جمانة بو عيد: الفنانون مظلومون والصحافة مصدر رعبهم

بيروت - محمد حسن حجازي

إعلامية وسفيرة، ديبلوماسية جداً في ابتسامتها امام الكاميرا وان كانت توجّه سؤالاً صاروخياً لضيفها او ضيفتها. لم يحصل ان تصادمت مع فنان بل الجميع يسعى اليها لتقديمه في حفل، او مهرجان، او ادارة لقاء معه، لانها ذواقة في اعطاء كل واحد حقه اياً كان. والرائع انهم راضون جميعاً وهي راضية لأنها تفعل ما يمليه عليها موقعها في شركة "بروتانا".
جمانة بو عيد وجه جميل وثقافة وتواضع يترجم غالباً امام الكاميرا رغبة في المتابعة معها حتى النهاية.

bull; أين هي؟
- "عندي سفر الى موناكو قريباً. لدينا اجتماعات تتناول مؤسسة اصدقاء لبنان التي تؤمن التواصل، وانا سفيرتهم، وفعلياً سعيدة بكل ما انجزه على هذا الصعيد".
هكذا بادرتنا وأضافت: "انه شأن انساني، ومن منطلق الصداقة نقدم مساعدات الى جهات وعائلات عديدة في لبنان وكل همنا ان نضمن للجميع مناخاً من الراحة وعدم الحاجة".
bull; كم تجدين نفسك في مثل هذه المهمات؟
- رائعة، مرتاحة، احاول ان اكون انا. واكتشفت ان هناك حالا من العطاء لم اكن اعهدها في نفسي، لكنني سعيدة بها.
bull; تسافرين كثيراً من اجل المؤسسة؟
- كلما كانت هناك حاجة نكون جاهزين، وقد رتبت كامل ملفاتي وارتباطاتي على هذا الاساس.
bull; واين الاعلامية في هذا السياق؟
- موجودة وحاضرة، والاعلامية الشاطرة هي التي جلبت السفيرة وجعلت الاهتمام بها مضاعفاً ومهماً.
bull; تقولين ملفات؟
- نعم في اي رحلة اريد القيام بها اقوم بإعداد الملف الذي يتعلق بها وبالتالي اكون مرتاحة حين امارس مهمتي.
bull; تتحدثين كما الديبلوماسيين؟
- عملنا لا يختلف كثيراً عنهم.
فنانون
bull; عالمك الفن والفنانون؟
- ومنذ فترة طويلة جداً.
bull; هل شعرت بالاحباط يوماً؟
- كلا، هذا وسط صرت منه وفيه، احبه، وأعرف ظروفه كلها وأقدر تماماً الكثير من الامور اكثر من غيري.
bull; تعرفين الظروف وعندك اسرار؟
- بحكم علاقاتي الوثيقة معهم، نعم عندي منهم الكثير من الخصوصيات او الاسرار اذا اردت، والسؤال هو كيف اتصرف معها؟
bull; والاجابة؟
- لا ابوح بأسرار فهذه رسائل خاصة لا استطيع الخوض فيها ابداً.
bull; وبعد طول عمر؟
- بعدها لا احد يعرف ماذا افعل، ربما كتبت مذكرات، وجئت على ذكر من عرفتهم وعرفت عنهم الكثير من القصص والاخبار.
bull; لو اردت اعطاء حكم عام على الفنانين ماذا تقولين؟
- اقول انهم مظلومون، والذي يعرف حقيقتهم وماذا يواجههم في يومياتهم يدرك انهم ليسوا في نعيم.
bull; يعني؟
- علينا مراعاة وضعهم.
bull; وليس العكس؟
- ليس العكس فعلاً. واعتقد انه لو اعطتهم الصحافة الامان لكان وضع الوسط الفني مختلفاً، الصحافة ترعبهم.
bull; نشهد وغيرنا يشهد انك اعطيت للمقابلة الفنية الكثير من الاحترام. هل تعتبرين ان هناك رسالة عليك ايصالها؟
- طبعاً. الفنان ليس عدو الصحافي، عيب الطريقة المعتمدة والمواجهات بين الطرفين. انا بكل بساطة قادرة على طرح اي سؤال من دون ازعاج أحد.
bull; نشعر بانك تقولين ما تريدين ولكن مع ابتسامة؟
- (ضحكت من كل قلبها) صحيح مئة في المئة. فأنا لست مجبرة على خصام احد، وعلى الآخر ان يحترمني حين اسأل ما اريد، كوني فقط مرآة الناس او الناطقة باسمهم خلال محاورة الفنان، والناس يرتاحون عندما يواكبون اسئلة المحاور كأنهم هم من يطرحون الاسئلة. باسمهم نتكلم نعم.
bull; هل تخضعين لشروط قبل التصوير؟
- ولا مرة. اطلب احترام الفنان لي، مثلما احترمه وأقدره وأقول له انك كذا وكذا. كما اننا لا نتحدث في السياسة ليخاف هو او سواه.
bull; هناك فنانون جبناء؟
- هناك من يحسبون الكثير من الحسابات فتبدو عليهم اشارات غير مريحة للناس.
bull; وكيف تعالجينها؟
- املأ الفراغ، ادخل سريعاً على الفنان وأجعل الامر يبدو كما لو انه هو من يتكلم، ونتجاوز القطوع.
bull; جيد انك تعتبرين الحال واحدة بينك وبينهم؟
- هذا شعور شفاف، اعتبره واجباً شخصياً ومهنياً، فالضيف من الواجب ان نحترمه ونقدره ونكون معه، لان اي انكسار له هو انكسار للقاء.
bull; وماذا عن الصحافة المكتوبة عندك؟ انت تترأسين تحرير اكثر من برنامج تلفزيوني، لماذا لا تمارسين الصحافة المكتوبة؟
- احبها جداً جداً، لكن الوقت ضاغط جداً والعمل يتداخل احياناً ولا اريد ان ابدو مرهقة في اي شيء اقوم به.
bull; وماذا عن الكتابات الاخرى؟
- موجودة وكثيرة.
bull; يعني؟
- اكتب خواطر، بعض الافكار تأتيني فأفصّلها وأوسعها، وهناك الكثير منها في جعبتي.
bull; الا تطلعيننا على جانب منها؟
- لا، لم اقرر جعلها علنية، لكنها شذرات، تعبير عن رد فعلي، تعبير عن جانب ما من مواقفي وآرائي في الحياة.
bull; هي حادة ام رقيقة؟
- (ضاحكة) هناك من النموذجين، واحب هذا كثيراً لانه يجعلني اظهر ما عندي من دون ماكياج، على حقيقتي.
bull; وهل تعتمدين الكتابة لقول ما لا تستطيعين التعبير عنه في يومياتك؟
- احياناً نعم، لكنني عموماً عندي الجرأة لأقول ما عندي من دون وجل.
طلب مكثف
bull; العديد من المهرجانات والمناسبات تقيمها "روتانا" ويتم استدعاؤك لإحيائها. لكن اللافت الطلبات عليك من الفنانين؟
- نعم كثيرون يحبون ان اقدمهم، فأنا اختصر ما عندهم، صورتهم، ويشعرون بان ما يقال عنهم صادق وليس زائفاً، هذا يعنيني، يفرحني، ويحملني مسؤولية، ولكنه يمنحني سعادة رائعة وأحب كثيراً هذه الثقة التي توضع فيّ.
bull; كأنك لا تحضرين ما تقولين؟
- أُحضّر ولا أُحضّر. انها فقط عملية تركيز في ما أقوله للآخر وعنه، حتى لا يذهب الكلام الى اجواء اخرى.
bull; يبدو كلامك مرتجلاً؟
- انه كذلك، لكنني اضبطه عبر معرفة الوقت المعطى لي على المنبر، فلا آخذ اكثر ولا افوز بأقل.
bull; واين انت مرتاحة اكثر، داخل استديو ام في الهواء الطلق؟
- ما من مكان اهم من الطبيعة، شرط ان تكون كل الامور مضبوطة ولا مجال لأي خلل او عطل.
bull; والاستديو؟
- له مناخه الخاص جداً، وشروطه ايضاً.
تمثيل وغناء
bull; اكثر من زميلة لك تركت التقديم الى الغناء والتمثيل. هل في نيتك خوض التجربة الاولى ام الثانية، ام الاثنتين معاً؟
- اعتقد انني سأبقى مذيعة.
bull; والغناء؟
- اغني في جلسات صداقة، عائلية، ضيقة، لا اكثر من ذلك.
bull; والتمثيل، عرفنا بعروض رفضتها؟
- صحيح. وقد شجعوني كثيراً، وقالوا لي كما تتحركين وتفعلين في برنامجك افعلي امام كاميرا السينما.
bull; وماذا قلت؟
- المشكلة انني لا استطيع الحضور بشخصية غير شخصيتي.
bull; هذه مهمة الاخراج؟
- الا يفترض ان اكون انا مرتاحة لما اؤديه؟
bull; بلى، لكن لم لا تجربين؟
- لا اريد كسر شيء في شخصيتي، لمصلحة امر لا اقتنع به كثيراً.
طموح
bull; اي طموح عندك ترغبين في تحقيقه؟
- احب الكتابة، اريد وقتاً كافياً لكي اكتب، لا اعرف ماذا، لكنني اشعر بالرغبة في البقاء مع نفسي، اكبر وقت ممكن.
bull; واي كتابة تريدين خوضها؟
- عندما اجلس الى اوراقي، او الى "اللاب توب"، عندها اعرف ماذا عندي بكل بساطة لكي اقوله. اما قبل ذلك فلا شيء موجوداً.
bull; شعر غنائي مثلاً؟
- ممكن.
bull; هناك سهولة في تقديم انتاجك الى مطربين من انحاء الوطن العربي؟
- سهولة نعم، لكنني ما زلت اعتبر ان ما اكتبه هو لي وحدي ولن افرج عنه لكي يعرفه كل الناس.
bull; وهل هناك اسرار؟
- هناك خصوصية.
bull; تبدو المشكلة في التجرؤ على اعلان المشاعر؟
- نعم.
bull; يعني؟
- يجب ان اعوّد نفسي على ذلك.
bull; ماذا عن خصوصية القلب؟
- مرتاح.
bull; لأنه يحب ام لأنه لا يحب؟
- هناك واقع متأرجح بين نعم ولا.