النوم في الإقليم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غسان شربل
في مصيف صلاح الدين في كردستان العراق استقبلني الرجل مبتسماً. فهمت الرسالة. كأنه أراد تذكيري بالفارق بين زيارتي الحالية وزيارة سابقة قبل ثمانية أعوام، أي قبل حفنة شهور من اطاحة نظام صدام حسين.
أراد أن يقول ان المشهد تغير. وهو تغيّر فعلاً. في الزيارة الأولى دخلت كردستان العراق عبر سورية. أي في صورة غير شرعية. وكان الإقليم متمرداً على نظام صدام، وحمايته الفعلية تأتي من منطقة الحظر الجوي الذي منع الطائرات العراقية من الانقضاض على الأكراد. دخلت الإقليم هذه المرة عبر مطار أربيل وفي رحلة لشركة طيران دولية. شرعية الإقليم لم تعد موضع نقاش. ولد استناداً الى الدستور الذي نص على ان العراق دولة فيديرالية.
في الزيارة الأولى استقبلني مسعود بارزاني وبدا القلق واضحاً في عينيه. شعر أن الحرب تقترب وأنها ستؤدي الى اقتلاع النظام. ويجب أن أسجل هنا ان حساباته كانت صحيحة ومخاوفه مبررة. قال إنه يخشى من عدم قيام بديل سريع ومقنع لنظام البعث، ما يمكن أن يؤدي الى اضطرابات عميقة ونزاعات عنيفة بين المكونات العراقية. وكان يقصد العرب والأكراد والشيعة والسنّة.
كثيرون اعتبروا يومها ان بارزاني يبالغ في مخاوفه. وثمة من رأى ان كلامه يعكس تمنيات تبرر للأكراد الانفراد بمناطقهم. وهناك من قال إن حساسية الأقليات هي حصيلة تجاربها المكلفة. تذكرت كلام بارزاني أكثر من مرة حين غرقت بغداد في دمها. وحين شهدت أحياؤها عمليات تهجير أو تطهير وتكرر مشهد الجثث ومعه الممارسات الفظة للمقاتلين الوافدين والمقاتلين المقيمين.
يملك مسعود بارزاني جرأة التفكير بصوت مرتفع. والمجاهرة بقراءاته الواقعية واستنتاجاته. تأييده للديموقراطية لا يمنعه من إدراك قدرة الانقسامات على تحويلها فرصة لإظهار التمزقات. قال إن العربي انتخب العربي والكردي انتخب الكردي والشيعي انتخب الشيعي ومثله فعل السنّي. وليس سراً أن ما يعوق تشكيل الحكومة هو هذا الانقسام العميق في المجتمع والخوف المتبادل بين المكونات وأزمة الثقة القديمة وارتباط التمزقات بتحالفات أو ولاءات تتخطى الحدود الدولية.
إننا في عراق آخر حقاً. غاب الحزب الواحد. وغاب القائد التاريخي الذي كان يعتبر وجوده هو الضمانة الفعلية لبلاده وترجمة لمهمة أوكلها التاريخ اليه. إننا في عراق يتحسس جروحه ومخاوفه وثاراته وآماله. رغبة السياسيين العراقيين في إنكار عمق النزاعات المذهبية تذكّر برغبة السياسيين اللبنانيين أحياناً في إخفاء الواقع والوقائع.
من أربيل الى السليمانية حملت سؤالاً قصيراً: هل أنت سعيد في الإقامة في الإقليم؟ طرحت السؤال على سياسيين ومثقفين وعلى عمال الفنادق التي أقمت فيها وعلى السائقين أيضاً. وكان الجواب ان الكردي سعيد بالنوم في الإقليم. يحلم الآن بالاستقرار والازدهار. يحدثك عن الاستثمارات وتوافد الشركات. قبل ثمانية أعوام حدثني الرجل الذي استقبلني عن حلبجة وذكرياته في معارك الجبال. لفتني هذه المرة الى تزايد عدد الجامعات والمستشفيات وآلاف الشركات الأجنبية وبينها ستمئة شركة تركية ومئات الشركات الإيرانية.
قال الرجل انه لا يشعر بالرغبة في الانفصال عن عراق ديموقراطي وتعددي. وإن الجغرافيا دربت الأكراد على الآلام والواقعية في آن. استوقفني قوله إن ما جرى بعد سقوط صدام حسين أظهر ان العراقي يريد العيش في منطقة تشبهه. يريد إقليماً داخل العراق أو شيئاً يشبه الإقليم. وإن رافضي الأقاليم هم من يحلمون بالإمساك بالبلد كاملاً. قال إن هذه "الطموحات" ليست مرضاً عراقياً. إنها مرض في المنطقة. وأعطى أمثلة كثيرة عن أوضاع المكونات في هذا البلد أو ذاك والخوف على الهوية والثقافة والتراث والملامح وحق صناعة المستقبل.
في إقليمهم يتنافس أكراد العراق ويتشاجرون ويتبادلون الاتهامات أو أكثر، لكنهم لا يخفون ارتياحهم الى ما تحقق. انهم ينامون تحت علم الإقليم الذي يرتفع الى جانب علم العراق عند مدخل مقر رئيس الإقليم.
التعليقات
آراء ثاقبة
ناظم -جميل ان يعترف الانسان بالواقع الحقيقي وليس الاسمي في سبيل المجاملة او اخفاء الوقائع, كثير من النظريات تبرهن على اساس بعض النقاط والمطيات على الارض, والسيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان ينطلق من تجاربه الغنية والوقائع العملية لانه خاض معارك قاسية وهو في ريعان شبابه بالوثائق الدامغة على صفحات مجلات روسية عام ستة وستين من القرن الماضي حاملا السلاح على كتفه في الجبال. بعيدا عن الدبلوماسيات السياسية والمجاملات الحضرية .
nero
nero -النوم في الإقليم مثل منوفى لا يرى انه فى مصر و عندما يرى تليفزيون مصر يصبح نائم فى الاقليم مصر و هو اماما الانترنت و تليفزيونانت العالم و يجب يصحصح و لا يسمح لموظف مربوط بفقره يمشيه تاتا تاتا لان الثانى مربوط قسمه ونصيب لا يمسك فينا و يجب بالجزمه من فيهم يرفع صوته على الناس عايزك تمثل انك مصرى او تحافظ على الهويه و الشعبى ابولباس مقطع من منصبه يتفرج علينا و احنا بنعمل فلكلور امامه مثل اعلاميه فى الراديو فى حوادث بجوار سور الكليه الحربيه يطالب بـ ممر للناس تقول بس شكله وحش شعبيه بتحلم الحياه تكون حلوه من منصبه على حساب القانون و ارواح الناس و كان ذكر لها حوادث كثيره هذا الشعبى يجب نضعه فى سله الزباله
هل حدثك
نعيم -هل حدثك المدعو مسعودعن اطماعه في ضم كركوك وديالى وزرباطية وبدرة وميسان الى اقليمه الاثني .؟؟؟؟؟
خربطة
سامي -بالله علیك ما هذه الخربطة والکلام غیر المترابط؟