جريدة الجرائد

فتاوى رجال الدين المثيرة تسرق الأضواء من لاعبي الكرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طارق العامر

يبدو ان غلواء رجال الدين والجدل الذي اثير حول فتاواهم، لم تقنعهم بالتراجع او على الاقل بالصمت، فالبعض مصر على ان يجعل من نفسه محل تهكم واستهزاء، والقضية ليست في فتوى ارضاع الكبير والتي يتمسك بها الشيخ عبدالمحسن العبيكان، فقد سبقتها من قبل فتوى السحر، ولعب الكرة وتعلم الانجليزية وغيرها، لكن القضية اكبر من ذلك، والمشكلة واعني هنا بالمشكلة اي المصيبة الكبرى، أننا كمجتمع مسلم قضينا ردحا من الزمن نحيا ونأكل ونلبس بفتوى، وحتى النوم والدخول الى الخلاء كان بفتوى تحل لنا ما يجوز وتحرم علينا ما لا يجوز، لذا لا غرابة ان نعيش في بحر يتلاطمه الموج وتتقاذفه الفتاوى يمنة ويسرة!!
نحن عندما نحاول الفهم، فاننا نقول ونطالب بما قاله فقهاء الشريعة الاولون وذلك كما قال القرافي في كتابه الفروق "كلُّ شيءٍ أفتى فيه المجتهد فخرجت فتياه فيه على خلاف الإجماع أو القواعد أو النص أو القياس الجلي السالم عن المعارض الراجح، لا يجوز لمقلِّدِه أن ينقله للناس ولا يفتي به في دين الله تعالى".
وهذا هو مربط الفرس "القياس" والذي يجيز للعاقل ما لا يجيزه لغير العاقل، ويعطي للعقل حق الانتفاع بالتفكير، لذا لاغرابة ان نعيش اليوم ازمة ثقة مع بعض رجال الدين بسبب فتاواهم التي لا تقاس على الواقع الذي نعيشه وخارج الزمن الذي نحيا فيه، ورغم ذلك فهم مصرون على إيقاف عجلة الكون من خلال فتوى غير قابلة للتطبيق، ولا يخضع لها واقع الناس وحاجاتهم.
موضوع آخر للفتوى هي فتوى اخرى لاحد مشايخ هذا الزمن الأغبرالذي نعيش فيه وهو الشيخ عادل الكلباني والذي اجاز الغناء بكل حالاته، والغريب في الامر ان هذا الكلباني دخل في سجال عن طريق موقعه الالكتروني، فسأله احدهم عن رأيه في غناء "سيلين ديون" و"مايكل جاكسون" فاجابه: لك أن تسمع ما شئت ما لم يكن فحشاً أو داعياً إلى رذيلة، ومن ذكرتهم لا أعرف شيئاً عنهم، واعتقد ان الشيخ تبادر الى ذهنه انهم ماركة شامبو.
سؤالٌ آخر وجهه احدهم بشكل استهزائي فقال: هل يجوز تشغيل أغاني هيفاء وهبي ورفع صوتها لما فيها من الخير واختيار الأغاني التي لا يوجد فيها كلام بذيء على صوت الأذان بمسجدكم او اي مسجد آخر؟
وزائر آخر: هل أغاني محمد عبده حرام ام حلال، يعني يا شيخ لو سمعت أغنية "الأماكن كلها مشتاقة لك" مع الموسيقى وأغنية "مجموعة إنسان"، هل من إثم عليّ، فأجاب الشيخ الكلباني: "لا أعرف هذه الأغاني، وأنا أعطيك ما تقيس به، إن كانت الكلمات سليمة من الفحش والخنا جاز، وإلا فلا".
وفي كل مرة ينهي الشيخ اجابته بعدم معرفته باسماء المطربين الذين ذكروا، سؤال غريب والاجابة كانت اغرب حين استفتى احدهم الشيخ بقوله إنه يجلس مع مجموعة وصفهم بالعلمانيين، وأنهم وجدوا فتوى إباحة الغناء حجة لهم، فكان رد الكلباني: أنت قلت إن لك زملاء في الاستراحة علمانيين، فهلا سألت نفسك أحرام جلوسك معهم في الاستراحة وتضييع الوقت فيها مع أعداء الله، أم أنك تظن أنهم يحبون الله ورسوله، وأنكم تجتمعون على الذكر والتقوى والنصح والفضيلة؟ مضيفاً "مشكلتنا أننا مبرمجون، تماماً مثل أجهزة الحاسوب".
ولا ادري من المبرمج كالحاسوب، المثير في الامر أن فتاوى رجال الدين سرقت الاضواء عن نجوم ولاعبي كأس العالم، وبات الكلباني والعبيكان هم نجوم فوق العادة، والسؤال هل ينجح هذان في الاحتراف بالخارج؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف