مبارك في الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هاشم عبده هاشم
** أسعدتني كثيرا .. زيارة فخامة الرئيس المصري (محمد حسني مبارك) للجزائر يوم الأحد الماضي .. لتعزية فخامة الرئيس الجزائري (عبدالعزيز بوتفليقة) في وفاة أخيه ..
** ولاشك ان هذه المشاركة الكريمة .. فوق انها تخفف من وقع الألم الذي ألمّ بفخامة الرئيس بوتفليقة وأفراد عائلته وشعبه .. فإنها تجسد مدى الروح (العروبية) والأخلاقية (المصرية) لردم الهوة الطارئة بين البلدين .. بفعل الاحتكاك الذي ترتب على لقاءات المنتخبين المصري والجزائري ، سواء في القاهرة أو الجزائر أو الخرطوم ..
** وفي نفس الوقت .. فإن هذه الزيارة (الجميلة) من رئيس عربي (كريم) لأخيه المفجوع بوفاة أخيه .. إنما هي رسالة قوية إلى جميع الأطراف المتشنجة والتي أسهمت في احتقان الشارعين المصري والجزائري لبعض الوقت .. بفعل سياسة (التهييج) و(التهريج) التي اتبعتها بعض وسائل الإعلام التي أخطأت كثيرا في التوسع في تضخيم المشكلة .. وتصويرها على غير ما تستحق .. وتستوجب ..
** فالإعلام غير الرشيد .. لا يؤجج الخلافات بين الشعوب فحسب .. وإنما يقودها أيضا إلى تدمير بنيتها الثقافية .. والإنسانية .. والاجتماعية .. ويعرض مصيرها للخطر .. بما يبذره في النفوس من بذور الفتنة .. وما يؤدي إليه من صدام مدمر بين الاخوة والاشقاء ..
** وأنا متأكد كل التأكد بأن زيارة الرئيس مبارك هذه للجزائر .. ستلقن هذا النوع (الأرعن) من الإعلام المشوش .. والانفعالي .. والفج درسا في القيم .. وفي الاخلاقيات المهنية .. فضلا عن انه سيرسخ قواعد عملية جديدة للتعاون الأخوي الصادق بين بلدين شقيقين كبيرين .. وبين شعبين عربيين تعتز بهما الأمة العربية وتجد في تلاحمهما مصلحة حقيقية لسائر الدول العربية أيضا ..
** وحتى وإن لم يجر حوار بين الطرفين لإزالة آثار تلك (الحملة الإعلامية الهوجاء) المضللة .. والغبية .. والضارة .. فإن الزيارة في حد ذاتها كافية لتأكيد أصالة مصر العربية .. وبعد نظر وحكمة قيادتها .. وسلامة قرارها .. وأخلاقيته ..
** ذلك ان المهم هو .. أن يكون القرار العربي المتصل بقضايا الأمة المصيرية .. وبحق الشعوب العربية في التوحد والالتفاف .. بمنأى عن (الغوغائية) الاعلامية التي رافقت ذلك الحدث في البلدين ..
** فلقد خجلتُ من نفسي .. وأنا أتابع بعض طروحات كبار الإعلاميين حول ذلك الخلاف الكروي التافه .. بل وتألمت كثيرا حيث وجدت أن بعض الوزراء والمسؤولين في اتحاديْ الكرة بالبلدين قد تورطوا في تلك الحملة الغوغائية .. بدل أن يعملوا على التقليل من شأن الحدث .. وتحجيمه .. وعدم تضخيمه ..
** ولست أدري .. كيف سيواجه هؤلاء وأولئك قراءهم ومشاهديهم ومستمعيهم .. بعد أن اتخذ الرئيس (مبارك) هذه الخطوة الكريمة .. وأثبت معها أن مصر أكبر من (الفرقعات).. ووجه بذلك الرأي العام إلى ضرورة عدم الارتهان لتأثير الإعلام غير البناء .. وتحقير جميع الممارسات اللاواعية .. وغير المسؤولة .. أو المحترمة .
***
ضمير مستتر :
**(هناك من يهدمون ما بناه الكبار .. وإن انتصرت إرادة هؤلاء الكبار الكبار في النهاية)