التنمية أولى من الديمقراطية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي الدخيل
أيهما أولى لنا في الخليج وفي العالم النامي عموماً؟ التنمية أم الديمقراطية؟
أثبتت الدول التي اتخذت خطاً تنموياً ولم تدخل في سياق الثرثرة الأيديولوجية أو الانقلابات العسكرية أنها الأكثر تطوراً والأقدر على مقاربة النهضة. ذلك أن الديمقراطية ليست صناديق اقتراع، وإنما تحتاج إلى ظروف ومناخات وتراكمات تاريخية وثقافية وفكرية واجتماعية لتنضج. الديمقراطية حينما نضجت في أوروبا لم تأتِ على ظهر دبابة، كما لم تؤخذ من بطون الكتب، بل نضجت بظروف الناس، بعرقهم، بخبزهم، استوت على سوقها بعد أن وجدت التربة التي تحتضنها فانزرعت فيها كما تزرع العشبة الملائمة بعد أن توفرت كل الشروط.
لدينا مفارقة واضحة ومتزامنة، الحكومة البريطانية تغيّرت بسهولة، وبكل سلاسة، خلاصة المشهد في بريطانيا يتلخص ببساطة في الآتي: زعيم حزب "المحافظين" ورئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون شكّل الحكومة بعد أن وافق حزبه على الدخول في أئتلاف تاريخي مع حزب "الديمقراطيين الأحرار"، وصل كاميرون للسلطة جاء بعد استقالة "جوردن براون" من منصبه عقب فشل جهود حزب العمال لتشكيل ائتلاف مع "الديمقراطيين الأحرار" حزب المحافظين حصل على أعلى نسبة من الأصوات، وفاز بعشرات المقاعد في البرلمان الجديد، إلا أنه فشل في الحصول على أغلبية تؤهله لتشكيل حكومة لوحده. تقدم "كاميرون" بالشكر لسلفه "جوردون براون" قائلاً إنه خدم البلاد بإخلاص، وتعهد أن حكومته ستتعامل بحزم مع التحديات التي تواجه بريطانيا.
سارت أمور بريطانيا كما يجب، وتغيرت الحكومة من دون أن يتضرر عش عصفور على نافذة مجلس الوزراء. بينما في لبنان بقت البلاد بلا رئيس لفترة طويلة. والحكومة لم تشكل إلا بعد أشهر. وفي العراق مجازر معنوية ودموية على رئاسة الوزراء. وإلى اليوم كل شيء على ما هو عليه. لقد أثبت التاريخ العربي أن البلدان التي تأخذ الديمقراطية كأولوية يصعب أن تصل أبداً إلى نهوض تنموي حقيقي. كما أثبت التاريخ أن البلدان التي تنهض تنموياً تستقر سياسياً بقوة الواقع. هذه أبجدية يمكن أن نستخلصها من تجاربنا المريرة مع الديمقراطيات العربية، التي فشلت في تحقيق أدنى مستويات التنمية. في الخليج لدينا التنمية هي الأولوية، مع اتخاذ الشورى مبدأً في اتخاذ القرار مع أهل الحل والعقد، أصبح الخليج مزاراً تنموياً، وملاذاً مفضلاً للباحثين عن عمل، وبالذات في الإمارات التي شاهدتُ مسارات التنمية فيها خلال إقامتي التي ناهزت العقد من الزمن.
يقول كارل جيرشمان:"الديمقراطية تعتبر نظاماً غير ملائم للدول خارج كتلة الدول الصناعية الغربية". الديمقراطية نتيجة من نتائج التحضر وليست سبباً، بمعنى أن الديمقراطية تنبت من أسفل ولا تنزل من أعلى، إنها مختلطة بوعي الناس، بمدى تحضرهم ومستوى تعليمهم، ومقدار كسبهم، وبمساحة الحرية الممنوحة لهم. لا يمكن أن تترسخ ديمقراطية حقيقة خارج أرضية حداثية حاضنة. إن التنمية هي اللبنة الأولى التي تذهب بنا نحو تشكيل مجتمع ديمقراطي خلاق.
الديمقراطية ليست كمأةً تنتج بالحظ، إنها عشبة نادرة تنتج بالسقي والتعاهد وربما لم تخضرّ إلا بعد مرور عقود وربما قرون.
التعليقات
بل الديمقراطية اولا
مسعود -القول بلا آيديولوجية أنظمة الحكم في الخليج يجانب الحقيقة تماما لأنها ايضا انظمة آيديولوجية تنطلق من الفكر الديني الغيبي في حكمها و إن بتفاوت بين نظام و آخر.و هذا الفكر هو الذي يصدر الارهابيين الذين يعيثون فسادا من شرق الارض الى غربها و الذين سيعودون يوما الى منابتهم الاصلية ليقضوا على التنمية التي تتحدث عنها بعد زوال السكرة و حضور الفكرة.الديمقراطية الغربية كانت نتيجة مخاض عسير استمر عشرات السنين و أذا لم تكن نتاج الدبابة فانها حتما نتاج المدفع و السيف و البندقية التي حصدت ارواح مئات الآلاف من ابنائهاو ايضا كانت نتاج جرأة مفكريها الذين ثاروا على البنى الفكرية القديمة و بهذا المعنى هي في جزء منها نتاج بطون الكتب.لم توجد ثورة تنموية هائلة كما وجدت في المانيا قبيل الحرب الثانية ثم جاء هتلر الذي شارك في جزء من هذه التنمية فقضى على كل هذه المكاسب في غفلة من الديمقراطية التي سلبت لفترة ثم عادت لتبني المانيا من جديد و تكون ما نراه الآن.الوفرة التي تشهدها دول الخليج هي طفرة مؤقتة و ليست نتاج انظمة حكم رشيدة بمعنى الكلمة و تكفي هذه الوفرة الحاكم و الرعية و لكن الى حين ؟ و عندما ينضب النفط و تهاجر العمالة و يبقى المواطن الخليجي لوحده مع حاكمه في ظل الندرة بعد الوفرة و تبدأ المطاحنات حينها سنشهد و نكتشف مدى الغباء الايديولوجي و ما يسمى بالتنموي الذي يتحدث عنه كاتبنا .
بل الديمقراطية اولا
مسعود -القول بلا آيديولوجية أنظمة الحكم في الخليج يجانب الحقيقة تماما لأنها ايضا انظمة آيديولوجية تنطلق من الفكر الديني الغيبي في حكمها و إن بتفاوت بين نظام و آخر.و هذا الفكر هو الذي يصدر الارهابيين الذين يعيثون فسادا من شرق الارض الى غربها و الذين سيعودون يوما الى منابتهم الاصلية ليقضوا على التنمية التي تتحدث عنها بعد زوال السكرة و حضور الفكرة.الديمقراطية الغربية كانت نتيجة مخاض عسير استمر عشرات السنين و أذا لم تكن نتاج الدبابة فانها حتما نتاج المدفع و السيف و البندقية التي حصدت ارواح مئات الآلاف من ابنائهاو ايضا كانت نتاج جرأة مفكريها الذين ثاروا على البنى الفكرية القديمة و بهذا المعنى هي في جزء منها نتاج بطون الكتب.لم توجد ثورة تنموية هائلة كما وجدت في المانيا قبيل الحرب الثانية ثم جاء هتلر الذي شارك في جزء من هذه التنمية فقضى على كل هذه المكاسب في غفلة من الديمقراطية التي سلبت لفترة ثم عادت لتبني المانيا من جديد و تكون ما نراه الآن.الوفرة التي تشهدها دول الخليج هي طفرة مؤقتة و ليست نتاج انظمة حكم رشيدة بمعنى الكلمة و تكفي هذه الوفرة الحاكم و الرعية و لكن الى حين ؟ و عندما ينضب النفط و تهاجر العمالة و يبقى المواطن الخليجي لوحده مع حاكمه في ظل الندرة بعد الوفرة و تبدأ المطاحنات حينها سنشهد و نكتشف مدى الغباء الايديولوجي و ما يسمى بالتنموي الذي يتحدث عنه كاتبنا .
الايمان اولا
hassn -اعتقد ان الاستقرار السياسي هو الذي يؤدي بالتنمية فدول الخليج تعمل تنمية لان مسألة الحكم منتهية ولم تعد هناك اشكالية فالاسرة الحاكمة في دول الخليج والاردن والمغرب في اسر لا تنتمي لقبيلة بعينها وتعتبر قاسم مشترك حدثت تنمية في العراق في عهد صدام واجتثت من جذورها لاجل لا يبقى للنظام السابق اي اثر واغتقد انه لو يحدث لا سمح الله في الدول المذكورة تغييرا لما بقيت اي اثر للتنمية اوربا انتهت العصبيات العرقية او القبلية واستبدل عنها الحزب الذي ينافس ببرنامجة الاحزاب الاخري واقتنع الجميع واصبح كل حزب عنده القناعة التامة والاكيده انه اذا استطاع ان يقنع الناخبين ببرنامجة فانه سيفوز لم يعد يفكر في تزوير او استغلال سلطة او استخدام مال عاماو تهديد لاحد من قبل الحزب الحاكم لذلك نجحت لديهم ولم تنجح لدينا
الايمان اولا
hassn -اعتقد ان الاستقرار السياسي هو الذي يؤدي بالتنمية فدول الخليج تعمل تنمية لان مسألة الحكم منتهية ولم تعد هناك اشكالية فالاسرة الحاكمة في دول الخليج والاردن والمغرب في اسر لا تنتمي لقبيلة بعينها وتعتبر قاسم مشترك حدثت تنمية في العراق في عهد صدام واجتثت من جذورها لاجل لا يبقى للنظام السابق اي اثر واغتقد انه لو يحدث لا سمح الله في الدول المذكورة تغييرا لما بقيت اي اثر للتنمية اوربا انتهت العصبيات العرقية او القبلية واستبدل عنها الحزب الذي ينافس ببرنامجة الاحزاب الاخري واقتنع الجميع واصبح كل حزب عنده القناعة التامة والاكيده انه اذا استطاع ان يقنع الناخبين ببرنامجة فانه سيفوز لم يعد يفكر في تزوير او استغلال سلطة او استخدام مال عاماو تهديد لاحد من قبل الحزب الحاكم لذلك نجحت لديهم ولم تنجح لدينا
على قدر لحافك
نادر مدني -أولا: الموضوع أكبر من الكاتب - ثانيا:نعلم جميعا ان هذه وجملة من التبريرات لعدم وجود ديموقراطية - ثالثا: نفهم أن هذه دعوة لجميع الديموقراطيات في الدول النامية للعودة إلى ماكانت عليه
على قدر لحافك
نادر مدني -أولا: الموضوع أكبر من الكاتب - ثانيا:نعلم جميعا ان هذه وجملة من التبريرات لعدم وجود ديموقراطية - ثالثا: نفهم أن هذه دعوة لجميع الديموقراطيات في الدول النامية للعودة إلى ماكانت عليه
التنمية والديمقراطية
علي.ع.س.العلي -هما صفتان متلازمتان لا تنفك الواحدة عن الاخرى.التنمية لا تكون الا بالابداع والنبوق بهما يحصل التطور وهذا يحتاج الى انطلاقة فكر وحرية رأي وهذة الانطلاقة لاتكون بالكبت والضغط والاكراه ,بل تحصل بحرية في التفكير وانطلاقة في التوجيه وامان في التنفيذ دون خوف او وجل وهذة الصفات لا توجد الا في الديمقرطية,اذا تنمية دون ابداع تكون ناقصة وديمقراطية دون تنميةسراب في سراب.
التنمية والديمقراطية
علي.ع.س.العلي -هما صفتان متلازمتان لا تنفك الواحدة عن الاخرى.التنمية لا تكون الا بالابداع والنبوق بهما يحصل التطور وهذا يحتاج الى انطلاقة فكر وحرية رأي وهذة الانطلاقة لاتكون بالكبت والضغط والاكراه ,بل تحصل بحرية في التفكير وانطلاقة في التوجيه وامان في التنفيذ دون خوف او وجل وهذة الصفات لا توجد الا في الديمقرطية,اذا تنمية دون ابداع تكون ناقصة وديمقراطية دون تنميةسراب في سراب.