أوباما في القاهرة ينقلب عليه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن

كتب إدوارد لوس مقالاً نشرته صحيفة فينانشيال تايمز أورد فيه عن باراك أوباما في مقابلته الأولى، بعد انتقاله إلى المكتب البيضاوي العام الفائت مع قناة العربية قوله إن "الشعوب في نهاية المطاف ستحكم علي من أفعالي وليس من أقوالي".
ويقول الكاتب إن الشرق الأوسط أكثر من أي مكان آخر يظهر مدى التباين الشاسع، بين ما يريده أوباما، وما قد أنجزه بالفعل. قبل عام من الآن، ألهب أوباما حماسة العالم الإسلامي عندما ألقى أحد أهم خطابات رئاسته في جامعة الأزهر بالقاهرة. في هذا الخطاب، الذي اقتبس فيه عن القرآن ثلاث مرات، وأسقط كلمة "الإرهاب"، وعد بـ "بداية جديدة" بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وأوضح أوباما تصوره لحل يقوم على دولتين للنزاع العربي-الإسرائيلي باعتباره الأساس لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأبعد منه.
وينقل الكاتب عن أوباما قوله: "الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية المستوطنات الإسرائيلية... والأزمة الإنسانية في غزة لا تخدم الأمن الإسرائيلي ... يجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لمساعدة أهالي غزة".
ويقول الكاتب إنها مفارقة مريرة أن تتزامن الذكرى السنوية لخطاب أوباما التاريخي هذا الأسبوع مع الهجوم الإسرائيلي على "قافلة الحرية". لكن الرأي العام في العالم العربي كان قد طاله الشك قبل مدة في رغبة أوباما - أو قدرته - على الوفاء بما وعد به.
ويضيف الكاتب أن المدافعين عن سجل أوباما يسوقون الالتماسين الآتيين. أولاً، لا يزال من السابق لأوانه إصدار الأحكام، لأن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يؤتي الموقف الأميركي المتغير ثماره. وثانياً، مع محاورين مثل بنيامين نتانياهو من ناحية، وسلطة فلسطينية بدون أنياب من ناحية أخرى، ما كان أوباما يستطيع البدء بمادة خام أقل حماسة ووعداً. ويقول الكاتب إن كلا هذين الدفاعين معقولين إلى الآن، لكنهما يلتفان على انتقاد أكبر وأكثر إزعاجاً للطريقة التي يمارس بها أوباما عمله، والتي قد توصف بأنها وجلة من حيث التنفيذ بقدر ما هي جريئة من حيث الإعلان. أوباما يضع ثقة كبيرة في قدراته على الإقناع. لديه غريزة للتوليف بين المواقف المتعارضة أملاً في أن تتجانس في نهاية الأمر. لكن عندما يفشل العقل وحده، كما يعرف كل من سبق له التعامل مع نتانياهو، غالباً ما يترك أوباما يتخبط.
بعد ستة عشر شهراً من إطلاق محاولة جريئة لخلق حل قائم على دولتين، أوباما موحل في جولة غير ذات أهمية أساساً من "محادثات تقريب وجهات النظر" بقيادة مبعوثه جورج ميتشل. وفي غضون عام واحد تحولت أكبر غاية لسياسة أوباما الخارجية من كل شيء إلى لا شيء تقريباً.
ويلفت الكاتب إلى أن هذا الانتقاد ليس جديداً، لأن أوباما أثناء الحملة الانتخابية كان يتهم برفع التوقعات أعلى من قدرته على الوفاء بها. ومن أمثلة ذلك وعده بإنهاء سياسات الاعتقال التي أرساها سلفه جورج بوش. ويختم الكاتب مقاله قائلاً، سواء كانت عدم قدرة أوباما على إغلاق معتقل غوانتانامو، أو قراره بزيادة مستويات القوات الأميركية ثلاث مرات في أفغانستان، أو استجابته العرجاء لواقعة قافلة الحرية، تخشى الشعوب أن يكون أوباما يمثل استمرارية أكثر منها تغيراً حقيقياً. ويخشى البعض أن يكون أوباما ذلك المنتج الأميركي الكلاسيكي، نفس الشيء القديم في علبة جديدة ومحسنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف