الإرهاب فكر وممارسة

عبدالله الهدلق

اعتبرت شبكة C.N.N تصريحات أوكتافيا نصر إرهاباً فكرياً

بدأ الارهاب فكرا عندما صرحت محررة شؤون الشرق الاوسط في شبكة (C.N.N) التلفزيونية الامريكية عن تقديرها لـ "محمد حسين فضل الله!" الذي ادرجت الحكومة الامريكية اسمه ضمن لائحة الارهابيين الدوليين الذي توفي بتاريخ 2010/7/4، وكانت الصحافية "اوكتافيا نصر" - اللبنانية الاصل - قد قالت انها شعرت بالحزن بعد علمها بوفاة "محمد حسين فضل الله!"، ونظرا لما اعتبرته الشبكة التلفزيونية ارهابا فكريا فقد اقالت (C.N.N) محررتها لشؤون الشرق الاوسط، ورفضت ولم تلتفت الى اعتذار الصحافية التي اهتزت مصداقيتها، وقررت نائبة رئيس (C.N.N) "باريسا خصراوي" ان على "اوكتافيا نصر" ان تغادر المحطة الاخبارية، وبرحيلها تكون "اوكتافيا نصر" الضحية الثانية للارهاب الفكري الذي تزعمته بتصريحها عن "فضل الله!"، فقد كانت عميدة المراسلين في البيت الابيض "هيلين توماس" ضحية ارهابها الفكري الذي أجبرت بسببه على التقاعد بعد تصريحاتها الارهابية المثيرة للجدل التي زعمت فيها ان على الاسرائيليين واليهود ترك وطنهم والتشتت في انحاء العالم.
يعلم الجميع ان "فضل الله!" احد الكوادر الكبار في "حزب الله!" الإرهابي المهزوم، لذا فلم يكن مستغربا ان يبادر "إبراهيم الموسوي" "مسؤول العلاقات العامة!" في "حزب الله!" الى ادانة طرد الصحافية "اوكتافيا نصر" من شبكة (C.N.N) الامريكية على خلفية إرهابها الفكري واشادتها بـ "فضل الله!" الذي تعتبره الحكومة الامريكية احد الارهابيين الدوليين. وكما ان الارهاب يبدأ فكرا الا انه يستمر ممارسة وسلوكا، فقد كشفت الصور الجوية حجم وطريقة انتشار مقاتلي وارهابيي "حزب الله!" في مناطق جنوب لبنان وتأهب ذلك الحزب الإرهابي المهزوم عدة مرات لشن هجوم ارهابي جديد انطلاقا من المدارس والمستشفيات والمباني السكنية، كما اظهرت الصور شبكة مخازن أسلحة ومراكز قيادة وقرية من الخيام العسكرية يتدرب فيها إرهابيو "حزب الله!" على نصب الكمناء وزرع العبوات الناسفة، وتمهيد الارض والبنية التحتية لشن هجماته الارهابية ضد المدنيين، وتقع قرية الخيام التي كشفتها الصور الجوية فيما كان يعرف اسرائيليا بالمنطقة الامنية.
تظهر الصور الجوية ايضا الاسلحة المخزنة التي تحوي الصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة شديدة الانفجار، والمئات من قذائف الهاون ذات المدى المتوسط والقصير اضافة الى صواريخ قادرة على ضرب مدن شمال إسرائيل، وصواريخ أرض أرض دقيقة التصويب والتوجيه من طراز (M - 600) انتجتها جهود فارسية - سورية مشتركة ونقلت سورية نصف انتاجها من مصنع الصواريخ السري داخل الاراضي السورية الى "حزب الله" الارهابي المهزوم الذي قام بدوره بتخزينها داخل الخيام العسكرية في المنطقة الامنية على الحدود.
على الجانب الفارسي يستمر الارهاب ممارسة وسلوكا تنتهجه (ديكتاتورية إيران الفارسية)، فبعد ان بدأ تطبيق بنود القرار الدولي رقم (1929) لاسيما الفقرة الخاصة بتفتيش السفن الداخلة والخارجة من الموانئ الفارسية، ومع تزايد وتصاعد واتساع الضغوط الاقتصادية والعسكرية على النظام الفارسي الشمولي الحاكم في طهران ومنعه من استيراد الاسلحة والاجهزة الخاصة بتطوير قدراته النووية، فقد يتهور ذلك النظام الحاكم ويرتكب حماقة غير مدروسة تدفعه الى التورط في مواجهة عسكرية مع المجتمع الدولي، ويلاحظ ان الحرس الثوري الفارسي قد نقل مقر قيادته من طهران الى ميناء بندر عباس الفارسي على الخليج العربي ليشرف على ما يسميه - حرب السفن - وليهدد القواعد الامريكية في دول الخليج العربي، ويستعد الارهاب الفارسي لضرب آبار النفط والغاز وإشعال النار فيها وتهديد الملاحة في الخليج العربي.
وهكذا يتضح جليا ان الارهاب يبدأ فكرا ثم سرعان ما يتحول الى ممارسة وسلوك ترعاه دول مثل ايران وسورية، عبر تنظيماتها الارهابية "حزب الله!" و"حركة حماس!" و"الحرس الثوري الفارسي!" و"جيش المهدي!" و"حزب الدعوة!" وغيرها.