جريدة الجرائد

مجلس تعاون بين بلاد الشام وتركيا البحث عن هوية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عدلي قندح

من الواضح أن الدول العربية غير مقتنعة بهويتها العربية, لذلك نراها بعد أن أنشأت الجامعة العربية تحاول التملص منها لأنها تعلم جيداً أن الجامعة العربية لم تحقق أي انجاز مستدام يذكر على أي صعيد خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي, لذلك تراها تبحث عن مجالس تعاون مجزأة بين بعضها بعضا.

فرأينا مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي يحاول أن ينشئ تكتلا شبيها بالاتحاد الاوروبي, لكنه يسير بشكل بطيء جداً, وها هي أزمة اليونان تفرمل حركته وتجعله يعيد التفكير مرات ومرات قبل اتخاذ خطوة جديدة للامام.

وظهر أيضا مجلس للتعاون العربي في بداية التسعينيات بين الاردن ومصر والعراق واليمن ومات في سنته الاولى, ورأينا مجلس التعاون لدول المغرب العربي.

وظهرت أيضا مصطلحات ومسميات كثيرة منها الشرق الاوسط والشرق الاوسط الجديد وهناك مسميات أخرى كثيرة تضم بعض الدول العربية دون غيرها مثل دول غرب اسيا (الاسكوا) علما بأن هذه المجموعة تضم مصر عضوا في هذا التجمع رغم أن مصر لا تقع في غرب آسيا.

كما انضمت بعض الدول العربية لما سمي بالاتحاد من أجل المتوسط, والاردن عضو فيه, وأمينه العام مواطن أردني, رغم أن الاردن لا يقع على حوض البحر المتوسط, وها هي دول بلاد الشام تنشئ قبل ايام قليلة مجلس تعاون مع تركيا.

ومن الواضح أيضا أن تركيا غير مقتنعة بهويتها التركية التي ورثتها عن الامبراطورية العثمانية فحاولت التخلي عنها في نهاية العشرينيات من القرن الماضي, وقاد حملة التخلص من تلك التركة الرئيس التركي العلماني مصطفى كمال اتاتورك.

ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم وتركيا تحاول الانضمام لأوروبا بوسائل متعددة ولم تفلح للآن. لذلك رأيناها تتحول بمسارها نحو العالم العربي, غريمها القديم لاربعة قرون, وبوسائل مختلفة منها الفن والسياحة والاقتصاد, وكانت آخر وسيلة لها الدعم الواضح للقضية الفلسطينية وهي محاولة لكسب ود العرب من جهة, وللضغط على الاتحاد الاوروبي من جهة ثانية لتسهيل قبولها عضوا كاملا في الاتحاد الاوروبي.

كل هذه التحركات والتكتلات والتجمعات تثير تساؤلات عدة منها; ما هي أسباب تلك التكتلات والتحالفات, وهل تبحث هذه الدول عن هوية غير هويتها الاصلية?

من الواضح أن مختلف دول العالم المتقدمة والنامية ودول المنطقة بالتحديد تعيش حالة تخبط اقتصادي وسياسي واجتماعي وكلها تبحث عن دور وتبحث عن هوية.

فما أسباب ذلك التخبط وعدم اقتناع الكل بهويته? أهي الازمات الاقتصادية, أم فشل القادة السياسيين والاقتصاديين, أم فشل الانظمة الاقتصادية بلا استثناء في ايجاد حلول جذرية للنمو والتنمية المستدامة, أم غياب الديمقراطية الفردية والجماعية وغياب ديمقراطيات الدول وغياب العدالة الاجتماعية? أم هو الفساد في انظمة الدول واداراتها? أم هو الصراع من أجل تحقيق وجني المصالح? أم انها أزمة بحث عن هوية? أم أنها كل العوامل المذكورة أعلاه مجتمعة? نترك الاجابة لمن يرغب بالتعليق أو لمقالات قادمة مستقبلا.0

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عولمة
بن ناصرالبلوشي -

قديقول قائل ان اللاهوية من افرازات عصروزمن(العولمة)!

عولمة
بن ناصرالبلوشي -

قديقول قائل ان اللاهوية من افرازات عصروزمن(العولمة)!

فتش عن الهدف
ابوطارق -

ان كل التحركات التي تقوم بها تركيا مؤخرا يهد لامرين اثنين . الاول هو انتشال سوريا من بين احضان حكومة الملالي في ايران ومساعدتها في ذلك حيث ترى الحكومه السوريه انها بالغت كثيرا في عملية التحالف مع ايران الى الحد الذي جعل الدول الغربيه تنظر اليهما بمنظار واحد وهذه النظره اظرت كثيرا بها وهي ليس لها مصلحه في الذهاب بعيدا الى هذا الحد من التحالف . المر الثاني يتعلق بعملية التنافس الاستراتيجي بين تركيا وايران في المنطقة وما التحركات التي تقوم بها تركيا الا محاولة بالامساك بزمام الامور في المنطقه خصوصا وانها ترى ان الطريق سالك امامها بالنظر الى العلاقات الطيبه مع كافة الدول العربيه وايضا مع الدول الغربيه بشكل عام ( بعكس ايران تماما )

فتش عن الهدف
ابوطارق -

ان كل التحركات التي تقوم بها تركيا مؤخرا يهد لامرين اثنين . الاول هو انتشال سوريا من بين احضان حكومة الملالي في ايران ومساعدتها في ذلك حيث ترى الحكومه السوريه انها بالغت كثيرا في عملية التحالف مع ايران الى الحد الذي جعل الدول الغربيه تنظر اليهما بمنظار واحد وهذه النظره اظرت كثيرا بها وهي ليس لها مصلحه في الذهاب بعيدا الى هذا الحد من التحالف . المر الثاني يتعلق بعملية التنافس الاستراتيجي بين تركيا وايران في المنطقة وما التحركات التي تقوم بها تركيا الا محاولة بالامساك بزمام الامور في المنطقه خصوصا وانها ترى ان الطريق سالك امامها بالنظر الى العلاقات الطيبه مع كافة الدول العربيه وايضا مع الدول الغربيه بشكل عام ( بعكس ايران تماما )

العمدة الأول
أم الدويس -

يامواطني مجلس التعاون صوتوا لمدير بلدية دبي والموجود ضمن القائمة

العمدة الأول
أم الدويس -

يامواطني مجلس التعاون صوتوا لمدير بلدية دبي والموجود ضمن القائمة