قضية الصيادين ومفهوم المواطنة الخليجية!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طارق العامر
هل ارتكب الصيادون البحرينيون جرما بدخولهم المياه الإقليمية القطرية؟
وهل يعد دخول الصيادين البحرينيين إلى المياه الإقليمية، تعديا على سيادة دولة "أجنبية" ودخول غير مشروع؟
وماهو المقصود بالمياه الإقليمية ومتى كانت قطر الشقيقة دولة أجنبية؟
وهل مجلس التعاون والذي يمثل الإمتداد الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، وكان من أهم اهدافها تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة، التي أكدت أيضاً على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس- إن صح التعبير - مجرد شعارات، وفقاعات هواء؟
أسئلة تبحث عن إجابة، فالحديث شائك والتعمق فيه يحتاج إلى الكثير من الحذر، ولا أدري إن كنا بذلك ننكأ جروحا مضى عليها زمن من الدهر، أم هي محاولة لفهم ما يسمى بـ "المواطنة الخليجية"!!
فالأصل في القاعدة ينادي بالأخوة، وعلى هذا الاساس تم ترسيخ الأصل كقاعدة عامة وإضافة صفة الشقيقة على جميع أقطار دول المجلس، فأصبحت دولة قطر "شقيقة" وليست "أجنبية"، ومواطنوها أشقاء، ومن المفترض أن تكون مياهها الإقليمية امتداد لمياه جاراتها في المنظمة، ولا غرابة أو استهجان في ذلك، فالشقيق ملزم بتوثيق أواصر الأخوة وليس خلق حالة من العداء والتشرذم، ومرجع ذلك القاعدة الذهبية والتي رسخها القادة في الاجتماع التأسيسي المنعقد في ابوظبي عام 1981 وهو "المواطنة الخليجية" وقد خرجت مقررات المجلس الأعلى في الرياض في عام 1993 لإقرار المساواة بين مواطني مجلس التعاون الخليجي وشمل القرار السماح لجميع الحرفيين من مواطني دول المجلس بمزاولة حرفهم ببقية الدول الأعضاء من دون تفريق أو تمييز، بل وسبقت الطموحات الواقع وتم على أساسها مناقشة توحيد الهوية الخليجية تمهيدا لإقرار جواز خليجي موحد، وسمح بذلك لمواطني المجلس بالتنقل بالبطاقات الشخصية وإلغاء أختام العبور!!
اذاً أين يكمن الخطأ؟ وهل خالف الصيادون الأصل في القاعدة؟
هل تراجعت مصداقية المجلس لدى عموم مواطني دول المجلس؟ وهل شعوب مجلس التعاون الخليجي تعيش ورطة تسمى "المواطنة الخليجية"؟
لقد حان الوقت للتحرك من أجل إيقاف هذه المعضلة قبل أن تتفاقم، فمطالب شعوب الخليج ليست بعيدة المنال عن أرض الواقع، هم ينشدون الوحدة، ويطالبون أن يعاملون كمواطني دولة واحدة - هذا ما أقره المجلس - وليس من الصعب تحقيق ذلك، فإن كان هذا المطلب صعب المنال، فأعتقد أننا في حيص بيص!!