جريدة الجرائد

الفتاوى المحرمة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد الحمادي

قضى علماء دار الإفتاء المصرية شهوراًَ من وقتهم وحياتهم في البحث والدراسة من أجل إنهاء الجدل حول مصير والدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوصلوا بعد جهد وعمل إلى أنهما "ناجيان"، وأعدت أمانة الفتوى في الدار بحثاً، رداً على سؤال بصحة الكلام مآل والدي الرسول، واستدل العلماء على ذلك بأنهما "مِن أهل "الفَترة"، لأنهما ماتا قبل البعثة. لكن لماذا يضيع علماء الدين وقتهم في مسائل مضى عليها أكثر من 1400 سنة ولن تغير الإجابة عليها أي شيء؟

وفي السعودية كانت آخر صيحات الفتوى الدينية عندما طالب الشيخ عبدالرحمن البراك، وهو أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقاً، بعدم جواز كشف المرأة شعرها ورقبتها أمام بنات جنسها في الحفلات والأعراس والمدارس، معتبراً ذلك مدخلاً "من مداخل الشيطان"! ومن جديد تظهر لنا مشكلة بعض رجال الدين مع المرأة فبقدر ما احترم الإسلام المرأة وأعطاها حقوقها وأكرمها بقدر ما نرى كيف أن بعض أصحاب الفكر الديني المتشدد لا يريدون أن يروا المرأة إلا كائناً منغلقاً على نفسه بعيداً عن مجتمعه بل حتى عن بني جنسه. ففي أي شرع وأي دين وأي عرف يمكن أن يتحقق ما يطالب به البراك؟!

يبدو أن بعض العلماء المتشددين في الدين ينسون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا". ويبدو أن فئة المفتين الذين غلبهم الدين تزداد يوماً بعد يوم ويكتشفهم الناس الذين بدؤوا يعرفون أنهم ظلوا لسنوات طويلة من حياتهم يستمعون إلى آراء شخصية لرجال يعرفون من الدين بعضه ثم يفتون في كل شيء حسب رأيهم ومن منظورهم الشخصي وبعيداً عن سماحة الإسلام ويسره.

الشيء المحزن فيما يفعله أولئك المفتون المتشددون أنهم يضيعون حياة الناس ومستقبلهم بفتاويهم هذه التي تجد من يتبعها ظناً بأنها فتاوى صحيحة. ومشكلة هذه الفتاوى أنها تسببت في تراجع هذه الأمة وتخلفها مئات السنين. ويجب أن يعرف أفراد المجتمع وأن يقتنعوا بأن إخضاع كل أمور الحياة لمنطق الحلال والحرام والبحث عن الإجابات عند المفتين حتى تلك الأسئلة المتعلقة بالصحة والعلوم والاكتشافات وحتى الأسئلة الشخصية الخاصة أمر غير صحيح فالمجتمعات المتقدمة تحترم الاختصاص وتسير إلى المتخصص فالزمان الذي كان فيه حلاق الحارة هو طبيبها قد ولى ولن يعود.

وعلى المجتمع أن يتجاوز مرحلة البحث عن فتوى لكل شيء ومن عند أي شخص، فليس كل من حفظ القرآن الكريم أو كل من تخرج من كلية دينية يحق له أن يفتي. أما من يحق له الإفتاء فهو كذلك يجب أن لا يفتي في كل شيء وإنما يركز فتاويه على الأمور الدينية المتعلقة بالعقيدة والعبادات والأخلاقيات العامة. أما الأمور الأخرى "كالفوفوزيلا" فليست من شأن المفتين. وقد يعتبر البعض أن الإفتاء الديني فيها "حرام"، فلا يجوز الإفتاء في هذه الأمور على الرغم من أن هناك من يعتقد بل ويصر على أن الفتوى والدين يجب أن يتدخلا في كل شيء.

وهنا ينبغي الاعتراف بأن آفة هذه الأمة في فتاوى بعض "علمائها" المتشددين. وآفة علماء هذه الأيام أنهم يفتون في كل شيء. وآفة فتاوى هذه الأيام أنها متشددة وبعيدة عن روح الإسلام الحنيف واليسر والتسامح. فالتشدد في الدين هو مشكلة العصر ولن تتقدم الأمة إلا بالتخلص من المفتين المتشددين وفتاويهم والتخلص من فرض الوصاية على عقول الناس وحياتهم العامة والخاصة.

بعض الدعاة والمفتين السابقين امتلكوا الشجاعة وغيروا وعدلوا من مواقفهم وقناعاتهم وطريقة تفكيرهم في الدين وطريقة تعاملهم مع الناس وأمور الحياة وبالتالي طريقة تعاملهم مع الفتاوى فأصبحوا أكثر قرباً من الواقع ومن حياة الناس اليومية. وبعضهم متردد يتقدم خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف، وآخر مصر على ما وجد عليه من سبقه ويسير على الدرب كيفما كان! وبعض هؤلاء يعتقد أن اعتداله تراجع في المواقف والمبادئ والثوابت، وهذه ليس الحقيقة، فما زال عندنا من هم حريصون على الدين ولكن باعتدال ودون تطرف أو تشدد وهذا ما يجب أن يعمل عليه كل من يعتبر نفسه مخلصاً لدينه ووطنه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عز وجل يقول
بو اسيا -

وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

اعملوا العقل المعطل
مارك حنا -

ان مشكلاتنا كلها تنحصر في تغييب العقل وترك الانسان نفسه لتتبع مروجي الفتاوي الدينيه بالصحف او القنوات ...لقد فسد العقل الذي خلقه الله و اصبحنا مجرد توابع لاي فتوي فصرنا سخريه العالم المتحضر.لقد انحصر كل اهتمامنا في الجلباب و الحجاب وليس في العلاقه بين الانسان و الله .نحن في احتياج لفكر جدد ينقلنا بعيد عن الشكليات من مظاهر التدين الي جوهر الدين نفسه الذي يخاطب القلب وليس الذقن او الحجاب .اذا استمر التنافر بسبب الجلباب و الحجاب فسوف ينعزل المهاجرين و يعودوا لبلادهم بلا رجعه -

طيش
نزيه -

انا عن نفسي لن ولم اتبع فتوى احد .فأي شي اعرضه على القرأن فأذا عارضه تركته.فذلك احسن من ..المفتين

الفتاوى المحرمة
ماسة -

انا ضد هذه الفتاوى

عودة صحفي
بن ناصرالبلوشي -

كم أتمنى ان تعوديا(محمدالحمادي)الى كتاباتك التي كانت تتناول القضايا الوطنية(بهامش من الجرأة),وقديكون في التشكيل الجديدلشركة ابوظبي للاعلام(فال خير)في اعادة المياه الصافية(الحرة)الى مجاريها.

عودة صحفي
بن ناصرالبلوشي -

كم أتمنى ان تعوديا(محمدالحمادي)الى كتاباتك التي كانت تتناول القضايا الوطنية(بهامش من الجرأة),وقديكون في التشكيل الجديدلشركة ابوظبي للاعلام(فال خير)في اعادة المياه الصافية(الحرة)الى مجاريها.

اوافق الفتوى
لينا -

انا سيدة وافهم سر هذه الفتوى رغم انه من الصعب تعميمها على الجميع الا انه وفي الاونة الاخيرة اصبنا نسمع بالسحاق وكشف المراة لجسدها امام اخرى قد يعرضها لما لاتحمد عقباه من تصوير بالهاتف او التصوير اللفظي امام الرجال مما يجعل المرأة كالفريسة التي في متناول الجميع وخاصة المرأة الملتزمة المتدينه التي تلتزم بالحجاب

nero
nero -

الإسلام فى المرأة وأعطاها حقوقها وأكرمها هذا كلام خطر الان لانه يوجه للجاهله التى لا تعرف تتكلم مع الرجل او تربى و اى صايع من الاعلام يحرضها تصدق انه امر و تقبل غريب يشتم ابنها فى الاعلام المصرى فى قناه دريم الشيخ الدكتور مبروك عطية سيده تقول له ان ابنها دخل الحجره فقال له لا هو بيسمعنا من الداخل عنده جهاز اذا هو يرى انه يعرف اسرار البيوت و هو لا يعرفهم و هذه قله ادب ان يتهم الطفل بالتجسس و هذا ليس تجسس ان حدث لان هذا بيت و ليس الطفل ضيف فى شقه الدوله و قال كلام معناه ان ابنك انا فهمه انه ليس شعبى و الشعبى جحش كبير خالى عقله من اى ادب اما الراقى ناعم لا يعرف قله ادب الشعبى و تكلم امام طفلها ... و طالبها الدكتور تهدد ابنها سوف يختلط عرقها بعرق غريب ان لم يسمع كلام كان فى صلاه ان الاختلاف لا يفسد شرف ام الطفل كما يقال إختلاف الرأى لايفسد للود قضيه و يرى الشعبى الدكتور ان الاختلاف الام تهدده انا جالسه معك ليه و تذهب لتمارس الجنس هذا جريمه يجب قبل ان يتكلم الشعبى يفهم كل كلامه مبدئ هذا المبدائ لا يعرفه الان عرفه و كلامه حرام لان نجاسه كلام جميل خلفه قله ادب يجهلها

Religion
john -

The problem is the religion.

تناقض
الحربي -

طيب الى الان الامه لم تتقدم رغم وجود امثالك ممن لا يستمعون الى فتاوي أولئك العلماء ! أمر محير بصراحه !! اذا اتفقنا على ان هناك جزء كبير من الامه العربيه والاسلاميه اصبح معطل لانه سلم نفسه للفتاوي الرجعيه كما تقول فلابد ان هناك جزء اخر لا يقل عنه لم يعد يستمع الى تلك الفتاوي , السؤال اللذي يطرح نفسه وبشده هل تقدمت الامه رغم وجود كم هائل كما اسلفت اختار الا يتعلق بفتاوي القوم ؟؟ ثما مالمشكله اذا حدث نقاش علمي في دائره شرعيه حول قضيه والدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ الم يتعلق بعض العلماء في امور تاريخيه تعتبر لا اهميه لها لبقيه الناس ولفتره طويله !!! رغم انك طالبت في مقالك بالاختصاص والمجمع الفقهي التابع للأزهر الشريف ماهوا تخصصه ؟؟

فعلا غريبه
سوسو -

فعلا فتاوي غريبه مادري من وين طالعه الامه تتخلف وغيرها يتقدم

تناقض
الحربي -

طيب الى الان الامه لم تتقدم رغم وجود امثالك ممن لا يستمعون الى فتاوي أولئك العلماء ! أمر محير بصراحه !! اذا اتفقنا على ان هناك جزء كبير من الامه العربيه والاسلاميه اصبح معطل لانه سلم نفسه للفتاوي الرجعيه كما تقول فلابد ان هناك جزء اخر لا يقل عنه لم يعد يستمع الى تلك الفتاوي , السؤال اللذي يطرح نفسه وبشده هل تقدمت الامه رغم وجود كم هائل كما اسلفت اختار الا يتعلق بفتاوي القوم ؟؟ ثما مالمشكله اذا حدث نقاش علمي في دائره شرعيه حول قضيه والدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ الم يتعلق بعض العلماء في امور تاريخيه تعتبر لا اهميه لها لبقيه الناس ولفتره طويله !!! رغم انك طالبت في مقالك بالاختصاص والمجمع الفقهي التابع للأزهر الشريف ماهوا تخصصه ؟؟

get saved and free
Rose -

is a blind man is free from the power of sin if a naked woman stand before him..No for sure, sin is in him and is empowered him, so covering woman and her neck will not save mankind becasue we all were overcome by the power of satan and sin as we disobeyed God..thanks to God and the Lord Jesus who gave up himself to die in our palce and as the bible says " Justice and Mercy came together" Justice as Jesus died in our place and Mercy as God accept us agian thru the bloodshed of Jesus...so if you realy need to be free come to Jesus who said" You will be free and the turth will set you free...Wake up from your tomb and come to him who is alive who said" I am the light of the world, whoever follows me shall not remanin in darkness but will have the light of life"you will never need fatwa becasue the Holy spirit will live in you and tell you the turth who will set you free , you will be called the son or daughter of the most high God who will cleanse your sins as you accept Jesus as Lord

Problem is Religion
Farah Mahdi -

Religion must leave people alone. When will humanity be free of human control? It doesn''t seem to me that god would instruct humans to end civilization and punish the women.