توتر وقلق "حزب الله"!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعظيم محمود حنفي
احتكار أحد الفرقاء في لبنان للسلاح أمر مقلق يهدد السلم والأمن في البلد السياحي الصغير
تتحدث بعض مراكز الدراسات الغربية عن ان "حزب الله" يعيش حالة من التوتر والقلق والشك في المستقبل للكثير من العوامل التي يذكرونها, فهم يقولون -مثلا- ان المحكمة الخاصة المعينة من الأمم المتحدة والمكلفة بمهمة التحقيق في قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومحاكمتهم, استدعت ستة أشخاص من أعضاء "حزب الله" (التنظيم-المنظمة) لاستجوابهم. إن قرار المحكمة بإجراء مقابلة مع عناصر من "حزب الله" عن حادث الاغتيال منذ عام 2005 يبدو أنه يؤكد تقرير مجلة "دير شبيغل" الألمانية عام 2009 , والذي تم توثيقه اخيراً من قبل صحيفة "لوموند" الفرنسية, عن تورط الميليشيات الشيعية في المؤامرة. وقد شملت المقابلات التي أجرتها المحكمة الحاج سالم ومصطفى بدر الدين, وهما من كبار المسؤولين في "حزب الله"" .وقد ورد في وسائل الإعلام بأن سالم يترأس إحدى وحدات العمليات السرية الخاصة التابعة للمنظمة, والتي كانت تدار من قبل القائد العسكري عماد مغنية حتى اغتياله في فبراير عام 2008, ويترأس بدر الدين, الذي هو صهر عماد مغنية, وحدة مكافحة التجسس التابعة للميليشيا.
ومن اسباب توتر الحزب ما يوردونه من عدم قدرة الحزب على الانتقام لعماد مغنية, فبعد عامين من اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق مما دفع نصر الله إلى الإعلان عن "حرب مفتوحة" على إسرائيل, المرتكبة المفترضة للجريمة, لم تستطع المجموعة حتى الآن الانتقام بصورة ناجحة. ويوردون محاولات فاشلة قام بها الحزب ويقولون انه في عام 2008, ادين اثنان من ناشطي "حزب الله" وعدة مواطنين أذربيجانيين بالتخطيط للقيام بهجمات ضد السفارتين الأميركية والإسرائيلية في باكو وحكم عليهم بالسجن خمسة عشر عاماً. وفي العام نفسه, أحبطت السلطات التركية ما لا يقل عن ستة مؤامرات إرهابية محتملة كان "حزب الله" قد خططها لاستهداف إسرائيليين, وربما الجالية اليهودية المحلية. وقد ورد في وسائل الإعلام بأن عملاء استخبارات إيرانيين كانوا يساعدون المجموعة على إنشاء شبكة عملاء يقومون بالتنكر كسياح.
ويوردون كذلك من أسباب توتر الحزب مجموعة من العوامل الاخرى فمثلا عانت صورة "حزب الله" من بعض التشويه في لبنان. ففي مايو عام 2008, قامت المجموعة بغزو واحتلال بيروت. وفي عام يونيو 2009, فشلت في الفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية اللبنانية. وفي ذلك الشهر نفسه, قوضت الانتخابات الرئاسية في إيران من شرعية الراعي الرئيسي لmacr;"حزب الله" ومن مذهبه المثير للجدل المتمثل بولاية الفقيه الذي تتمسك به إيديولوجية الحزب.
وانه لتحسين صورة الحزب يروج زعيم الحزب السيد حسن نصر الله للفكرة غير المألوفة بأن على ناخبيه الإلتزام بالقوانين اللبنانية, مثل احترام إشارات المرور, ودفع ثمن المياه والكهرباء التي تقوم الحكومة بتزويدها للمواطنين (على العكس قيامهم بسرقتها), والامتثال لقوانين البلاد والقوانين المدنية التي تم سنها, ووضع حد لعمليات التهريب التي تُضعف الشركات اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك, شدد على أهمية التحاق الموظفين المدنيين بوظائفهم, والقيام بالفعل بأداء واجباتهم.وهو أمر غريب لان تضع جماعة "حزب الله" نفسها فوق القوانين . هل لانهم يحتكرون السلاح في لبنان ومن ثم فلا سلطة للدولة عليهم?
وتقول تلك المراكز انه لتحسين صورة الحزب قامت المجموعة بنشر "ميثاق جديد في نوفمبر عام 2009, تضمن إدخال بعض التجديدات على ميثاق عام 1985. ورغم أن الوثيقة الجديدة قد قامت بتكرار الالتزام بأعمال "المقاومة", إلا أنها تختلف عن نسخة عام 1985 في طرقها المتبعة التي يبدو أنها صُممت لإعادة تقارب المنظمة مع جمهور لبناني واسع النطاق. فعلى سبيل المثال, قلل الاصدار الجديد من ولاء "حزب الله" لقيادة الملالي في طهران, وركز بدلاً من ذلك على مشاركته في النظام السياسي اللبناني. وبالمثل, بدلاً من حض المسيحيين اللبنانيين على تغيير دينهم, كما ذُكر في ميثاق عام 1985 بصورة واضحة: "ندعوكم لاعتناق الإسلام"- اعتمد "الحزب" لغة تصالحية أكثر استساغة تتمثل بسياسة التوافق في الآراء.
قد تختلف او تتفق مع تحليلات تلك المراكز الاميركية ودوافعها ومدى صدقيتها الا انه يظل هناك فريق يحمل السلاح ويحتكره في لبنان وهو امر مقلق يهدد السلم والامن في ذلك البلد السياحي الصغير الجميل , ويورطه في معارك واشكاليات هو بغنى عنها .وربما على السيد حسن نصر الله ان يتدبر ويفكر في ان يحذو حذو جاره وسنده الكبير على بعد امتار منه والهدوء الكامل الشامل الذي يستمتع به هذا الجار المسالم جدا لاسرائيل.
*خبير مصري بالشؤون الستراتيجية