تحوّل العالم ..أم رياضة البنات!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ممدوح المهيني
لدينا الكثير من القضايا المهمة التي نرغب في مناقشتها . قضايا فكرية وسياسية وأدبية وفنية من الرائع ان تتحول إلى محاور للحوار والجدال اليومي بين الناس وفي وسائل الإعلام . الناس لديهم الكثير من الأفكار والآراء والاهتمامات والشغف للدخول في مواضيع مهمة لعقولنا وأرواحنا، مهمة لمستقبلنا ، والأهم من كل ذلك مهمة للإنسان في داخلنا . ومع ذلك نترك كل ذلك لندخل في حوارات ونقاشات لا قيمة لها . هل يوجد مضيعة للوقت والجهد أكثر من النقاش حول بدهيات مثل حق المرأة في العمل أو قيادة السيارة ؟!. حق أي انسان في أن يشاهد السينما أو يرفضها ويلعنها ، وحق الشاب الصغير في الدخول إلى السوق والخروح منه بدون أن تهدر كرامته. للأسف نضطر جميعا لفتح النقاش حولها وبشكل يومي ليس لأنه لا قضايا لدينا أكثر أهمية ولكن لأننا أولاً عالقون فيها ، ليس فقط على مستوى الحوار ولكن على مستوى الممارسة أي أن هذه القضايا تمس حياتنا بشكل شخصي ويومي لذا ننخرط فيها حتى نتجاوزها
لنتعرف على بعض القضايا التي أعتقد أنها أكثر أهمية من الطرح الذي يشغلنا .
أيهما أكثر أهمية تحريم ممارسة الطالبات الرياضة أم معرفة التحول الكبير الذي يشهده عالمنا اليوم ؟ كتاب " عالم ما بعد أمريكا" للمفكر الشهير فريد زكريا يتحدث عن العالم الآخذ بالتشكل والذي يعتبره التحول الدولي الجديد من المرحلة التي سيطرت فيها أمريكا على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي . ملامح هذا العالم الجديد تقول إن أمريكا لن تنهار بل ستحافظ على قوتها ، ولكنها ستحاط بقوى صاعدة مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وتركيا أيضا . يشرح زكريا بطريقة متبصرة طبيعة هذا التحول التاريخي الذي سيطير على العالم خلال العقود القادمة بحيث تكون هناك قوة كبيرة هي امريكا وقوى أخرى هي هذه الدول الأمر الذي يجعل التقدم كما يقول يصبح عبارة عن تسويات بين هذه القوى . للأسف أن منطقتنا تغيب عن لعب أي دور في هذا التحول الكبير .كالعادة المؤلف يتذكرنا كماض فقط عندما أشار إلى دور الحضارة الإسلامية في العلم ، والابتكار. ماعدا ذلك تبدو الصورة معتمة جدا. معرفة هذا التحول تجعلنا نفهم العالم اليوم وأين يتحرك . لا أحد مشغولا بمنع الفتيات من ممارسة حقهن التافه في الرياضة ، حتى لو كان داخل أسوار المدرسة !!. .
كتاب آخر قرأته مؤخرا للمفكر جورج طرابيشي بعنوان " المرض بالغرب" يكشف عن الأزمة التي نعانيها في التعامل مع الغرب ليس فقط على مستوى الوعي بل أيضا بطريقة لاواعية . معرفة جذور الفكر الخرافي الخوارقي وفهم أسباب مرض العلاقة التي تربطنا مع الغرب الأمر الذي قد يؤدي إلى معالجتها أهم من النقاش حول حق الانسان في متابعة السينما أم لا .
قصة الأمريكي جريج مرتنسون تستحق أن نقرأها ونعلّمها للأطفال في المدارس. فهي درس في الانسانية على مستوى كوني. عندما كان شابا ذهب لتسلق الجبال في باكستان حاملا في جيبه عقدا لشقيقته الراحلة. كان يريد أن يضع العقد على قمة أحد الجبال الشاهقة تكريما لروحها. ولكنه تاه ووقع بالصدفة على قرية باكستانية فقيرة ساعدته. عندما سألهم عن مكان المدرسة .أجابوه بأنه ليس هناك مدرسة. يقول جريج إنه شعر بأن قلبه يتمزق وتعهد بأن يبني المدارس للأطفال الصغار. وهذا ما حدث حيث استطاع جريج الفقير أن يتوسل لجمع المال ، واضطر لخسارة وظيفته ، وتعرض للاختطاف ، والآن هناك أكثر من 200 مدرسة في باكستان وأفغانستان . في كتابه " ثلاثة أكواب من الشاي" نتعرف أكثر على هذه القصة الفريدة ، وهي بالتأكيد أهم من مطاردة الشباب والشابات في الأسواق وتفتيش جوالاتهم وإهدار كرامتهم..
على مستوى فلسفي ، الفليسوف جان جاك رسّو هو من أعظم الشخصيات في تاريخ الانسانية . قرأت مؤخرا كتاب الباحث الكويتي عقيل عيدان . كتاب ممتع يتناول فيه منهج رسو الفكري وكذلك يتطرق إلى حياته الشخصية ومزاجه الملتهب . من الرائع أن تتعرف على اللحظات التاريخية التي قلبت حياة رسو، كذلك من المثير ان نتعرف على العداء الشديد بينه وبين الفليسوف فولتير. الفليسوف المسلم الشهير ابن رشد الذي يعد من أهم الشخصيات الفلسفية على مستوى عالمي. في كتاب هاشم صالح " مخاضات الحداثة الابستمولوجية" يمكن إلقاء نظرة على أهم أفكار ابن رشد المهمة ومحاولاته للتوفيق بين العقل والإيمان حتى بطريقة أكثر جرأة مما فعله توما الألكويني. تعد هذه مسألة مهمة جدا خصوصا وأن هزيمة أفكار ابن رشد لدينا تؤرخ ببداية عصورنا المظلمة. النقاش حول رسّو وابن رشد سيكون أكثر جدوى وأهمية من الحديث عن مسألة بدهية وتعكس حق الانسان في أبسط صوره وهو المطالبة بسن قوانين تحذر كبار السن المهووسين بالزواج من طفلات بعمر أحفادهم!!
هذه بعض القضايا ، وأظن الكثيرين لديهم قضايا أكثر اهمية للطرح والنقاش. النقاش ليس بهدف فقط التقدم والازدهار ، ولكن بهدف الاستمتاع والاحساس بالجمال والإلهام ، وهذا ما تقدمه الاعمال الأدبية والفنية التي تغيب بشكل شبه كامل. العالم زاخر بالمواضيع المهمة ، والكثيرون لديهم المعرفة ، والناس لديهم الشغف في التعرف والمشاركة بحوارات ومواضيع أكثر قيمة. ولكننا نضطر جميعا للتخلي عن كل ذلك حتى ننتهي من البدهيات التي علقنا بها.
هل من المنطقي أن ننخرط بقضايا من هذا النوع والفتيات الصغيرات محرومات من ممارسة الرياضة بحجة أن حركاتهن وقفزاتهن قد تفتح بابا للشيطان. لا تضحكوا : هذا الموضوع هو الذي سنناقشه جميعا بشكل يفوق كل المواضيع الأخرى المحلية والمهمة.!!
التعليقات
المحافظون الجدد
ابو دارين -لابورك في ثقافة تبعدك عن ثوابتك وقيمك ودينك ..وتشكك في معتقداتك... وتحتقر تاريخك
nero
nero -ان يجب فصل الرياضه العملى عن المدرسه و تكون فى المدرسه نظرى مثل اى ماده موسيقى رسم اما العملى عليها تدخل الكليه التى تدرس هذا لانها احتراف و لا نضيع وقت فى تعلم كل شئ مثل كليه اقتصاد منزلى او تربيه رياضيه و اما الرياضه للصغيره الطفله لها النادى ممكن مدارس كل منطقه كل تلميذ يكتب له ايام فى الاسبوع او يومين يذهب لنادى او اقرب نادى لمنطقه سكنه و يقضى اليوم او نصفه هناك و هذا افضل من رياضه فى المدرسه و هو صعب ان يخلع ملابسه و ثم يعود بها مكان رمل و عرق بدون اخذ دش او حمام و يلبس على عرقه و يجلس يحضر درس ايضا يستغل كثير من الموظفين حصه التربيه الرياضيه لعمل نظافه حقد على اولاد الناس و هذا يجب فهمه المدرس هذا مثل بائع الخبز ليس له حق يسأل ماذا تتعشى او اطرق الباب على ماما الساعه الخامسه كان فى المدرسه الحكومى عليه يسلم الماده و يخرس لا يسأل و يضرب فقط يسال لمن يريد يعرف مستواه اذ هو ليس اب و ان كان مصر اذا يضرب على هتك عرض رجال الغد يرى الموظف انه كل يوم يضرب المواطنين ..فى المدرسه و هذا لا يقبل الا من شعب .. خاصه اعضاء مجالس شعب او كونجرس يجب المدرس يدرس بأدب و يخرس لا يسأل فى ماما و بابا
nero
nero -ان يجب فصل الرياضه العملى عن المدرسه و تكون فى المدرسه نظرى مثل اى ماده موسيقى رسم اما العملى عليها تدخل الكليه التى تدرس هذا لانها احتراف و لا نضيع وقت فى تعلم كل شئ مثل كليه اقتصاد منزلى او تربيه رياضيه و اما الرياضه للصغيره الطفله لها النادى ممكن مدارس كل منطقه كل تلميذ يكتب له ايام فى الاسبوع او يومين يذهب لنادى او اقرب نادى لمنطقه سكنه و يقضى اليوم او نصفه هناك و هذا افضل من رياضه فى المدرسه و هو صعب ان يخلع ملابسه و ثم يعود بها مكان رمل و عرق بدون اخذ دش او حمام و يلبس على عرقه و يجلس يحضر درس ايضا يستغل كثير من الموظفين حصه التربيه الرياضيه لعمل نظافه حقد على اولاد الناس و هذا يجب فهمه المدرس هذا مثل بائع الخبز ليس له حق يسأل ماذا تتعشى او اطرق الباب على ماما الساعه الخامسه كان فى المدرسه الحكومى عليه يسلم الماده و يخرس لا يسأل و يضرب فقط يسال لمن يريد يعرف مستواه اذ هو ليس اب و ان كان مصر اذا يضرب على هتك عرض رجال الغد يرى الموظف انه كل يوم يضرب المواطنين ..فى المدرسه و هذا لا يقبل الا من شعب .. خاصه اعضاء مجالس شعب او كونجرس يجب المدرس يدرس بأدب و يخرس لا يسأل فى ماما و بابا