المتضررون من العقوبات على إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
عقوبات إيران وقف في ممانعتها الروس والصينيون، وفي النهاية اتفقوا ومضوا على القرار الذي قادته أوروبا وأمريكا، وقد تكون الآثار صعبة على إيران أو تتجاوزها، إلا أن مثل هذه القرارات تجد لها مسارب تتسلل منها إلى شركات ومؤسسات الدول الأعضاء، لأن القيود تبقى رسمية في شكلها، ومعقدة في مراقبة وسائل التحايل، والنفاذ إلى الحصول على احتياجاتها..
إيران دولة ذات موارد وسوق كبيرة للسلع من مختلف دول العالم، وصادراتها من النفط والغاز والمنتجات الزراعية والصناعية، دخلت خط المنافسة مع غيرها، وقد تكون الأضرار كبيرة على صادراتها النفطية واحتياجاتها العسكرية، ومع ذلك هناك اتفاق وطني عام أن الحرب في مثل هذه الظروف مقبولة تبعاً لاستقلالية القرار وحمايته..
المتضرر الآخر هي الدول التي يجب أن تلتزم بقرار العقوبات حتى لو كانت مسببةً للعديد من الخسائر، ولعل الدول الخليجية العربية، والتي ارتبطت بتجارة مفتوحة مع إيران ، واستثمارات في داخلها، أو التي أصبحت مجرد عبور للبضائع الأجنبية، لن يكون لها خيارات بحيث تستطيع لعب دور المموّل، أو طريق العبور، ومفاضلتها مع الدول الكبرى، وهنا سنجد موانئ ومطارات تلك الدول وتجارها مضطرين للالتزام بالقرار، وعندها ستكون الخسائر مماثلة لخسائر إيران، لأن مصدر العقوبات يملك الأذرعة والعضلات التي يفردها أمام خصومه في أي وقت..
وحتى تركيا والبرازيل ليس في قدرتهما فك الحصار طالما هناك قرار دولي ملزم ، ولا الاستثمار في صناعات النفط والغاز واستخراجهما وتسويقهما، وهما الرقم المهم في موارد إيران الأساسية ، والأمور لا تسير في الاتجاه الواحد، عندما نرى الدول الكبرى ترفض نهائياً أن تكون لإيران قدرات نووية تصل إلى التسلح النووي، وحتى لو اختلفت الرؤى والقياسات، فإن مخاطر هذه الأسلحة تحددها نسب المصالح، لأن لكل دولة وسيلتها بفتح الأبواب أو غلقها، وقد لا تعجز روسيا ، باعتبارها مصدراً لتسلح إيران، عن أن تجد الوسائل التي لا تنقطع معها مصالح استراتيجية، وكذلك الصين التي أصبحت أكبر مستثمر في الطاقة والمعادن في كل قارات العالم، والتي ترى في موارد إيران القريبة لها مصدراً مهماً، ومع ذلك ما يعلنه القرار تفتحه الصفقات السرية..
هناك دول أخرى قد لا تلتزم بقرار العقوبات لكنها لن تكون البديل المهم في تبادل السلع الاستراتيجية، ويبقى موقفها معنوياً أكثر منه مادياً، وقد أدركنا كيف أن مؤتمرات دول عدم الانحياز ومنظمات أخرى سارت خلفها، لم تستطع الانتصار لدول تعاطفت معها، وأصدرت قرارات مضادة لقرارات مجلس الأمن لأن من يملك القدرة على الفرض وإلزام الآخر بتنفيذه يختلف عن مَن تحركه عواطفه، وحتى الأمم المتحدة وتصويتها وقراراتها، لم تعد ذات قيمة أمام سطوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن..
إيران لن تنحني، والدول الكبرى ستقف في الاتجاه المضاد، وعامل الزمن بينهما، فمن يتأثر أو يؤثر بعد عدة سنوات، هو الاختبار والنتيجة..