الجمهوريات اللبنانية المتحدة!

فؤاد الهاشم

هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا "الهاشم" من لهاث الكتابة اليومية.

استطاع "الملك" نبيه بري ان يشغل وكالات الانباء واجهزة التيكرز لعدة شهور ودباباته "الاسلامية" تهرس اللحوم الفلسطينية في مخيماتها على مدار الساعة مثله في ذلك كمثل العديد من ملوك الطوائف والميليشيات والمنظمات والتنظيمات والانتفاضات..!؟!
"نبيه بري" يعاني من عقد الاضطهاد الطبقي، فهو من عائلة صغيرة ليس لها ثقل اجتماعي ضمن "هوامير" العائلات اللبنانية، من مواليد قرية اسمها "تبنين" تابعة لقضاء بنت جبيل حيث توجد عائلة كبرى اسمها "بزي" مما جعل النقطة فوق حرف الراء تشكل عقدة اسرية عند "نبيه"؟!.
الملوك في لبنان ليسوا ملوك ميليشيات فحسب فهناك "ملك العصير" و"الحلاب ملك الجلاب" في فندق انتركونتنال - ملهى التراجس سابقا - اما الآن فقد تحولت المنطقة الى جمهورية اسلامية لبنانية الداخل فيها مختطف والخارج منها ميت!.
عندما نذكر الجمهوريات، فهناك جمهورية بيروت الغربية وجمهورية بيروت الشرقية نعيد الى الاذهان حكاية جمهورية "شبعا" الجنوبية!.
"شبعا" قرية صغيرة تقع على مثلث الحدود اللبنانية السورية الفلسطينية وعلى ارتفاع 1450 مترا عن سطح البحر يسكن بها راعي غنم دخل التاريخ من اوسع ابوابه عندما قرر ان يعلنها جمهورية مستقلة ذات سيادة!.
كان بالقرية بركة صغيرة قال انها تصلح كمنفذ بحري، وكان هناك مرج كبير فقال: "نعملها مطار" ثم وقف يخطب بطريقة الفلاحين امام رعيته قائلا: لابد ان نثيرها على "الصديع العالي" - يقصد - على "الصعيد العالي" واكمل ونوصلها: "للبرمدان" - ويعني به "البرلمان" ثم انشد: "ديجول.. خبر دولتك، باريس مربط خيلنا ومختارنا.. عبدالصمد"!! فذهبت حكايته مثلا وصارت قصة جمهوريته حديث بنات الضيعة!.