جريدة الجرائد

إسرائيل.. والفلسطينيون.. والعرب ؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سلطان عبدالعزيز العنقري

نحن العرب احترنا كثيرا مع هذه الدويلة العنصرية المسماة إسرائيل لا نعرف ماذا تريد ؟ في حين أنها تعرف ماذا نريد؟ ومستوعبة تماما للحقوق الشرعية للفلسطينيين ولكن تماطل ولا تريد أن تعطي الفلسطينيين حقوقهم الشرعية والبركة بتشرذمنا نحن العرب ، فإسرائيل تعي تماما أن العرب مشتتون وقبلهم الفلسطينيون الذين زعاماتهم عمقت الجرح الفلسطيني ومن هنا لعبت إسرائيل لعبتها وأجادتها من خلال تبادل الأدوار بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، ويبدو أن هناك سيناريوهات مرسومة ومعدة مسبقا من قبل تلك الحكومات من اجل المزيد من التنازلات من قبل الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام . إسرائيل دائما تقدم العربة قبل الحصان ، كما يقال ، بمعنى أنها تريد اعترافا وتطبيعا ثم بعد ذلك تناقش وتتفاهم لكي تقول في النهاية أن هذا أكثر ما أعطيكم وأمن عليكم به أيها العرب ، فالاعتراف والتطبيع حصلت عليه بدون مقابل أي مجانا " ببلاش" . فالملاحظ أن إسرائيل وحكوماتها المتطرفة المتعاقبة تعي أننا العرب لا تنطلي علينا تلك الألاعيب وذلك التهرب فليس هناك شيء بالمجان وبدون مقابل. ولكن إسرائيل نجحت من خلال دبلوماسييها وسفاراتها في الخارج وإعلامها وجهاز علاقاتها العامة القوي وغيرها الذين يشتغلون ليلا ونهارا دون ملل أو كلل ووظفته التوظيف الأمثل لكي تضحك على العالم والرأي العام العالمي من اجل الالتفاف بل وطمس القرارات الدولية قراري مجلس الأمن : ( 242 و338) ، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بعودة اللاجئين (194) وغيرها من القرارات الأممية التي لم تنفذها إسرائيل إلى الآن ، فلو أن دولة أخرى لم تنفذ قرارات الأمم المتحدة الحامية للشرعية الدولية وبخاصة قرارات مجلس الأمن المعني بالسلام والأمن العالميين لقامت الدنيا ولم تقعد من عقوبات اقتصادية ومنع وحرمان وعزلة تامة بانتظارها ، ولكن إسرائيل بالطبع مستثناة من تلك الأشياء أما نحن العرب فالويل والثبور لنا إذا لم ننفذ. ولكي نؤكد أننا لسنا أمام سيناريو واحد بل مجموعة سيناريوهات تشمل جميع الأحرف الأبجدية للغة الانجليزية سيناريوهات (A,B,C,Dhellip;. ) لننظر ماذا حصل لاتفاقيات أوسلو ومدريد وكامب ديفيد وشرم الشيخ وغيرها والاتفاقيات الأخرى التي وقعت على المعابر جميعها حبرا على ورق ولم تنفذها إطلاقا إسرائيل ، إلى جانب القرارات الدولية سابقة الذكر التي لم تنفذها . المضحك هو أن هناك مصطلحات جديدة خرجت علينا في الشهور الماضية هما : مصطلح "مفاوضات مباشرة" و"مفاوضات غير مباشرة"؟!! ومكمن الضحك هنا انه في الماضي الفلسطينيون يجلسون مع الإسرائيليين وجها لوجه ويتناقشون ويأكلون مع الإسرائيليين البرتقال الفلسطيني والمكسرات والمقبلات ويقبلون بعضهم البعض وبالأحضان أمام عدسات المصورين وكأن الإسرائيليين أعطوهم حقوقهم الشرعية فماذا تسمى تلك في الماضي مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة ؟ وحتى في الدخول من باب البيت الأبيض يقدمون الزعماء الإسرائيليين عليهم !! أما الآن فالفلسطينيون يجرجرون إلى المفاوضات المباشرة ، رغماً عنهم بل أنهم يتسابقون للاجتماع إلى زعماء إسرائيل ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو التعريف الإجرائي للمفاوضات غير المباشرة ؟ فأنت عندما تلتقي بخصمك وتجلس معه وجها لوجه وتأكل المكسرات والمقبلات بدون وسيط فان هذه اجتماعات مباشرة !! أليست كذلك ؟ فعلى سبيل المثال ، رئيس الوزراء الفلسطيني ، في حكومة الضفة الغربية ، سلامة فياض، اجتمع مع باراك سرا وقامت إسرائيل بتسريب ذلك الاجتماع حتى تؤكد للعالم أنها تتفاوض مع الفلسطينيين مفاوضات مباشرة . بالطبع الفلسطينيون بأوضاعهم الحالية وتشتتهم وحبهم لمصالحهم الشخصية هم أكثر ضعفا من أي وقت مضى بل أن ليس لديهم خيارات ، والخيار الوحيد لديهم هو خيار واحد فقط لا غير اسمه حكومة وحدة وطنية واحدة تقف وقفة رجل واحد لكي تقول للعالم أننا أصحاب قضية عادلة ونريد العدل ودولة فلسطينية قابلة للحياة لكي نحيا ونعيش مثل بقية البشر الذين خلقهم الله . المشكلة الأزلية التي يعاني منها الإخوان الفلسطينيون، ولا يريدون التخلص منها ، وبالتالي أصبحت مواقفهم ضعيفة يعود إلى أن كل حركة أو منظمة أو فصيل يريد أن يفسد على الآخر مصالحه الضيقة على حساب مصالح الشعب الفلسطيني العليا لكي يتقاسموا الزعامات والكراسي وإذا استمروا على هذا الوضع المزري وغير المقبول فان قضيتهم وقضيتنا فلسطين لن تحل وسوف ندور في حلقات مفرغة في اجتماعات عبثية سمها ما شئت مباشرة أو غير مباشرة لان هاجسنا وتركيزنا نحن العرب أصبح في الوقت الحاضر كيف نؤلف بين قلوب الزعامات الفلسطينية ونسينا شيئاً على جانب كبير من الأهمية اسمه فلسطين وقضية فلسطين ؟! الفلسطينيون بكل تأكيد ليسوا على قلب رجل واحد ، فمنظمة تحكم أراضي في الضفة الغربية مقطعة الأوصال يتمشى بل يتبختر فيها الجنود الإسرائيليون يقتلون ويعتقلون ولا احد يجرؤ أن يقول لهم شيئاً من رموز الحكم في الضفة الغربية أو من رموز الحكم الذين يحكمون قطاع غزة الذي أصبح مادة دسمة على حساب شعب جوعه وأنهكه زعامات تتصارع فيما بينها أدى ذلك إلى أن من يريد أن يشتهر من قبل الخواجات ركب البحر متجها إلى بحر غزة حاملا مؤناً لا تكفي لإعاشة أفواه جائعة لوجبة واحدة. وإذا كان الهدف ،كما يقال عنه ، هو كسر الحصار فان كسر الحصار عن قطاع غزة ليس بهذه الطريقة الإعلامية الدعائية الفجة للخواجات ، الذين يعرفون جيدا أنهم لن يصابوا بأذى بل بردا وسلاما ، بل بمساعدة تلك الزعامات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة من اجل أن يتنازلوا عن مكاسبهم ومصالحهم وأطماعهم الشخصية رحمة بشعب عانى ويعاني الأمرين من تلك الزعامات المزيفة ، وفقا للمقولة : "انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فنصرة المظلوم معروفة أما نصرة الظالم فانك تردعه عن ظلم الآخرين. أما الأخوة الأتراك ، رحم الله موتاهم ، وغيرهم من العرب والمسلمين من دول العالم الثالث المتعاطفين مع أهالي غزة ، والذين لا يبحثون عن الشهرة فإن المساكين أصبحوا في وجه المدفع لا حول لهم ولا قوة وبذلك كانوا لقمة سائغة للقوات الإسرائيلية لكي تقتلهم بدم بارد . أراض فلسطينية مقطعة الأوصال يقابلها أبناء فلسطين زادوا في تقطيع أوصالها وكأن الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة أو غزة ليسوا فلسطينيين أصحاب الأرض والحقوق بل جاءوا من كوكب آخر كل يريد أن يحكمهم ويكونوا تحت سيطرته وإلا فان القتل والتجويع والاعتقال والسجون بانتظارهم . المضحك والمؤسف ، في الوقت ذاته ، في اجتماعات القاهرة بين الفصائل والحركات الفلسطينية، كل يطالب الآخر بإطلاق السجناء والأسرى الذين لدى الطرف الآخر وكأن هؤلاء السجناء والأسرى لدى إسرائيل ولم نر أي حركة قدمت مطالبات بإطلاق سراح السجناء والأسرى بالآلاف لدى إسرائيل الذين يعيشون في معتقلات يتعرضون لأصناف العذاب وبيئة معيشية لا تتحملها الحيوانات؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف