جريدة الجرائد

بايدن في بغداد!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


عبدالرزاق الصافي

وصل الى بغداد السيد بايدن نائب الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي يتولى الملف العراقي في الادارة الامريكية، للاسهام في حل المعضلة المستعصية، معضلة من يـُكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في بغداد، بعد ان عجز قادة الكتل البرلمانية المتنفذون عن الاتفاق، في وقت لم يبق من المدة التي يقضي بها الدستور لإنهاء الجلسة الاولى المفتوحة للبرلمان الجديد، واختيار رئيس له سوى تسعة ايام.
وكان السيد فؤاد معصوم الذي ترأس الجلسة الاولى للمجلس باعتباره اكبر الاعضاء سناً وابقى الجلسة مفتوحة قد اعلن انه سيدعو قادة الكتل البرلمانية الى الانعقاد يوم الاثنين من الاسبوع الماضي للتداول في كيفية الخروج من المأزق الناجم عن تمسك ثلاث من الكتل الكبيرة في المجلس بأن يكون المكلف بتشكيل الحكومة من بين اعضائها.
فمن المعروف ان منصب رئيس الجمهورية صار شبه محسوم للرئيس الحالي جلال الطالباني. والصراع يدور على منصب رئيس الوزراء. وبدون حل هذه المعضلة، والاتفاق على من يكلف بتشكيل الحكومة ومن سيكون رئيس مجلس النواب ورئيس البرلمان، لا يريد المتنفذون في الكتل البرلمانية الثلاث عقد جلسة البرلمان، لأن هذه الامور يجب ان تتم بصفقة واحدة لم يتوصل قادة الكتل اليها حتى كتابة هذه السطور في الرابع من هذا الشهر، ومن غير المتوقع ان يجري هذا التوصل قبل نشر المقال اليوم المصادف للسابع من الشهر الجاري.
ومن الجدير بالذكر ان جهوداً امريكية حثيثة سبقت الزيارة الاخيرة لبايدن كان من بينها زيارة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ووفد الكونغرس الامريكي ونشاطات عدة من قبل السفير الامريكي في بغداد وغيرها، هذه الجهود التي اهتمت بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للمدد التي يوجبها الدستور العراقي انطلاقاً من الرغبة الامريكية في التخلص من الانشغال الشديد بالشأن العراقي، او التخفيف منه على الاقل، والانصراف الى الشأن الافغاني وتكريس الجهود للقضاء على نشاط طالبان المسلح الذي يقلق الادارة الامريكية وحلف الناتو.
فهل سيفلح السيد بايدن هذه المرة في حل الاشكال، ويحمل الساسة العراقيين على الاتفاق على من يجري تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية شهر اغسطس القادم، وهو الموعد المعلن لخفض القوات الامريكية الموجودة في العراق الى خمسين الف عسكري؟
يصعب التكهن بإجابة دقيقة على هذا السؤال. إذ من الممكن ان يجري التحايل مرة اخرى، من قبل المتحكمين بأمور البلد، على النصوص الدستورية وتمديد هذه الحالة المكربة حتى الشتاء القادم، الحالة التي استثارت غضب الناس وتذمرهم الشديد الذي انفجر في ما سـُمّي بـ" انتفاضة الكهرباء"، واستدعت الاعتصام في ساحة الفردوس في قلب بغداد الذي ضم المئات من الإعلاميين والمثقفين المطالب بإنهاء هذه المهزلة، التي تستهين بمشاعر ابناء الشعب، الذين تحدوا الارهاب والتهديدات التي اطلقها الارهابيون ضد كل من يشارك في الانتخابات وخرجوا بملايينهم الاثني عشر ليدلوا بأصواتهم، ويوصلوا هؤلاء النواب الى البرلمان، بشكل اصولي بالنسبة للبعض وبتدليس وغش بالنسبة للبعض الآخر، الذين وصلوا الى البرلمان بأصوات لم تعطَ لهم، بشكل يتنافى مع الدستور، كما قضت المحكمة الاتحادية العليا في قرارها الناقص، الذي ابقى هؤلاء النواب في مواقعهم رغم عدم شرعية التعديل اللادستوري في قانون الانتخاب.
ان الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب التي خـُدعت وصدّقت الوعود الكاذبة التي قدمها من "فازوا" بالانتخابات هذه المرة، لن تظل مخدوعة، وستـُظهر وعيها مستقبلاً قصر الزمن او طال!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف