"محشومين العراقيين الشرفاء"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق العلوي
"اللي لدغته الحية يخاف من الحبل".. لنا الحق ان نحتاط لأنفسنا بعد ان نمنا مطمئنين في الاول من اغسطس، واستيقظنا في الثاني على تلاوة بيان رقم واحد الصادر من الحكومة المؤقتة، ينبئنا ان جميع ثرواتنا واملاكنا، بل وارواحنا اصبحت تابعة لـ"أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، واننا لن ندخل الجنة الا بعد الحصول على اذن خطي ومختوم من المهيب الركن صاحب التسعة والتسعين لقبا "مباركا"!
أي تلميح رسمي عن عدم شرعية القرارات الدولية لترسيم الحدود بين البلدين سيجر العراق قبل الكويت الى ما لا تحمد عقباه من توتر وتأزيم، ولن نقبل ترديد هذا الادعاء حتى ولو كان على سبيل المزاح!
لكن "الحكمة" ضالة المؤمن، و"اللي ما يحسن تدابيره.. حنطته تاكل شعيره"، ومن الحكمة ان نكسب الى صفنا ابناء الشعب العراقي الكريم الذين يرفضون المساس بالكويت وسيادتها، وان نحصر هجومنا وانتقادنا بالفئة الضالة ممن تفوه بما يطعن في شرعية ارض او حكومة الكويت، فنجعل من هؤلاء منبوذين لا يود الاقتراب منهم احد. فمهما تقدم العراق في مدنيته وحضارته، سنظل نسمع اصواتا نشازا تعيش "نوستالجيا" وأوهام الفكر القومي الذي يرى بان ثروة العرب.. هي لكل العرب، وبأن "ثروة" الكويت جزء لا يتجزأ من املاك العراق، لكن الخطأ الاستراتيجي الذي نكرره المرة تلو الأخرى في الكويت هو أننا نعطي لهؤلاء "الشرذمة القلة" زخماً إعلامياً عندما نجمعهم وبقية العراقيين الشرفاء في مركب واحد، ونبدأ بالتطاول والتجريح من دون تمييز، فنثير ساعتها حفيظة الشعب العراقي وتعاطفه مع هؤلاء الرعاع ضدنا.. وهذا غاية ما تتمناه هذه الشرذمة!
العراق اتخذ خطوات ممتازة في الاتجاه الصحيح يأتي على رأسها تعيين رجل يحظى باحترامنا وتقديرنا كسفير للعراق في الكويت، وهذا اعتراف صريح من الحكومة العراقية باستقلالية الكويت وسيادتها، ومن واجبنا في الكويت التعاون مع الأشقاء في العراق لتعزيز مفهوم استقلالية دولة الكويت، وبناء علاقات على أساس متين، بدلاً من المطالبات الساذجة بطرد البعثة الدبلوماسية، وقطع العلاقات والعودة إلى المربع.. صفر!
***
اليقظة والحذر واجبان على الحكومة الكويتية، خصوصاً عندما نسمع عن مشاغبات من مزارعين ومسلحين على الحدود بالقرب من أنابيب النفط. ووصلتني معلومة بالامس من عسكريين كويتيين بأن هؤلاء المشاغبين يلبسون {الترينغ سوت} وتحركاتهم بها تنظيم لا يتناسب مع مصطلح {مزارع}.. علينا دائما ان ننتبه الى الاطراف الاخرى في المنطقة!
التعليقات
دويلة مصطنعة حقودة
امير -عوضوا العراقين عن جرائمكم والا لن بغقروا لكم ابدا مهما طال الزمن
الى صاحب اول تعليق
تاج راسك يا امير -انت ومن هم مثلك ممن لا يستحق الرد عليهم اصلا لانكم ممن وصفوا بالمقال بالقليله الحاقده. الله يشفيك انت واشكالك من الامراض النفسيه
تحياتي لجاري
أبو سارة -هذه الحالة الوسطية التي ينتهجها الكاتب فيها الكثير من الحكمة واحترام الجار وتدعوني كعراقي تعب من الحروب وأكاذيب السياسيين أن أفكر أكثر من مرة قبل الإساءة إلى الجار
لأول تعليق
كويتي بدوي وهابي -كبيركم الذي علمكم السحر طقطقنا عظام رقبته فلن نعجز عن الصغار , روح حرر ارضك اول شي وتعال تكلم يا مهزوم
تحيه
ندى العراقيه -تحيه للكاتب على المقال الرائع ونؤكد لك ان غالبية العراقيين يكنون الحب للكويتيين ويشعرون برابط غريب لكن المشكله هي من الحكومتين العراقيه و الكويتيه اللتان تسمحان لكل من هب و دب باطلاق التصريحات اللتي من شانها ايقاف تطوير العلاقات بين البلدين حتى ان بعض دول الجوار تسعى لاعاقة تلك العلاقات وعلى راسها السعوديه و ايران و كلتا الدولتين لهما عملاءفي كلا البلدين.ارجو نشر التعليق بدون تقطيع كما تفعلون دوما
stupit wahabi
kahtan aliraqi -could tell me when were when IRAQ took kuwait just two hours if not usa helping you i sweer kuwait never back to WAHABI
نفق الظلم والظلام
فرانك -في يوم 1 اغسطس نمنا مطمئنين وقد توقفت الحرب مع أيران ويحاول الأحياء من شباب العراق لملمة حياتهم التي ضاع منها سنوات طوال وصحونا في 2 أغسطس على بيانات الحرب ونداءات التجنيد الأجباري وإغلاق الأجواء وفي ساعة واحدة دخلنا في نفق مظلم. خرج الكويتيون منه في ستة أشهر وكان العالم كله يستقبلهم ويستضيفهم ويقدم لهم الدعم المادي والمعنوي ولكن العراقيين لايزالون يعيشون نفق الظلم والظلام قتل منهم ملايين وتشرد ملايين وضاقت بهم الأرض ولم يجدوا معينا إلا ما ندر وضاع مستقبل الشباب وطارت الآمال والأحلام والحياة كلها حتى أصبح الموت أكثر رحمة وأكثر كرامة. فأن كان العراق قد دمر ونهب وأحتل فمن سيكون نصير العراقيين المشردين في أصقاع الأرض ومن سيحمي عزيز قوم ذلته الغربة والفقر ومن سيحمي شرف الأمهات المسلمات من ذئاب الليل ....