جائزة كأس العالم الحقيقية في حقوق البث التلفزيوني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إريك فانير
يتنافس 32 منتخبا لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم من أجل الفوز بكأس العالم لكرة القدم في نهائيات البطولة التي تُقام في جنوب إفريقيا، ومن بين هذه الدول سيفوز منتخب واحد ويعود 31 منتخبا إلى أوطانهم صفر اليدين. لكن بالنسبة للتلفزيونات التي تقوم بتغطية البطولة -وهي أكبر حدث رياضي في العالم- فإن الأنداد يتنافسون للفوز بعائدات البث الهائلة. من المتوقَّع أن تحظى مباريات كأس العالم بمعدلات كبيرة من المشاهدة والإعلانات. لكن مع القيمة المرتفعة لحقوق البث التلفزيوني، لن يتمكن سوى عدد قليل من هذه القنوات من تحقيق أرباح من هذا الحدث.
كان هذا أمرا سلبيا بالنسبة للكثير من القنوات التلفزيونية غير المشفرة، فتركت حقوق البث لكيانات منافسة، ومن بينها القنوات التلفزيونية التي تبث خدماتها مقابل اشتراكات، والتي كانت تجد في السابق صعوبة في الدخول إلى مضمار المنافسة على بث مباريات الكأس. سوف يُعرض جزء أكبر من البطولة على قنوات فضائية أو قنوات الكابل التي تبث خدماتها مقابل اشتراكات وذلك في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا.
يقول كيفين ألافي مدير مؤسسة فيوتشرز سبورت آند إنترتينمنت التي تجري دراسات حول الإعلانات: "في بعض الدول إذا أراد الفرد مشاهدة كل المباريات وسيتعين عليه أن يغير نمط حياته: إما الدفع مقابل ذلك، وإما الذهاب إلى مقهى".
ورغم أن الهيئات التلفزيونية التي تقدم خدماتها مقابل اشتراكات حصلت منذ وقت طويل على حق بث بطولات دوري كرة قدم مهمة في أوروبا، فإن المؤسسات التلفزيونية التجارية المجانية وهيئات التلفزيون العامة كانت تستطيع بث كأس العالم في معظم الدول الأوروبية -التي تمثل السوق الكبرى للبطولة.
لكن بدءا من نهائيات كأس العالم 2002 التي أُقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، حصلت شركات التلفزيون المدفوع الأوروبية على موطئ قدم بسبب فارق التوقيت بين أوروبا وآسيا والذي جعل التلفزيونات المفتوحة أقل اهتماما ببعض المباريات.
في الوقت الحالي ومع سعي القنوات التجارية المجانية والهيئات التلفزيونية العامة لتقليل النفقات، تحقق شركات التلفزيون المدفوع مكاسب إضافية، خاصة بعد أن ازدادت قوة بعد الركود الاقتصادي.
في فرنسا على سبيل المثال ستكون 8 مباريات من إجمالي عدد مباريات البطولة الـ64 متاحة حصريا على "كانال بلاس" التي تقدم خدماتها مقابل اشتراكات. كانت البداية لهذه القناة حين اشترت قناة "تي أف1" حقوق بث جميع المباريات داخل فرنسا وقامت بعرض حق بث مجموعات من المباريات على منافسين خلال الشتاء الماضي بعد تراجع عوائد الإعلانات خلال فترة الكساد العالمي.
يقول تيم ويستكوت كبير المحللين في مؤسسة سكرين دايدجست في لندن: "ارتفعت رسوم حقوق البث بدرجة كبيرة، ولن يكون في استطاعة كثير من المؤسسات تغطية التكلفة من خلال الإعلانات وحدها". وتقدر المؤسسة أن تضيف كأس العالم ما بين 1 ٪ و%2 من النمو في عائدات الإعلانات التلفزيونية على مستوى العالم خلال هذا العام. بالنسبة لمؤسسة مثل "تي أف1" الفرنسية، تقول المؤسسة إن ذلك قد يعني زيادة ما بين 20 و30 مليون يورو. ولكن القناة أنفقت 120 مليون يورو أو ما يقدر بنحو 152 مليون دولار من أجل الحصول على حقوق البث، ويقال إنها استردت 33 مليون يورو فقط من عملية إعادة بيع بعض المباريات.
حصل التلفزيون المدفوع على أغلبية المباريات داخل بعض الدول الأوروبية. في إسبانيا على سبيل المثال حصلت قناة سوغ كيبل على الحقوق الحصرية لنقل 40 مباراة. وفي إيطاليا ستعرض "سكاي إيطاليا" 39 مباراة بصورة حصرية.
لا تزال القوانين الثقافية الأوروبية تشترط إذاعة المباريات المهمة للصالح الوطني على التلفزيون المجاني. بصورة عامة تتضمن هذه المباريات العامة نهائي البطولة ومباريات الدور قبل النهائي ومباريات منتخب الدولة. ولكن داخل بريطانيا تطبَّق هذه القواعد على البطولة بأسرها؛ لذلك تشارك هيئة الإذاعة البريطانية المملوكة للدولة وقناة "إي تي في" المجانية في إذاعة المباريات.
يقول روس بيغام مدير عام رابطة التلفزيونات التجارية في أوروبا والتي تضم في عضويتها التلفزيون المدفوع: "عندما تتحدث عن بث كأس العالم على التلفزيون المدفوع، تتذكر أن بعض السياسيين يرون ذلك صعبا، فكأس العالم جزء من تراثنا الثقافي. لكن هناك حماية من أجل هذا".
في كثير من الدول الأوروبية الأصغر تمتلك القنوات العامة سيطرة أقوى بموجب اتفاق جماعي بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واتحاد الإذاعة الأوروبي الذي يمثل القنوات العامة.
هناك اتفاق مشابه بين الفيفا والاتحاد الإفريقي للإذاعة، يتيح للمشاهدين متابعة المباريات مجانا داخل كثير من الدول الإفريقية في منطقة الصحراء الكبرى. ولكن داخل بعض الأجزاء في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط سيكون على الجماهير الدفع مقابل مشاهدة المباريات؛ حيث تقدم قناة الجزيرة الرياضية -التي تمتلك حقوق البث في أجزاء كثيرة داخل المنطقة- المباريات على قنواتها المشفرة داخل عدد من الدول. تدعو مجموعة على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" داخل سنغافورة إلى مقاطعة المباريات التي يبثها مقدمو التلفزيون المدفوع، ويقولون إنها تفرض رسوما كبيرة على المباريات. لكن عن طريق هذه القنوات تمكنت الفيفا من الحصول على مزيد من العوائد من مبيعات حقوق البث التلفزيوني. وتقول مؤسسة سبورتكال البحثية إن ذلك ساعد في تحقيق عوائد تصل إلى 2.15 مليار دولار -بزيادة قدرها %53 مقارنة ببطولة عام 2006.
ويقول إزيتشيل أباتا الباحث في سبورتكال: "دائما يوجد نقاش داخل قطاع الرياضة حول تعظيم العوائد وتوسيع التغطية. وقد كان الفيفا جيدا في القيام بكلا الأمرين".
ورغم أن المشاهدين داخل عدد من الأسواق يشعرون بالضيق لاضطرارهم الدفع لمشاهدة المباريات، فإنه من المتوقَّع أن ترتفع نسبة المشاهدة داخل أماكن أخرى ومن بينها الولايات المتحدة؛ حيث تتقاسم حقوق البث شبكة أي بي سي المجانية وخدمة إي أس بي إن وكلتاهما من الشركات التابعة لوالت ديزني وقناة يونيفيجين الناطقة بالإسبانية.
ووسط اهتمام متنامٍ بكأس العالم في الولايات المتحدة، تقوم إي أس بي أن بالترويج للبطولة على نطاق واسع، وتعلن عن خطط لبث بعض المباريات بالتقنية ثلاثية الأبعاد للمشاهدين الذين لديهم أجهزة تلفزيون ثلاثية الأبعاد. على الصعيد العالمي يقدر السيد ألافي باحث الإعلانات ارتفاع نسبة المشاهدين بنسبة %5 بالمقارنة مع عدد المشاهدين لبطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. سوف تجذب مباريات معينة مشاهدين مباشرين يصل عددهم إلى 125 مليون شخص، وهو الرقم نفسه تقريبا الذي جذبته المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأميركي. وأضاف أن متوسط عدد مشاهدي نهائي كأس العالم مباشرة يمكن أن يصل إلى 350 مليون شخص. وسيعتمد كثيرون على الفرق التي سوف تصل إلى النهائي. يقول ألافي: إن القنوات تحلم بنهائي بين البرازيل وإنجلترا؛ لأن المنتخبين يجذبان أكبر عدد من المشاهدين من مختلف أنحاء العالم. أما الاحتمال الأسوأ بالنسبة للقنوات أن يكون النهائي بين نيوزيلندا وكوريا الشمالية.