الملك عبدالله وأوباما وضعا لبنة جديدة عززت التقارب السعودي الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرياض - أيمن الحماد
جسد البيان الذي اصدره البيت الابيض حول قمة واشنطن بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الاميركي باراك اوباما حالة من الاتفاق تسود السياسة السعودية الاميركية بالرغم من التوتر الذي يغشى المنطقة شرقاً وغرباً وليوضع هذا البيان في صورة المشهد السياسي مجسداً في تسع نقاط اتفق عليها الزعيمان.
ملفات التعاون الثنائي والسلام في الشرق الأوسط وإيران أخذت الحيز الأكبر من المباحثات
الارتياح في العاصمة الاميركية بدا واضحاً، حيث نشرت عدد من الصحف الاميركية الرصينة العديد من الاخبار والتوقعات بمخرجات الزيارة وأهمية اللقاء المرتقب، انعكست الاجواء المريحة بين الزعيمين اللذين تشاركا في حديث باسم ايجاباً على الاعلام الدولي الذي وجد في البيان ما يستطيع من خلاله بناء تحليلات اكثر عمقاً ووضوحاً بعيداً عن تخمينات لا يمكن ان تبنى إلا على اهواء بعض الحزبيين في واشنطن. ففي الملف الايراني جاءت لغة الحث على الوفاء بالاتزامات الدولية والنزعة لحل دبلوماسي لإسكات بعض التقارير التي تحدثت عن تسهيلات سعودية لضربة تجاه ايران، وهو الامر الذي نفي من الجانب السعودي في حينها. اما ما يخص ملف السلام في الشرق الاوسط فالمملكة لا تزال تولي اهمية لقدرات الرئيس اوباما الذي تمارس ضغوط شديدة عليه من اجل التزعزع عن مواقفه السابقة تجاه الاستيطان والتي اطلقها بداية ولايته فجاء البيان مشدداً على تحقيق هدف الدولتين.
وفي اطار عملية السلام في الشرق الاوسط لم يغفل البيان الوضع السوري الاسرائيلي واللبناني الاسرائيلي فأكد على اهمية تحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط مع ترحيب بالمبادرة العربية التي لا تجد اذنا صاغية لدى حكومة اسرائيل المتطرفة.
[الملك والرئيس الاميركي في المكتب البيضاوي]
الملك والرئيس الاميركي في المكتب البيضاوي
الامن والازدهار في المنطقة لم يسقطا من حسابات القمة فالمملكة الداعم الاكبر لجهود الاعمار والبناء في كثير من الدول العربية والاسلامية، كان من المهم لديها ان تناقش هذا الملف مع الولايات المتحدة التي تتحمل عبء اعمار مناطق كأفغانستان والعراق تحملت خسائر حروب واشنطن على الارهاب.
ثقة أميركية بنهج المملكة في محاربة أكثر الملفات الشائكة لدى إدارة أوباما
كما حظي ملف العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن بنصيب الاسد خلال القمة السعودية الاميركية فملفات التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي ومكافحة الارهاب والتعاون العلمي والثقافي كان محل بحث وتمحيص من قبل الجانبين حيث لقيت جهود المملكة في محاربة الارهاب والتطرف شهادة وترحيبا من الرئيس الاميركي ولقيت مواقف هيئة كبار العلماء في المملكة من تمويل الارهاب وتجريمه نصيباً من ترحيب اوباما الامر الذي يعكس ثقة البيت الابيض في المنهج الديني الوسطي الذي تتخذ منه المملكة نبراساً وطريقاً، تمتد تلك الثقة لتصبح تأييداً من الرئيس اوباما لجهود ومبادرة خادم الحرمين في الحوار بين الحضارات ولعل آخرها إنشاء كرسي الملك عبدالله لحوار الحضارات في جامعة تورونتو بدعم يبلغ 20 مليون ريال. الاحترام والثقة اللذان كانا عنوانين للقاء الزعيمين جاءا ليبَرهنا في التزام من رئيس الولايات المتحدة للملك عبدالله بإغلاق معتقل غوانتاموا المعسكر الذي كان احد الوعود التي اطلقها وتحمس لها الرئيس اوباما ثم بدا يتراجع عنها مع ضغوطات المحافظين والمعارضين السياسيين في العاصمة واشنطن.
ما يمكن ان يقال في حالة العلاقات السعودية الاميركية انها تمر بفترة ذهبية مع وجود هذا التقارب السياسي والاقتصادي الذي برهن بأربعة لقاءات قمة في سنة واحدة، وامتد ليشمل مجالات عديدة في الثقافة والتعليم الذي يشهد قفزة نوعية مع الاعداد الهائلة للمبتعثين السعوديين في اميركا الامر الذي كان محل ترحيب بيان البيت الابيض.