هل حوار الأديان للدردشة فقط ؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد م. الارناؤوط
حين تلقيت دعوة في شهر أيار الماضي من "كرسي اليونسكو للدراسات المقارنة للاديان" في تونس للمشاركة في ندوة عن " دور الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في حوار الاديان والحضارات" ذهبت الى السفارة التونسية لأخذ تأشيرة سفر واستقبلني السفير المشهود له بالمعرفة الواسعة بسؤال مفاجئ " هل يمكن للاديان أن تتحاور؟".
حملت هذا السؤال معي الى الندوة التي عقدت في العاصمة التونسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور، وحفلت بمشاركة جيدة من طرفي المتوسط، يكفي أنه كان يجمع بينها الاستاذ محمد اركون. وقد كان من الواضح في الكلمة الافتتاحية لمسؤول الكرسي محمد الحداد أن التراكم المعرفي في هذا المجال في تونس، التي كانت سباقة الى هذا النوع من الندوات منذ 1974، جعل هذا النوع من اللقاءات يتخطى الدردشة والمجاملة واثبات حسن النوايا والظهور في الصور المشتركة الخ.
فقد انطلق د. الحداد في كلمته الافتتاحية من أن هذه اللقاءات "لم تعد لاهوتية ولم تعد تقتصر على الممثلين الرسميين للاديان بل اتسعت لتشمل المعنيين بالتجربة الدينية ولتشمل مساءلات حول معنى الحياة والموت" ، و"لم تعد بالتالي فرصة لاستعادة الاحقاد التاريخية بل أن تعدد الاراء أصبح يغني النقاش في هذه المواضيع" .
ولكن الاهم في كلمته كان حول نظرة العلم واسهام العلم في اغناء أو في الغاء مثل هذه اللقاءات. فمع تسليمه بأن "تطور المعرفة العلمية يجعلها عاملا أساسيا في تنظيم شؤوننا" الا انه ميّز هنا بين "العلموية" و "العلمية" فيما يتعلق بمثل هذه اللقاءات حول حوار الاديان والحضارات. فـ "العلموية" ترى ان كل ما هو خارج العلم لاشأن لها به ومن ذلك "الحوار بين الاديان" لانها بالاصل تخضع الاديان للمقاربة العلمية الصارمة ، بينما "العلمية" تتواضع بالقول ان العلم يمكن أن يقدم بعض المعطيات التي تفيد في مثل هذه اللقاءات ، ولكن "الخطر" كما رآه د. الحداد انما "يكمن في الخلط بين المستويين وفرض الرأي على الآخر".
وفي الحقيقة ان سؤال السفير كان حاضرا منذ اليوم الاول في جلسات ونقاشات الندوة. فقد كان هناك من يرى ان "حوار الاديان" لايخرج عن الدردشة والمجاملة وان الامر يجب أن يترك لـ "تطور المعرفة العلمية"، بينما كان هناك من يرى فائدة من هذه اللقاءات خاصة في الانفتاح على الاخر وتقبّل عدم احتكار الحق والحقيقة.
وربما كانت هذه الندوة تتميز بعرض بعض التجارب الاوربية والعربية على الارض (تونس ومصر وألمانيا وكوسوفا الخ). ففي التنظير تبدو الامور وردية و تبشر بخير ولكن الواقع على الارض ليس دائما على هذا الشكل. وقد اتضح هذا بشكل خاص في الدول التي تشهد خصوصيات، كما هو الامر مع الاقباط في مصر والصرب في كوسوفا والمسلمين في ألمانيا الخ، حيث أن "حوار الاديان" يرتبط بسياق تاريخي وواقع مأزوم بفعل أزمات وحروب وتدخلات الخ.
ومن ناحية أخرى، ونظرا للمشاركة من ضفتي المتوسط ، فقد كانت هناك أكثر من اشارة الى ان حوض المتوسط بالذات شهد مواجهات كثيرة باسم الاديان، ولكنه الان يشهد مبادرات كثيرة لامتصاص احتقانات الماضي و التفكير بالعيش المشترك والتواصل الثقافي لاجل المستقبل الواعد للجميع.
ولكن هذا التوجه للمستقبل لا يمكن مع الصور المسبقة التي تحمل من جيل الى جيل ترسبات الماضي، ولذلك كانت هناك أكثر من اشارة للعناية بالنصوص المدرسية التي تعتبر الحاملة الرئيسة للتغيير. ومن هناك كانت الدعوة أن تتسع النصوص المدرسية لتتضمن ما ينتج عن مثل هذه اللقاءات من روح جديدة.
وبعبارة أخرى، لايمكن القول مع هذه الافكار والنقاشات في تونس ان "حوار الاديان" هو فقط للدردشة والمجاملة بل أنه يثمر بحسب من يشارك فيه و يساهم به بعد عودته الى بلاده!
التعليقات
أقفل الحوار
خوليو -الحوار أقفل، وقفله سميك لايمكن فتحه، من يوم جاء من قال أنّ الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام ديناً لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، عقيم كل حوار، والحوار الوحيد هو فصل الأديان مع أقفالها عن الحياة الحديثة وتعليمها بشكل اختياي في المدارس كا هي، وترك الانسان يعتقد أو لايعتقد مع ضمان حريته هذه، ما يجري على أرض الواقع اليوم هو أن الدين الاسلامي هو الوحيد الذي لايزال يعاند ويكابر بأنه يصلح للحكم كنظام على الرغم من كل الفشل الذي لايرونه ،مايجري هو أن هذا الدين يفيد رجاله بمكاسب مادية كبيرة وامتيازات اجتماعية تأتيهم بالمجان، يضحكون على البسطاء بترسيخ الاعتقاد بالذهاب لجنات الوهم وينفضون عن كاهلهم كل مسؤولية ومحاسبة فهم يطبقون شرع جاءهم من السماء كما يوعمون، يركزون على مصدره ليتهربوا من المساءلة، يرفضون فصله عن الحكم لأنه مصدر ثرواتهم ولو كان على حساب شقاء الملايين ، هذه الملايين التائهة التي تبحث عن شربة ماء باردة ولقمة هنية فيأتيهم الوعد بأنهم سيجدونها في الجنة،وأما أولئك الأغنياء الذين يرون في الدين صلاحية للحكم فهم أغنياء شكراً له، لأنه يعمي بصيرة الملايين ويجعلها تعيش برضى كامل منتظرة يوم الحساب كما يقولون،الطبقة الحاكمة وشيوخها يركزون على حقيقة ذلك اليوم فترتعد قلوب المؤمنين خوفاً ، يمنعون عنهم العلم الحقيقي حتى لاتنفضح الأمور وينكشف الستر وتسقط العروش وتتوزع الثروة ، الحوار لامعنى له طالما الباب مغلق على والقناعة تامة عند بعض أطراف الحوار أن الدين هو عند الله الاسلام.
أقفل الحوار
خوليو -الحوار أقفل، وقفله سميك لايمكن فتحه، من يوم جاء من قال أنّ الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام ديناً لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، عقيم كل حوار، والحوار الوحيد هو فصل الأديان مع أقفالها عن الحياة الحديثة وتعليمها بشكل اختياي في المدارس كا هي، وترك الانسان يعتقد أو لايعتقد مع ضمان حريته هذه، ما يجري على أرض الواقع اليوم هو أن الدين الاسلامي هو الوحيد الذي لايزال يعاند ويكابر بأنه يصلح للحكم كنظام على الرغم من كل الفشل الذي لايرونه ،مايجري هو أن هذا الدين يفيد رجاله بمكاسب مادية كبيرة وامتيازات اجتماعية تأتيهم بالمجان، يضحكون على البسطاء بترسيخ الاعتقاد بالذهاب لجنات الوهم وينفضون عن كاهلهم كل مسؤولية ومحاسبة فهم يطبقون شرع جاءهم من السماء كما يوعمون، يركزون على مصدره ليتهربوا من المساءلة، يرفضون فصله عن الحكم لأنه مصدر ثرواتهم ولو كان على حساب شقاء الملايين ، هذه الملايين التائهة التي تبحث عن شربة ماء باردة ولقمة هنية فيأتيهم الوعد بأنهم سيجدونها في الجنة،وأما أولئك الأغنياء الذين يرون في الدين صلاحية للحكم فهم أغنياء شكراً له، لأنه يعمي بصيرة الملايين ويجعلها تعيش برضى كامل منتظرة يوم الحساب كما يقولون،الطبقة الحاكمة وشيوخها يركزون على حقيقة ذلك اليوم فترتعد قلوب المؤمنين خوفاً ، يمنعون عنهم العلم الحقيقي حتى لاتنفضح الأمور وينكشف الستر وتسقط العروش وتتوزع الثروة ، الحوار لامعنى له طالما الباب مغلق على والقناعة تامة عند بعض أطراف الحوار أن الدين هو عند الله الاسلام.
أميل الى خوليو
آشور بيث شليمون -جميل على الشعوب مصارحة بعضها البعض حول هذه المعتقدات، ولكن من المؤسف أن هذا الطريق مسدود عندما يصطدم الانسان بالدين الاسلامي الذي هناك آيات صريحة في القرآن لا تسمح لك في بحث هذه الأمور ومن ثم يجنح الدين الاسلامي بعدم الشك فيه اطلاقا ولا يسمح لك بالبحث بل على الفرد ان يأخذ كل ما جاء في القرآن كما هو، إن الشيء الوحيد يمكن التوصل إليه هو أن تحترم هذه الأديان بعضها البعض على قدر الامكان في وقت نستطيع ان نقول هذا الشيء جائز في الدول الغربية المسيحية بينما دول الاسلام التي تطلب مثل هذا الحوار ليس حبا في الحوار إنما لتجد أرضية لنشر الاسلام ..... ولا تقبل المسيحي دخولها أو حتى دخول بعض الاماكن وبحوزته الكتاب المقدس الذي هو كتاب الله بينما هم لا يعترفون بذلك.لذا أي حوار لن ينجح إفتحوا دياركم، وإفتحوا قلوبكم حيث الله سيمهد الطريق لكل شعوب البشرية أن تتعاون بسلام ووئام معا وشكرا لإيلاف في نشر هذه المداخلة.
even we
idas -even we Muslims cannot talk freely of what we think how can a Christian do
even we
idas -even we Muslims cannot talk freely of what we think how can a Christian do