للأشقاء في قطر: المطلوب أكثر!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق العامر
بادئ ذي بدء فإننا نثمن توجيهات سمو امير دولة قطر الشقيقة بالإفراج عن كافة سفن الصيد البحرينية المحتجزة، وانهاء اجراءات توقيف جميع البحارة البحرينيين والآسيويين، وذلك وفقا للاتصال الهاتفي الذي تم بين معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ونظيره القطري، ولكن.. وليسمح لنا الاشقاء في قطر ان نقول "لكن"، لقد استبشرنا جميعا خيرا بعد الاتصال الهاتفي، ولكن الساعات مرت وتلتها الايام، وهي في عمر من يتمنى أن تستطيب العين بشوفة ابنائهم المحتجزين، تحصى بعمر السنين، وكنا جميعا - ابناء الشعب بجميع طوائفه - نتآكل حنينا وشوقا لرؤية القابع في زنزانة الشقيق، ونمني النفس ببشاير الخير، وان القرار الاميري سيأخذ صفة الاستعجال في التو واللحظة، وستقر عيون البحرين بشوفة ابنائها.. ولكن كنّا نمني النفس، أو على الأقل بتسليم جميع مراكب الصيد دفعة واحدة والتي طالها الدمار، ولا ادري ان كان في اتلاف مصادر رزق هؤلاء المساكين تعمد ام لا.. ولكن الله اعلم!!
للاسف كنا نشكو بالامس ظلم الغريب، واليوم نشكو القريب من فعله الغريب، وشتان ما بين الاثنين.
القيادة والشعب القطري والذي يرتبط بصلة قرابة ومصاهرة وعلاقات تاريخية مع البحرينيين تمتد عبر السنين، وما هو اشمل واعظم وهي مظلة مجلس التعاون الخليجي، شعروا جميعاً ان الحادث تسبب بشرخ في العلاقة بين الشعبين الشقيقين، ويعلمون ان التأخير في تنفيذ التوجيهات الاميرية، سيزيد من رقعة هذا الشرخ ولا يمكن ان يطيب الخواطر، والقيادة والشعب القطري الشقيق يعلمون ايضا ان البحرينيين والذين اشتهروا بين شعوب العالم برقي اخلاقهم، وطباع الطيبة والتي تمشي بمراكبهم، وتواضعهم الجم، وكرمهم ودماثة خلقهم واخلاقهم في التعامل مع الغريب، لا يقبلون بأن يعاملوا بأقل مما يتعاملون به مع الاخرين، وهم بذلك يتمسكون بمبادئ دينهم الحنيف وجذور عاداتهم وتقاليدهم والتي توارثوها أبا عن جدا، يتعاملون مع الغريب على انه صاحب دار، كرامته مصانة وهي من كرامتهم، ولا يمكن - وهو بينهم - ان يصيبه الضيم او الاذى والضرر، مطمئن على نفسه وماله.
هذه هي اخلاق العرب وعوائدهم والاصول التي لاتغيرها لعنة المال بينهم، لذا اقول للاشقاء في قطر، البحرينيون لا ينتظرون من اشقائهم القطريين، من كانوا معهم على الحلوة والمرة، وارتبطوا معهم بمصير مشترك، ولغة، ودين واحد، وامتداد جغرافي وتاريخي، وأواصر مصاهرة وقربة، لا ينتظرون منكم العطف والاحسان، بل حق الجيرة والاعراف التي تربى عليها العرب، وتشربوها من اصول وعادات وتقاليد عبر الاباء الاولين، ولهم عندكم حق ويطالبونكم بما هو اكثر من ذلك، واولها سرعة تنفيذ التوجيهات الاميرية القطرية، بالافراج عن جميع الصيادين ومراكبهم، ودون تلكؤ، وتعويض هؤلاء المساكين بما يناسب الضرر الذي تسببتهم به.. وصدقوني "البحرينيين اطيب منهم مافي ومستعدين ان ينسوا بعد كل ذلك كل ما حدث"!!