جريدة الجرائد

العرب والمسلمون قضية واحدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جارالله الحميد

العلاقة بين ما هو "قومي" وما هو "ديني" وطيدة لدرجة تفرض تعايشهما معا، لعدة أسباب أولها أن كليهما وقف ويقف ضد "المشروع الغربي" حضاريا وثقافيا، خشية من تأثيراته، وتعرّضه لـ "حرب" منه. لذا، حين نمعن في قراءة صراع الحضارات تقرأ جملة "الحضارة العربية الاسلامية"، بما يعني ان هنالك ثقافة احتوت الاثنين. ومن الصعب وما هو في حدود المستحيل الفصل بينهما. وثانيها ان كليهما (القومي والديني) يناقشان القضايا نفسها ويسعيان للأهداف نفسها ويتحدث عن "التخلف" العربي وغياب الديموقراطية وضعف المشاركة السياسية، وربما يختلفان هنا، لان الطرح الاسلامي للفكرة سالفة الذكر يتحدث عن نظرية الشورى، فيما يتحدث الطرح القومي عن "مركزية ديموقراطية" قريبة من فكر الزعيم جمال عبدالناصر او حتى الاحزاب المسيطرة، ولكن كل القضايا بهذا الشأن وكل الاهداف هي نفسها. وثالثها ان كليهما يعتمدان مفهوم العروبة، وهو الذي لا يمكن فصله اطلاقاً عن الظلال الاسلامية لأن "العروبة" هي نتيجة لخروج القبائل العربية لنشر الاسلام، وهذا معطى تاريخي لا يسمح بالفصل بين العروبة والاسلام. ورابعها ان القوميين لا ينكرون بتاتا تأثير الاسلام في رسم خريطة المنطقة، بمعنى ان القومي اذا اراد أن ينطلق لتحديد منطقة ما يتحدث عنه كإطار عربي فانه يفترض فيه بالضرورة الايمان بالخريطة التي رسمها الاسلام للمنطقة العربية، والا لما انضوت مصر وفارس وبلاد الشام تحت المظلة نفسها. وخامسها أن الاسلاميين ايضاً لا ينكرون أن "التقدم العربي" هو بالضرورة تعزيز للوجود الاسلامي، ولنتأمل قضية فلسطين، فإن البعد الاسلامي فيها هو
بعد رئيسي، والاثنان دافعا عن القدس والمقدسات، وكلاهما دافعا عن الارض والوطن. والسادس والأخير أن الديني والقومي وقفا معا في مجابهات مشتركة شرسة، وأهمها كان اتهام الماركسيين للولايات المتحدة انها تعز ز التيارين لأسباب هي مصالح الغرب واطماعه وليس حبا في التيارين كليهما، حتى كان التحول الحقيقي في فكر الغرب تجاه التيار الديني، وهو الثورة الايرانية في اواخر السبعينات. فقد أرق الايرانيون الغرب بحيث جعلوه يبتعد عن كل ما هو ديني.
وختاماً، فان القوميين وقفوا دوما مع الاسلاميين في خندق واحد، وهذا يوضح لنا سبب الردة في صفوف الحركيين الاسلاميين عن تواشج ازلي بين العروبة والاسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تجارةالعرب والمسلمين
بن ناصرالبلوشي -

نعم((العلاقة بين ما هو قومي وما هو ديني وطيدة لدرجة تفرض تعايشهما معا))ولكن في شيءواحدفقط:وهوالتربح من(ورقة يانصيب/فلسطين),فمثلاالحق الكردي وقضية الكشميريين وكذلك اضطهادوابادةالاقليات المسلمة في اسيا(الصين مثلا)واورباالشرقية لاتعنيهم(لأنهم مسلمين,ولكن ليسواعرب),اماموقفهم من عرب الاحوازوضحاياالبشير(الدارفوريين)هو(التطنيش)حيث لامنافع مادية ولاسياسيةلقاءتجارةقضاياهم!