جريدة الجرائد

أردوغان والملك فيصل ومهاتير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد الماجد

أردوغان.. عبد الناصر.. الخميني.. صدام حسين.. أحمدي نجاد، هكذا وجد الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه بعد أزمته مع إسرائيل الأخيرة محشورا قسرا بين هذه الأسماء، وذنب أردوغان أن الشعوب العربية والإسلامية قد أعجبها وقفته الإنسانية المشرفة ضد حصار غزة، وفي ظني أن هذا نوع من التسطيح أو ربما التغابي بغية التقليل من هذه الوقفة المشرفة لهذا الزعيم الشجاع. صحيح أن العاطفة الجماهيرية المفرطة في العالمين العربي والإسلامي التي تقوم مع هذا الزعيم أو ذاك، قد تتجه نحو الطريق الخطأ، كما فعلت مع صدام بعد غزوه للكويت، ومع نجاد بعد تصريحاته النارية ضد إسرائيل، متناسية دموية ودكتاتورية الأول وخنوع وصمت الثاني أمام الاحتلال الأميركي للعراق.

لكن لو سبرنا غور ظاهرة هذه العاطفة الجماهيرية لوجدنا أنها تتمحور حول تعطشها لمن يواجه الغطرسة الإسرائيلية "بأي وسيلة" وبغض النظر عن الزعيم ورايته، بدليل أن شريحة كبيرة من الجماهير التي تعاطفت مع الخميني الشيعي بعد قطعه علاقاته مع إسرائيل وإحلال منظمة التحرير محلها مطلع الثمانينات وأيدت حربه ضد خصمه اللدود صدام، هي ذات الشريحة التي تعاطفت في التسعينات مع صدام السني البعثي. وكلا الموقفين لهذه الجماهير خطأ، لكن ليس من العدل اغتيال أية عاطفة جياشة وتخطئتها على طول الخط، ووضع كل من تتعاطف معه هذه الجماهير في خندق المهيجين واللاعقلانيين دون فرز أو تدقيق، كما فعل بعض المحللين مؤخرا مع أردوغان، بدليل وجود زعامات عربية وإسلامية أخرى من الوزن الثقيل اكتسبت تعاطفا جماهيريا كاسحا في طول العالم الإسلامي وعرضه لكنها بالتأكيد لا تصنف في القائمة التي استفتحت بها المقال، مثل الزعيم الإسلامي السعودي القوي ذائع الصيت الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، الذي أشهر سلاح النفط بحزم وشجاعة في وجه الانحياز الغربي الصارخ مع إسرائيل، أو الزعيم الماليزي الرمز مهاتير محمد ذاك النمر الآسيوي الشجاع الذي وقف مواقف رجولية وحازمة ضد إسرائيل وضد السياسة الأميركية في المنطقة، وبكل تأكيد فالزعيم التركي أردوغان أقرب إلى هذين النموذجين المشرفين.

وحين ندعو إلى مواقف حازمة ضد الغطرسة الإسرائيلية أو الانحياز الأميركي الظالم مع إسرائيل، فهذا لا يعني إطلاقا تأزيم العلاقات الدولية والإضرار بالمصالح، كما لا نعني اتباع أسلوب التهييج والقنابل الفارغة مثل "هوشات" نجاد وفرقعات صدام، بل نتحدث عن موقف عربي وإسلامي قوي يقول لإسرائيل وراعيتها أميركا "لا" مدوية، لأن الظلم الإسرائيلي الواقع على الفلسطينيين عامة وعلى الفلسطينيين في غزة خاصة لم يعد يحتمل. نتحدث عن مواقف سياسية مدروسة الأبعاد والنتائج تماما مثلما فعل مهاتير أيام لمعانه السياسي، وكما يفعل أردوغان هذه الأيام مع الحصار الإسرائيلي الظالم لغزة. فبكل المقاييس خرج الداهية أردوغان بانتصارات سياسية وإعلامية، للقضية الفلسطينية ولحصار غزة الذي أصبح على أجندة المهتمين بالصراع العربي - الإسرائيلي، بعد أن كاد يطويه النسيان، بل وانتصارات لبلاده ولشخصه وأجندته، وحشر إسرائيل بأسطوله الإنساني في زاوية ضيقة جعلها محل غضب العالم وسخطه، أردوغان ليس أهوج عندما أرسل أسطوله الإنساني لفك الحصار عن غزة. فلم نسمع له تصريحا متوترا حتى ضد إسرائيل، ولا عنتريات ضد الغرب، كل الذي فعله أنه رفع عقيرته نيابة عن مليار مسلم وعربي وقال "لا" لحصار غزة، وبالفعل فقد دوت صرخته في أرجاء كوكبنا.

إذا تكاثرت في العالم العربي والإسلامي المواقف القوية والعاقلة والمدروسة ضد الصلف الصهيوني، وإذا تنامى الاحتجاج الذكي على الطريقة "الأردوغانية / المهاتيرية" ضد السياسة الأميركية والغربية المنحازة مع إسرائيل، فهذا كفيل بالحصول على بعض المكتسبات لصالح القضية الفلسطينية.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Long Live Erdogan
Khaled -

President Erdogan we love you

Parallel
Philosopher -

How striking the similarity between Ardogan and Sharon; Hamas and PKK, Ataturkism and Zionism

خيبة العرب
أسد الإسلام -

انتصر اردوغان عندما خابت مواقف العرب وانشغلوا بمحاربة المسلمين ومناصرتهم العداء بدلاً من محاربتهم للعدو الصهيوني ومن يسانده من قوى الشر الغربية..هنيئاَ لنا بك يا اردوغان وليبقى العرب في خيبتهم يعمهون.

Parallel
Philosopher -

How striking the similarity between Ardogan and Sharon; Hamas and PKK, Ataturkism and Zionism

خمسة آلاف عام
diyar -

انتهت النيابة العامة التركية في آمد من اعداد مذكرة الاتهام والتي جاءت في سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وسبعبن صفحة، بحق مائة وواحد وخمسين سياسيا، حيث دعت المذكرة القضاء التركي الى انزال عقوبات بالسجن بحق الساسة الكرد تزيد عن خمسة آلاف سنة. هذا وكانت السلطات التركية قد شنت ومنذ الرابع عشر من شهر نيسان الفين وتسعة حملة قمع وترهيب كبيرة اسفرت حتى الآن عن اعتقال الف وخمسمائة سياسي ومسؤول ورئيس بلدية كردي. وقد اصدرت النيابة العامة التركية في آمد مذكرة الاتهام بحق مائة وواحد وخمسين سياسيا كرديا، تطالب بالحكم عليهم بالسجن لفترات تزيد عن خمسة آلاف عام. وذكرت المصادر ان النيابة العامة التركية استندت في اتهاماتها على وجود علاقة للمعتقلين بمنظومة المجتمع الكردستاني، وسعيهم من اجل تقسيم تركيا. وذكرت المصادر بان هناك مذكرة ادعاء بحق عثمان بايدمير رئيس بلدية آمد، حيث تطالب النيابة العامة بانزال عقوبة سجن بحقه تزيد عن ستة وثلاثين عاماً وخمسة اشهر. هذا ومن الجدير ذكره بان محكمة الحزاء العليا في آمد سوف تنظر في مذكرة الدعوة وستقرر في غضون اسبوعين قبول المذكرة والبدء بمحاكمة الساسة ام رفضها.

خمسة آلاف عام
diyar -

انتهت النيابة العامة التركية في آمد من اعداد مذكرة الاتهام والتي جاءت في سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وسبعبن صفحة، بحق مائة وواحد وخمسين سياسيا، حيث دعت المذكرة القضاء التركي الى انزال عقوبات بالسجن بحق الساسة الكرد تزيد عن خمسة آلاف سنة. هذا وكانت السلطات التركية قد شنت ومنذ الرابع عشر من شهر نيسان الفين وتسعة حملة قمع وترهيب كبيرة اسفرت حتى الآن عن اعتقال الف وخمسمائة سياسي ومسؤول ورئيس بلدية كردي. وقد اصدرت النيابة العامة التركية في آمد مذكرة الاتهام بحق مائة وواحد وخمسين سياسيا كرديا، تطالب بالحكم عليهم بالسجن لفترات تزيد عن خمسة آلاف عام. وذكرت المصادر ان النيابة العامة التركية استندت في اتهاماتها على وجود علاقة للمعتقلين بمنظومة المجتمع الكردستاني، وسعيهم من اجل تقسيم تركيا. وذكرت المصادر بان هناك مذكرة ادعاء بحق عثمان بايدمير رئيس بلدية آمد، حيث تطالب النيابة العامة بانزال عقوبة سجن بحقه تزيد عن ستة وثلاثين عاماً وخمسة اشهر. هذا ومن الجدير ذكره بان محكمة الحزاء العليا في آمد سوف تنظر في مذكرة الدعوة وستقرر في غضون اسبوعين قبول المذكرة والبدء بمحاكمة الساسة ام رفضها.

كفاكم
بدر -

كفاكم ايها العرب الى متى ستظلون تتعاملون بسطحية و بعواطفكم للامور.اليس السيد اردوغان من يقوم بشراء الاسلحة التي يهاجم بها شعب غزة من اسرائيل!!! اليس اردوغان من يقول على الجميع ان يعرفو اننا اعداء مع اسرائيل ولكننا اصدقاء ايضا!!! انتم تقولون يعيش لانه فقط قال :يجب ان يرفع الحصار عن غزة!! بينما قام البطل الكردي صلاح الدين الايوبي بتحرير بيت المقدس .و الآن يقتلون ويدبحون احفاده كالاغنام في تركيا !! اليس الاكراد مسلمون ؟؟ كيف لاردوغان ان يدافع عن اطفال غزة وهو كمصاص الدماء مع اطفال الاكراد الذين هم مسلمون ايضا!! من هنا يجب ان نحكم عقلنا نحن العرب لا عواطفنا ..اين كان اردوغان حينما ارتكبت الاف المجازرر بحق الشعب الفلسطيني حتى في عهد ولايته.!!عندما فشلت تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوربي وذللك بسبب عنجهيها ضد الشعب الكردي هناك..فقدت الامل و اصبحت تدغدغ عواطفنا نحن العرب ..اردوغان ذكي لانه يعرف ان الشعب العربي عاطفي وليس....؟لذلك ارجوكم ارجوكم لا تهللو لجلاديكم