جريدة الجرائد

جنة البريطانيين لا نريدها!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبده خال

فاض الكيل مما تمارسه السفارات الأوروبية والسفارة الأمريكية معنا نحن السعوديون، لقد وصل بهم الاستخفاف بنا إلى حد المهانة.
هذه المهانة إما ترد بالمثل مع مواطني تلك الدول الطالبين دخول بلادنا أو أن ترفع عنا ممارسات تلك الدول، فكما نذهب إليهم طلبا للعلم أو التجارة أو التطبب، فهم يأتون إلينا طلبا للعمل (وليس أحد أحسن من أحد).
وقد أحسنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (في السعودية) رفضها لما يمارس ضدنا من تعنت مبالغ فيه وصل في أمريكا إلى الإذلال الكامل.
وإذا كانت هذه الدول تصون كرامة الإنسان على أرضها فمن باب أولى أن تصان كرامتنا على أرضنا، ثم أليس ما يتم طلبه من تلك السفارات للراغبين في السفر إليهم حماية قانونية دولية كان يفترض ألا تهتك خصوصية الإنسان، فما بال السفارات الأوروبية والأمريكية تهتك قانونا دوليا.
وإذا كانت العقلية الأوروبية والأمريكية لا تفرق بين أمنها وكرامتنا، فهي في سبيل أمنها تضعنا كلنا في سلة واحدة وتتعامل معنا على أننا بيض فاسد.
وإذا كنا كذلك، فلماذا تمتص (صفارنا) إذا كنا في نظرهم بيضا فاسدا؟
ولم أكن أتصور تلك المهانة التي يتم التعامل بها معنا حتى وقفت على بوابة السفارة البريطانية لإنهاء إجراءات فيزا لم أسع فيها لزيارة الإمبراطورية العتيقة بل تلبية لدعوة تلقيتها من أحد المؤسسات الثقافية هناك، وياللهول مما يحدث.
في البدء ظننت أن المدعو يستقبل وفق الدعوة الموجهة إليه، ومع التعقيدات حاولت الوصول إلى القنصل البريطاني أو الملحق الثقافي لتعريفهم بأنني لست راغبا في السفر لبريطانيا ولو فتحت بحر المانش على اتساعه، لكن عرقي العربي لا يحق له أن يطلب رؤية قنصل أو أي شخصية من تلك الشخصيات التي عليها أن تعرف بأني مدعو وليس مرغما للسفر إلى بلادهم، لكن لا حياة لمن مات.
فحملت الدعوة الموجهة إليّ والتي تم خلالها تجهيز الفيزا من لندن، وذهبت لأجد عشرات الأشخاص يقفون موقفا مذلا في مساحة لا تتجاوز الثلاثة أمتار في المتر والنصف (مع درجة حرارة قاتلة) ومع الإجراءات المتبعة وتعقيداتها التي تصل إلى أخذ بصماتك ووقوفك كمذنب أو سوف تكون مذنبا حتى لو تمت دعوتك من قبلهم، سوف تشعر بالخزي.
غادرت مبنى الفيزا أكثر حنقا، وحينما وصلت إلى داري واستشعرت بالدفء الإنساني، وأنا أسترجع كثيرا من الرحلات البعيدة عن وجوه أبناء العم سام، كتبت لمن دعاني: أعتذر فأنا لا أرغب في دخول جنة البريطانيين!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جنتهم تتحول لجحيم
ديدي -

جنتهم تتحول لجحيم بفعل الأزمة المالية العالمية،خير ما عملت أنك رفضت الدعوة

جنتهم تتحول لجحيم
ديدي -

جنتهم تتحول لجحيم بفعل الأزمة المالية العالمية،خير ما عملت أنك رفضت الدعوة