اليمن بين مطرقة الوحدة وسندان الانفصال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حسن علي كرم
تشبث صنعاء بدولة الوحدة من شأنه أن يحول الحراك السلمي إلى مسلح
في حرب اليمن بين الشمال والجنوب سنة 1994 لم يجد النظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح اذاك طرفاً يلبسه تهمة الحرب غير الكويت والسعودية زاعماً قيامهما بتحريض الجنوبيين على الانفصال عن دولة الوحدة الناشئة التي أعلنت في ابريل 1990 وإمعاناً في حبك الاتهام زعمت السلطات اليمنية مصادرة شحنة من الاسلحة كانت على متن باخرة في عرض البحر قادمة للجنوبيين بتمويل سعودي- كويتي..!!
بعد هذه السنوات الطويلة على تلك الحرب لسنا هنا في موضوع الدفاع أو النفي ما إذا كانت السعودية أو الكويت حرضتا الجنوبيين على الحرب أو الانفصال أو كانتا خلف شحنة الاسلحة المزعومة غير أننا نذكر أن الكويت حينذاك قد انشغلت بلملمة حراجاتها من جراء الغزو العراقي الغاشم وترتيب البيت من الداخل وبالتالي لم تكن في وضع يتيح لها حبك المؤامرات وتحريض الجنوبيين على الانفصال والسعوديون لم يكونوا بأفضل حال من الكويتيين فالغزو وحرب التحرير قد استنفذ طاقات البلدين ولم تكن الحرب لتحسم لصالح الشماليين لولا المدد العاجل الذي وصل من الاردن والعراق حيث شارك طيارون وجنوداً اردنيون وعراقيون "ثلاثي التآمر" في ضرب الجنوبيين لقد كانت حرباً بشعة وانتقامية ومأساوية وغير مبررة.
يحدثني أحد الأخوة الحضرميين هنا في الكويت عن دواعي ترحيب الجنوبيين بالوحدة بادئ الأمر، فيقول: عندما رحبنا بدولة الوحدة كنا نريد الخلاص من الحكم الاشتراكي العلماني في الجنوب وكنا نأمل خيراً بالوحدة آملين ان تفتح علينا أبواب العمل والتنمية والتطور، وكنا مستعدين تأييد علي عبدالله صالح وتنصيب ابنه "أحمد" ملكاً علينا لو أن دولة الوحدة ساوت في المعاملة بين الشماليين والجنوبيين ولكن الحكومة اليمنية عاملت الجنوبيين كمواطنين من الدرجة الثانية وصادرت املاكهم وفرضت مسؤولين شماليين على الادارات الجنوبية حارمة الجنوبيين حقهم في الوظائف والمناصب ويختم الحضرمي حديثه قائلاً: لقد انتهت الوحدة بالحرب التي قامت سنة 94 وسنناضل إلى تحرير الجنوب.
من يتابع قناة "عدن" الفضائية التلفزيون الرسمي المعبر عن الحراك الجنوبي ومقرها لندن وهي غير قناة "عدن" الحكومية يخرج بانطباع أن الوضع في الجنوب العربي "اليمن الجنوبي" بات خارج سيطرة حكومة علي صالح وأن الجنوبيين يرتبون أوضاعهم على اساس الانفصال وان لا شيء يحول عن تحقيق حلم العودة والاستقلال عن الشمال.
على الرغم من أن حراكهم يعتمد على إمكاناتهم المحدودة الذاتية دون حصول دعم خارجي فالحراك الجنوبي حراك سلمي يستند على مطلب واحد وهو الانفصال من دولة الوحدة ولا شيء غير الانفصال، ولكن تشبث نظام صنعاء بدولة الوحدة متذرعاً بالدستور من شأنه أن يحول الحراك السلمي الى حراك مسلح مما قد ينذر بحدوث المآسي واراقة الدماء، وتنامي الاحقاد بين اخوة الجنوب والشمال. فلازال الحراك الجنوبي يتمسك بالعمل السلمي وذلك من خلال العصيان المدني ولكن من المؤكد اذا اصر الرئيس علي عبدالله صالح التمسك بدولة الوحدة ان ينتقل الحراك في الجنوب الى العمل المسلح فللجنوبيين تاريخ حافل بالمقاومة والنضال إبان الاحتلال الانجليزي لبلادهم.
يخطئ الرئيس اليمني اذا ظن ان الدعم الخارجي وخاصة الامريكي السعودي لبلاده بغية القضاء على عناصر القاعدة او هزيمة الحوثيين يعطيه دعماً غير محدود لضرب الجنوبيين فقضية الجنوبيين مختلفة عن الوضع مع القاعدة او الحوثيين فالجنوبيون يقوم مطلبهم على حق الانفصال وقيام دولتهم المغتصبة ومن حقهم اذا لم يستجب النظام اليمني الى مطلبهم بالمقاومة والنضال المسلح، والمقاومة هنا في العرف الشرعي تصبح مقاومة شرعية وفقاً للقوانين والاعراف الدولية وفي العقدين الاخيرين وخاصة بعد سقوط المنظومة الاشتراكية حدث انفصال الكثير من الدول وإعلان استقلالها كالاتحاد السوفيتي السابق يوغوسلافيا وتشيكوسلافكيا وايضا انفصال تيمور الشرقية عن اندونيسيا وانفصال اريتريا عن اثيوبيا.. الخ فالمبدأ الدولي يقوم على حق الشعوب في تقرير المصير..
إن فشل احزاب المعارضة "احزاب اللقاء المشترك" وكذلك رفض الجنوبيين للحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً تمثيلهم بعد ان استولى الشماليون على قيادات الحزب في أي حلول مع السلطة الحاكمة وإعلان الجنوبيين ان الحراك الجنوبي السلمي هو الممثل الوحيد لأهالي الجنوب فقد سقطت كل الأوراق التي كان يراهن عليها الرئيس اليمني، ولا يبدو أن ثمة حلاً وسطاً ينقذ دولة الوحدة.. فلقد سقطت كل الأوراق التي كان يراهن عليها الرئيس اليمني.
ولايبدو ان ثمة حلاً وسطاً ينقذ دولة الوحدة فلقد سقطت سياسة العصا والجزرة كذلك لا تنفع سياسة تجويع الجنوبيين وذلك بالضغط على البلدان الخليجية منع تحويلات ابناء الجنوب الى ذويهم.
ربما يشعر الرئيس اليمني ان انفصال الجنوب هزيمة شخصية له ولكن لن تحتفظ صنعاء بالوحدة على جماجم الانفصاليين.
التعليقات
الح ضد الجنوب وضد ال
جنوبي يرفض الاحتلال -اتقدم بوافر الشكر عن شعب الجنوب العربي الذي لي الشرف انني احد مواطنيه للكاتب الحر, واضيف ان الرئيس اليمني لم يقدم على الوحدة مع الجنوب الا بتكليفات مشبوهة يعرفها هو ومستشاره عبدالكريم الارياني - اريان تقع بالقرب من اصفهان الايرانية - لكن في الجانب الجنوبي يبدو ان الوحدة كانت بالنسبة لهم حلم ولم يصدقوا ان صالح قبل بالوحدة حتى وقعوا اتفاقياتها واعلنوها في 22مايو1990 لتكتشف حقيقة مؤامرة صالح في 2اغسطس90 عند غزو صدام العراق للكويت وهنا تتناقض المواقف حد التصادم بين الرئيس وبين نائبه الجنوبي الاستاذ البيض حيث وقف صالح مؤيدا ووقف البيض رافضا للاحتلال ومؤيدا للكويت وهكذا توالت الازمات حتى تفجرت في منتصف 93م ليدخل صالح في حرب صيف 94 ضد الجنوب مما يضطر الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الى فك الارتباط رسميا مع الجمهورية العربية اليمنية وربما ذلك ما كان يتمناه صالح لكن وجد نفسه منتصرا رغم انفه وعمل جاهدا لتحويل الوحدة الى احتلال وبالامس دمر 34منزلا في الضالع الجنوبية على رؤوس ساكنيها كما قتل امس اكثر من12 طالبا في الضالع كانوا محتجين على تلك الابادة الجماعية , وليس امام الجنوب الا الصمود والتحرير واستعادة الدولة والاستقلال مهما كانت التضحيات.
نصيحه هامه
علي سلمان -اذا استقل اليمن الجنوبي عليهم تبني الفكر العلماني الديمقراطي بعيدا عن افكار الظلام والتخلف والرجعيه والتكفيري-او المكوث في العيش في فقر ووتخلف وبعيدا عن الحاثه والتنوير
الانفصال هو الحل
ام محمد من اليمن -اخوتي الاعزاء:فك الارتباط مع نظام صنعاء هو الحل الامثل من اجل حقن الدماء.نظام صنعاءوازلامه قد نهبوا ثروات الجنوب واطهدوا الناس بدون وجهه حق..ارجوكم ساعوا اخوانكم في جنوب اليمن من ظلم هذا النظام الغاشم..ارجوك يا ناشر انشر.
نصيحه هامه
علي سلمان -اذا استقل اليمن الجنوبي عليهم تبني الفكر العلماني الديمقراطي بعيدا عن افكار الظلام والتخلف والرجعيه والتكفيري-او المكوث في العيش في فقر ووتخلف وبعيدا عن الحاثه والتنوير