جريدة الجرائد

السيد محمد حسين فضل الله وماراثون المرجعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هاني فحص

كان السيد محمد حسين فضل الله حريصا على ألا تغيب النجف بسبب تشديد الحصار الأمني على حوزتها ومراجعها، أواسط التسعينات من القرن الماضي، عن موقعها المرجعي الذي لا يغني عنه أي فرع وإن أصبح بحكم المركز أو أقوى (قم مثلا).

ذلك لا يعني أنه لم يكن مرجعا قبل ذلك، فهو مجتهد مطلق باعتراف الجميع، أي متحقق فيه الشرط الأهم من شروط المرجعية العامة، التي تحتاج إلى قرار منه، يجب أن يكون دقيقا فيه لكي تتحول من القوة إلى الفعل، أو من الأهلية إلى المسؤولية.

كان السيد من تلاميذ السيد أبو القاسم الخوئي، وأحد وكلائه العامين، عندما عاد إلى لبنان مقيما عام 1966م.. وعندما توفي الخوئي (1994)، خلفه في المرجعية لدى مقلديه تلميذه المتقدم في العمر، السيد عبد الأعلى السبزواري، الذي اعتبره السيد فضل الله مرحلة انتقالية، وكان يحيل مراجعيه عليه في المسائل الاحتياطية، كما هو التقليد الفقهي. وتوفي السيد السبزواري مبكرا، فخلفه السيد علي السيستاني المحاصر لمدة أحد عشر عاما في منزله من قبل النظام الأمني العراقي، فاضطرب وضع الملتزمين الشيعة في المرجعية النجفية، في حين كان الآخرون يذهبون في تقليدهم تدريجيا إلى السيد روح الله الخميني الذي، قبل نجاح الثورة الإيرانية، كان عدد مقلديه في لبنان يعد على أصابع اليدين.. ثم أخذ عدد مقلديه يزداد ببطء في البداية، بسبب إشكالية حزب الله مع الجمهور الشيعي، قبل أن يتحول الحزب إلى سائد سياسي في الوسط الشيعي اللبناني، مما سهل عليه إلزام قواعده بتقليد الخميني، بعدما كان قد ترك لهم الحرية في اختيار مرجعهم.. وأصبحت إرادة الحزب في تحديد المرجع للمحازبين وغيرهم أقرب إلى الإلزام مع بداية مرجعية السيد علي خامنئي، الذي خلف الشيخ الآراكي الفقيه المعمِّر وغير القادر على إدارة الشأن العام الإيراني من موقع المرشد، إلى أن اختار مجلس خبراء الدستور السيد خامنئي لخلافة الخميني في المرجعية الفقهية وولاية الفقيه، بناء على شهادة قدمها الشيخ رفسنجاني، ومضمونها أن الإمام الخميني تحدث أمامه عن المستوى العلمي للسيد خامنئي، وعن أهليته للقيادة، فتم انتخابه بأصوات الأكثرية مرشدا ومرجعا، طبقا للدستور.

هنا كان من ذكاء السيد فضل الله ودقته أنه اختار الظرف المناسب لإعلان مرجعيته، في حال حصار النجف التام، وخلافة خامنئي للخميني، الذي لم يكن من السهل التصدي للمرجعية في حياته لأسباب تتصل بمستواه العلمي وموقعه القيادي التأسيسي، بحيث إن اختيار السيد خامنئي لم يسعفه في الخلافة التامة للخميني، بل اقتصرت، وبقناعة منه، هذه الخلافة على مساحة محدودة من الذين كانوا مقلدين للخميني داخل إيران، وقد انتبه لذلك، وصرح بأنه يطمح في أن تكون مرجعيته متجهة إلى خارج إيران، أي إلى أنصار الثورة والدولة من الشيعة في العالم. ولم تؤثر مرجعية السيد خامنئي على حضور المرجعيات الأخرى في قم، وهنا رأى السيد فضل الله أن مرجعية خامنئي ليس من شأنها أن تعوق قيامه بدور المرجعية؛ فتصدى لها من موقع يقينه بأعلميته، من دون أن يكون بإمكان غير المكابرين أن يصادروا عليه حقه وأهليته المعضدة بشهادة الكبار من أساتذته وزملائه وتلامذته الكثر.. إلى لياقات ثقافية تجعل مرجعيته محببة أكثر في نظر أكثرية الوسط الشيعي المنفتح على الآخرين، ثقافة وحياة، وخاصة في لبنان.

لقد كانت مرجعية السيد فضل الله تبدو، في عين الإيرانيين من الطبقة الحاكمة وأنصارهم في لبنان، كأنها انتقاص نوعي يضاف إلى تعقيدات مرجعية السيد خامنئي الإشكالية. وكيف بها إذا كانت آتية من لبنان، الذي أصبح في نظر كثيرين من رجال الدين والسياسيين الحزبيين محافظة من محافظات إيران، وأصبح الشيعة فيه وكأنهم جالية إيرانية في نظر هؤلاء؟

علما بأن السيد فضل الله لم يكن أقل تأييدا من غيره للثورة الإيرانية ودولتها ورجالها الذين كان على علاقة بأكثرية من مر بالحوزة النجفية منهم. وقد كان للسيد حضور في الوسط الإيراني في النجف، لا يقل عن حضوره في الوسط العربي واللبناني علميا وثقافيا واجتماعيا. إلى ذلك فإن مرجعية فضل الله لم تكن مفاجئة، فهو معروف منذ شبابه لدى أهل العلم والفكر والأدب في لبنان والعراق بأنه موهبة مميزة.

وفي لبنان اختار الوسط الأكثر فقرا من حزام البؤس حول بيروت.. أقام مسجده ومنزله وحوزته وإدارته لشؤون الفقراء وقاعة المناسبات التي استقدم إليها نخبة المفكرين من كل الأديان والألوان للشراكة في البحث عن خطاب معتدل.. أقام كل ذلك في النبعة بين الشيعة والسنة والأرمن، قريبا من الموارنة والأرثوذكس، واختار الوسطية، بما هي الأفضل والأعلى والأرحب، موقعا له بين النخبة والجمهور، بين الأستاذ والتلميذ، بين الجامعة والجامع، بين مشاغل الفقراء ومشكلاتهم، بين الأديان والمذاهب وأهلها. بين الشعر والعلم، بين المدينة والقرى النائية. بين المركز النجفي والطرف اللبناني بخصوصياته الغنية وعمومياته الضامنة. ونظم صلاته وكلامه وكتبه ودفاتره ودروسه فامتد صيته. والتزم الحكمة في الحرب، على الرغم من معاناته، إيثارا للوحدة والسلام الأهلي الآتي.. واقتصر في عمله على الضروريات.. ونهض مع نهوض السلم الأهلي ثانية.. وأثار غيض الكسالى وغيرة الناشطين. ولم ينسَ القضايا الكبرى من فلسطين إلى فلسطين. ومن طنجة إلى جاكرتا، عابرا حدود الكيانات، عائدا إليها.. عابرا حدود المذاهب، غير متنصل منها.

إنها مرجعية مختلفة.. توحيدية تقريبية وموثوقة في ذلك كله. مرجعية نقدية، تتناول بالنقد أي موقف عربي، ولا تدعو إلى الحقد على أي حاكم عربي موضع نقد.. ويفهم الحكام العرب ذلك، فيزدادون ثقة بها ورغبة في التواصل، ويشيحون عمن يوغرون الصدور عليه طمعا، ولو بالقليل، مختلفة عما كنا نراه من شروط المرجعية، وكنا ننقدها.. وفي آخر النقد نميل إلى الإعجاب بها.. كنا نقول إن المرجع ليس زعيما يوميا، وليس من شأنه الخطابة أو الأدب أو الإعلام أو الشعر أو الحوار أو البيان.. ولكنه خرق القاعدة، وألزمنا بهذا الخرق، وأثار فينا ميلا إلى اتباعه في ذلك.. فكان أن توفر لنا منه، وممن حذوا حذوه، كمّ وافر ونوعي من المقاربات الفكرية الحضارية والإنسانية، التي ترى في الدين ما لا يراه سكان الكهوف اللائذون بصمت العاجزين. لقد قتل الوقت بالعمل.. حتى كان يومه يبدو كأنه، من حيث سعته، شهر تام.

هذا البنيان.. كان استثنائيا، ولم يكن خارقا أو معجزا.. لأنه تحول من شخص إلى مؤسسات لا مؤسسة واحدة، تعمل في كل الحقول الإنسانية، ويوميا، وبشكل لا يُضاهى في التنظيم والدقة والإنتاجية والنمو. فكيف يمكن التهوين من شأنه، وكيف يمكن قبول هذه المرجعية في مفصل صعب، من الفراغ النجفي وقتها إلى الاندفاع الإيراني نحو حصرية المرجعية من منظور سياسي؟

إن وسطية السيد فضل الله دعته إلى تحرير المساحات المشتركة بين المسلمين، وإخلائها من الالتباسات الضارة، والدغل القاتل، والمعوق للتوحيد في تجليه بالوحدة.. فعاد إلى الذاكرة الشيعية ينقيها مما اعتبره زيادة أو ورما.. هادفا إلى تأسيس توجه إسلامي مشترك نحو المستقبل الصعب، بدلا من العودة التجزيئية إلى الماضي السهل.

وكان يمكن لذلك أن يمر بتعليق قاس أو مغرض وقبيح كما حصل، ولكنه تصدى للمرجعية!! فثارت الثائرة مدججة بكل وسائل الضغط، ومنها الأقلام التي اغترفت حبرها من دم السيد وحبره، لتخوض في السيد نكرانا وافتئاتا. ما ذكرنا بمظلومين.. ظلموا في حياتهم من بيت آبائهم.. وحلا لبعض ظالميهم أن ينصفوهم بعد وفاتهم، وبسبب وفاتهم فقط.

من الإمام محمد باقر الصدر إلى الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين.. وغيرهم.. وغيرهم من علامات معاصرتنا وانفتاحنا على الآخر كشرط معرفي وروحي ووجودي.. فلماذا كان هذا الظلم الإضافي والنوعي على السيد فضل الله؟

تقديري أنه، على العكس من المشهور، فإن موقف السيد من ولاية الفقيه (الفقهي) لم يكن هو السبب فيما تعرض له من تعقيدات ومضايقات، لأنه، في الوقت الذي كان فيه حاضنا لبدايات المقاومة، ومؤسسا شريكا على الأقل، كانت له مكانته وتقديره لدى رهط ولاية الفقيه في لبنان وخارجه، وبعضهم كانوا من تلاميذه، ولم يكن يقول بالولاية المطلقة.. وهو، ونظرا لموقع المرجعية الحساس والمسؤول والوازن، بكر في رسم المسافة بينه وبين المشروع السياسي الحزبي الذي شارك في تأسيسه، من دون أن ينقطع عن حزب الدعوة، أو ينقطعوا عنه كجزء من ذاكرتهم ومعرفتهم.. بل إن جرأته على إعلان مرجعيته هي التي أدت إلى تصاعد الخلاف معه، وبلوغه حدودا تتعدى ما يمكن أن يترتب على مجرد الخلاف في رأي فقهي.. ومن المعروف أن مراجع حقيقيين في التاريخ الحديث قد حرموا من مرجعيتهم في حياتهم أو يوم مماتهم، وجُرِّدوا كما تجرد النخلة العتيقة من لحائها أو سعفها.

وبعد النجاح في وضع السدود والعوائق أمام اتساع مرجعيته الفقهية إلى الحد الذي لا يُحتمل، من دون قدرة على الحد منها في المجال الفكري العابر للحدود الوطنية والقومية والمذهبية، حصل نوع من التواصل التعويضي مع السيد، في حين كان قد أصبح أكثر جهرا باختياره الفقهي المؤصل للولاية المحدودة أو المقيدة للفقيه، وفي الأمور الحسبية حصرا، وأصبح موقعه من الرسوخ، بحيث تجرأ على الكتابة المنهجية في تفنيد كثير من الإضافات العقدية على المنظومة الشيعية، كالولاية التكوينية، التي بينما هي تريد أن تعزز مكانة أهل البيت، تنال من هذه المكانة في العمق. بالإضافة إلى شجاعته في نشر فتاوى وأحكام شرعية، كان العلماء المقتنعون بها سابقا يمتنعون أو يخافون من التصريح برأيهم فيها، خوفا من الغوغاء، ومن علماء الغوغاء.. أتذكر أنه، وفي مفصل ما في لبنان، قالت له إحدى الشخصيات الفاعلة: "إن آية الله فلان يقول غير ما تقول في هذه المسألة"، فقال: "ونحن آيات الله أيضا".. وقد روى محاوره بذاته هذه الرواية لي.. وهنا كان مكمن العلة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خلل في المعطيات
مريم الأنصاري -

يوجد خلل كبير في معطيات هذا المقال، فبعد وفاة الإمام الخوئي أرجع السيد فضل الله في التقليد إلى السيد الكلبايكاني، وبعد وفاة الأخير، أرجع في التقليد إلى السيد السيستاني، في إعلان شهير وموثق بالصوت والصورة، وبقي على هذا الارجاع لمدة ثلاث سنوات كان فيها وكيلاً للسيد السيستاني، بعدها ارجع السيد فضل الله لنفسه وتصدى للعمل المرجعي. ولم يستطع السيد فضل الله الاجابة علمياً وشرعياً عن السبب الذي دعاه للدعوة لنفسه بعد أن أرجع للسيد السيستاني، ولماذا لم يرجع لنفسه بعد وفاة السيد الكلبايكاني، فهل لم يكن مجتهداً ثم أصبح مجتهداً؟! وأشار المقال، إلى انه (مجتهد مطلق باعتراف الجميع)، ونتساءل أي جميع يقصد، والكل يعرف ان واحدة من معاناة المرحوم ان فضلاء الحوزة العلمية لم يشهدوا له بالاجتهاد، بل ان مراجع معروفين احدهم السيد كاظم الحائري افتى بشكل مكتوب (ان السيد فضل الله ليس مجتهداً). والمجال لا يتسع لذكر بقية الخلل في المقال الذي تجاوز عن معطيات تاريخية وموضوعية كثيرة.

خلل في المعطيات
مريم الأنصاري -

يوجد خلل كبير في معطيات هذا المقال، فبعد وفاة الإمام الخوئي أرجع السيد فضل الله في التقليد إلى السيد الكلبايكاني، وبعد وفاة الأخير، أرجع في التقليد إلى السيد السيستاني، في إعلان شهير وموثق بالصوت والصورة، وبقي على هذا الارجاع لمدة ثلاث سنوات كان فيها وكيلاً للسيد السيستاني، بعدها ارجع السيد فضل الله لنفسه وتصدى للعمل المرجعي. ولم يستطع السيد فضل الله الاجابة علمياً وشرعياً عن السبب الذي دعاه للدعوة لنفسه بعد أن أرجع للسيد السيستاني، ولماذا لم يرجع لنفسه بعد وفاة السيد الكلبايكاني، فهل لم يكن مجتهداً ثم أصبح مجتهداً؟! وأشار المقال، إلى انه (مجتهد مطلق باعتراف الجميع)، ونتساءل أي جميع يقصد، والكل يعرف ان واحدة من معاناة المرحوم ان فضلاء الحوزة العلمية لم يشهدوا له بالاجتهاد، بل ان مراجع معروفين احدهم السيد كاظم الحائري افتى بشكل مكتوب (ان السيد فضل الله ليس مجتهداً). والمجال لا يتسع لذكر بقية الخلل في المقال الذي تجاوز عن معطيات تاريخية وموضوعية كثيرة.

خلل في المعطيات
مريم الأنصاري -

يوجد خلل كبير في معطيات هذا المقال، فبعد وفاة الإمام الخوئي أرجع السيد فضل الله في التقليد إلى السيد الكلبايكاني، وبعد وفاة الأخير، أرجع في التقليد إلى السيد السيستاني، في إعلان شهير وموثق بالصوت والصورة، وبقي على هذا الارجاع لمدة ثلاث سنوات كان فيها وكيلاً للسيد السيستاني، بعدها ارجع السيد فضل الله لنفسه وتصدى للعمل المرجعي. ولم يستطع السيد فضل الله الاجابة علمياً وشرعياً عن السبب الذي دعاه للدعوة لنفسه بعد أن أرجع للسيد السيستاني، ولماذا لم يرجع لنفسه بعد وفاة السيد الكلبايكاني، فهل لم يكن مجتهداً ثم أصبح مجتهداً؟! وأشار المقال، إلى انه (مجتهد مطلق باعتراف الجميع)، ونتساءل أي جميع يقصد، والكل يعرف ان واحدة من معاناة المرحوم ان فضلاء الحوزة العلمية لم يشهدوا له بالاجتهاد، بل ان مراجع معروفين احدهم السيد كاظم الحائري افتى بشكل مكتوب (ان السيد فضل الله ليس مجتهداً). والمجال لا يتسع لذكر بقية الخلل في المقال الذي تجاوز عن معطيات تاريخية وموضوعية كثيرة.

للتخفف من الزيف
عبد الله موسى الحسن -

هذه التقاليد الملتبسة باعراف الاسر القاجارية ومؤامرات المماليك ودسائس عهود الصفويين لا نسبة بينها وبين حركة العلم والفقه في الحياة؛ فالسيد الراحل كان في موقع رجحت مسؤوليته الاشارة إلى السيد السيستاني في فترة ما في محاولة للحفاظ على النجف ومكانته التقليدية دون ان تنفي ملكات السيد في العلم والمعرفة ولا أن تقيد من طلاقته في اقتناص غايات الشريعة. وبالآحرى فإن مثل هذه الاحالة للنجف ولبعض فقهائها التقليديين البسطاء تعدّ سابقة في الورع والزهد، وامعانا ً في نكران الذات من اجل الابقاء على معاهد العلم في هذه المدينة العريقة وتشجيع من تبقى من طلبتها على الاستمرار في مواصلة مساراتها الصعبة.ان تقاليد وطقوساً لا مساس لهما بأصل العلم ومراحله والاستغراق في أشواطه إنما أضفتهما شعبة المراسم والبروتوكولات الملحقة بـ & ;برانيات& ; المرجعيات من أجل السيطرة على صراع الفرص والمنافسة لا يمكن أن تنفي علما ً أو تلغي مكانة.ونحن نشفق على هذه الطبقة من أسارى ذهنية الديكتاتورية الدينية مثلما نألم لانزلاق المتشرعة في جدل باهت لا أرض صلبة لمناصاته حين تقعي على كلمات أمية يفرط في وهمها دجالو ولائم الحواشي. انحناءة مودة لفرادة الفقيه السيد هاني فحص.

للتخفف من الزيف
عبد الله موسى الحسن -

هذه التقاليد الملتبسة باعراف الاسر القاجارية ومؤامرات المماليك ودسائس عهود الصفويين لا نسبة بينها وبين حركة العلم والفقه في الحياة؛ فالسيد الراحل كان في موقع رجحت مسؤوليته الاشارة إلى السيد السيستاني في فترة ما في محاولة للحفاظ على النجف ومكانته التقليدية دون ان تنفي ملكات السيد في العلم والمعرفة ولا أن تقيد من طلاقته في اقتناص غايات الشريعة. وبالآحرى فإن مثل هذه الاحالة للنجف ولبعض فقهائها التقليديين البسطاء تعدّ سابقة في الورع والزهد، وامعانا ً في نكران الذات من اجل الابقاء على معاهد العلم في هذه المدينة العريقة وتشجيع من تبقى من طلبتها على الاستمرار في مواصلة مساراتها الصعبة.ان تقاليد وطقوساً لا مساس لهما بأصل العلم ومراحله والاستغراق في أشواطه إنما أضفتهما شعبة المراسم والبروتوكولات الملحقة بـ & ;برانيات& ; المرجعيات من أجل السيطرة على صراع الفرص والمنافسة لا يمكن أن تنفي علما ً أو تلغي مكانة.ونحن نشفق على هذه الطبقة من أسارى ذهنية الديكتاتورية الدينية مثلما نألم لانزلاق المتشرعة في جدل باهت لا أرض صلبة لمناصاته حين تقعي على كلمات أمية يفرط في وهمها دجالو ولائم الحواشي. انحناءة مودة لفرادة الفقيه السيد هاني فحص.

للتخفف من الزيف
عبد الله موسى الحسن -

هذه التقاليد الملتبسة باعراف الاسر القاجارية ومؤامرات المماليك ودسائس عهود الصفويين لا نسبة بينها وبين حركة العلم والفقه في الحياة؛ فالسيد الراحل كان في موقع رجحت مسؤوليته الاشارة إلى السيد السيستاني في فترة ما في محاولة للحفاظ على النجف ومكانته التقليدية دون ان تنفي ملكات السيد في العلم والمعرفة ولا أن تقيد من طلاقته في اقتناص غايات الشريعة. وبالآحرى فإن مثل هذه الاحالة للنجف ولبعض فقهائها التقليديين البسطاء تعدّ سابقة في الورع والزهد، وامعانا ً في نكران الذات من اجل الابقاء على معاهد العلم في هذه المدينة العريقة وتشجيع من تبقى من طلبتها على الاستمرار في مواصلة مساراتها الصعبة.ان تقاليد وطقوساً لا مساس لهما بأصل العلم ومراحله والاستغراق في أشواطه إنما أضفتهما شعبة المراسم والبروتوكولات الملحقة بـ & ;برانيات& ; المرجعيات من أجل السيطرة على صراع الفرص والمنافسة لا يمكن أن تنفي علما ً أو تلغي مكانة.ونحن نشفق على هذه الطبقة من أسارى ذهنية الديكتاتورية الدينية مثلما نألم لانزلاق المتشرعة في جدل باهت لا أرض صلبة لمناصاته حين تقعي على كلمات أمية يفرط في وهمها دجالو ولائم الحواشي. انحناءة مودة لفرادة الفقيه السيد هاني فحص.

مقال قیّم و ناقص
جلال گیلک -

بعد الترحیب للکاتب الکریم و لایلاف، نعم هذه مصیبة المرجعیة الدینیة فی الشیعة یتدخل فی نجاحه او خسارته عوامل خارجیة و لاسیما مصالح الحکم و الحاکمون. و لکن البلیة اکثر ثقلا و مرارة. لان اصل المرجعیة بمعناه الحالی فی اوساط الشیعة موضوعة منذ اکثر من قرن و ابان الثورة الدستوریة فی ایران، حیث حدث نوع من الاتصال الاسهل بین المدن بواسطة اختراع و رواج السفر بالسیارات. و حین ذاک وضع السید الیزدی ما یقارب 70فرعا فقهیا و جعله فی بدایة کتابه الفقهی (العروة الوثقی). و لکن قبل ذالک و طوال مئات السنین، ما کانت المرجع اکثر من اهل الذکر فی الشریعة و یوجد فی کل مدینة و اقلیم من غیر حاجة الی کشف الاعلم حتی یقاس ب الامام المعصوم کما هو المشهور فی اوساط الشیعة. و یستثنی ما ابتدع الصفویة بایجاد شبکة حکومیة من العلماء المستوردین من لبنان (صدفة) لان المقدس الاردبیلی الشهیر المقیم فی النجف رفض ان یتعامل مع تلک الحکم السنی الصوفی سابقا فتشیعت حتی تقوم قبال منافسه الترکی.فاذن، فیالیت قد اقیمت القیام النضالی التاریخی اللائق من فقیه ممتاز کالسید فضل الله الفقید، ان یقول ما قاله الفقهاء الاوائل فی الباب حتی یزلزل بدعة ک ولایة الفقیه المطلقة من اساسها. فیبقی الدین و الفقه فی موقعه المعطاة لتزکیة الناس فیترک الحکم لاهلها الصالحین فی ضوء القیم الدینیة و الانسانیة المتعاضدتین فی المجال...فشکرا

مقال قیّم و ناقص
جلال گیلک -

بعد الترحیب للکاتب الکریم و لایلاف، نعم هذه مصیبة المرجعیة الدینیة فی الشیعة یتدخل فی نجاحه او خسارته عوامل خارجیة و لاسیما مصالح الحکم و الحاکمون. و لکن البلیة اکثر ثقلا و مرارة. لان اصل المرجعیة بمعناه الحالی فی اوساط الشیعة موضوعة منذ اکثر من قرن و ابان الثورة الدستوریة فی ایران، حیث حدث نوع من الاتصال الاسهل بین المدن بواسطة اختراع و رواج السفر بالسیارات. و حین ذاک وضع السید الیزدی ما یقارب 70فرعا فقهیا و جعله فی بدایة کتابه الفقهی (العروة الوثقی). و لکن قبل ذالک و طوال مئات السنین، ما کانت المرجع اکثر من اهل الذکر فی الشریعة و یوجد فی کل مدینة و اقلیم من غیر حاجة الی کشف الاعلم حتی یقاس ب الامام المعصوم کما هو المشهور فی اوساط الشیعة. و یستثنی ما ابتدع الصفویة بایجاد شبکة حکومیة من العلماء المستوردین من لبنان (صدفة) لان المقدس الاردبیلی الشهیر المقیم فی النجف رفض ان یتعامل مع تلک الحکم السنی الصوفی سابقا فتشیعت حتی تقوم قبال منافسه الترکی.فاذن، فیالیت قد اقیمت القیام النضالی التاریخی اللائق من فقیه ممتاز کالسید فضل الله الفقید، ان یقول ما قاله الفقهاء الاوائل فی الباب حتی یزلزل بدعة ک ولایة الفقیه المطلقة من اساسها. فیبقی الدین و الفقه فی موقعه المعطاة لتزکیة الناس فیترک الحکم لاهلها الصالحین فی ضوء القیم الدینیة و الانسانیة المتعاضدتین فی المجال...فشکرا

مقال قیّم و ناقص
جلال گیلک -

بعد الترحیب للکاتب الکریم و لایلاف، نعم هذه مصیبة المرجعیة الدینیة فی الشیعة یتدخل فی نجاحه او خسارته عوامل خارجیة و لاسیما مصالح الحکم و الحاکمون. و لکن البلیة اکثر ثقلا و مرارة. لان اصل المرجعیة بمعناه الحالی فی اوساط الشیعة موضوعة منذ اکثر من قرن و ابان الثورة الدستوریة فی ایران، حیث حدث نوع من الاتصال الاسهل بین المدن بواسطة اختراع و رواج السفر بالسیارات. و حین ذاک وضع السید الیزدی ما یقارب 70فرعا فقهیا و جعله فی بدایة کتابه الفقهی (العروة الوثقی). و لکن قبل ذالک و طوال مئات السنین، ما کانت المرجع اکثر من اهل الذکر فی الشریعة و یوجد فی کل مدینة و اقلیم من غیر حاجة الی کشف الاعلم حتی یقاس ب الامام المعصوم کما هو المشهور فی اوساط الشیعة. و یستثنی ما ابتدع الصفویة بایجاد شبکة حکومیة من العلماء المستوردین من لبنان (صدفة) لان المقدس الاردبیلی الشهیر المقیم فی النجف رفض ان یتعامل مع تلک الحکم السنی الصوفی سابقا فتشیعت حتی تقوم قبال منافسه الترکی.فاذن، فیالیت قد اقیمت القیام النضالی التاریخی اللائق من فقیه ممتاز کالسید فضل الله الفقید، ان یقول ما قاله الفقهاء الاوائل فی الباب حتی یزلزل بدعة ک ولایة الفقیه المطلقة من اساسها. فیبقی الدین و الفقه فی موقعه المعطاة لتزکیة الناس فیترک الحکم لاهلها الصالحین فی ضوء القیم الدینیة و الانسانیة المتعاضدتین فی المجال...فشکرا