جريدة الجرائد

حقيقة الحل الإسلامي كما كشفته المقاومة العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي الشهابي


بدأت الأيديولوجيا الإسلامية المعاصرة تتفعل سياسياً ضد الغرب مع انتصار الثورة الإيرانية، وصار وجودها كاسحاً مع انهيار الاتحاد السوفياتي. صحيح أن انهياره فتح الباب على مصراعيه عندنا أمام مركزية مفهوم الديموقراطية بالتوازي مع مركزية الصراع ضد إسرائيل، إلا أن احتلال العراق أعاد الأمور تقريباً إلى المربع الأول: عاد الصراع ضد إسرائيل والولايات المتحدة ليغطي على سعي الطيف السياسي والثقافي المستقل لتحقيق الديموقراطية. ومع تصدر المقاومة العراقية وحماس وحزب الله لهذا الصراع، صارت الأيديولوجيا الإسلامية طاغية في أذهان الجمهور العربي حتى بدت راية التحرر الوحيدة. هذه الحركات، لم تتبوأ موقعها بمجرد الدعم الخارجي، بل أيضاً بكفاحيتها العالية. فالدعم الخارجي وحده يخلق مرتزقة، وربما أتباعاً، لكنه لا يخلق مقاتلين محترفين منضبطين يسعى معظمهم للموت وهو يقاتل الاحتلال أكثر مما إلى الحياة في ظله. ومع ذلك، ما أن بلغت هذه الحركات ذروتها حتى دخلت في أزمتها... وسأقتصر على المقاومة العراقية.

من المؤكد أن فصائل هذه المقاومة بمثابة طيف واسع يبدأ من الأصولية السنية، التي تعتبر الولايات المتحدة والشيعة والجيش العراقي أعداءها، لينتهي بالفصائل السنية والشيعية التي تعتبر الجيش الأميركي عدوها الوحيد. هذه الفصائل كانت نتيجة فعلها متناقضة: أربكت الجيش الأميركي، وبهذا سدت الطريق أمام إمكانية تنفيذ الإدارة الأميركية لمخططها، ومنعت وحدة المجتمع العراقي بتقسيمه طائفياً. مقاومتها البطولية لعبت دوراً بارزاً في تسييد الأيديولوجيا الإسلامية بأذهان الجمهور العربي، والمجازر الطائفية التي ما زال يقوم بها بعض أطرافها ضد الشيعة والآخر بحق السنة جعل صورتها، وبالتالي أيديولوجيتها، مقززة في عيون نفس الجمهور، خصوصاً بعدما كادت عملياتها "العسكرية" تقتصر على المدنيين والجيش والشرطة.

صحيح أن قطاعاً واسعاً من الجمهور ما زال يتأتئ "هذه ليست مقاومة إسلامية، لأن المسلم لا يقتل مسلماً"، لكنّ معظمه يعلم أن خلف هذه التـأتأة تشخص حقيقة أن رفع الإسلام كراية سياسية، خصوصاً في المجتمع المتعدد الطوائف، أشد فتكاً من أسلحة الدمار الشامل. فالقنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي، التي أبادت حوالي نصف مليون، لم تقسّم المجتمع الياباني. فقواه السياسية لم تكمّل هذه الجريمة الإنسانية بتحويلها إلى معضلة تعوق تطور المجتمع. أما في العراق فأكملت تلك القوى جريمة غزوه بتقسيمه طائفياً، عبر اختلاق أعداء دينيين، ليواصل المجتمع أزمته الإنسانية والسياسية في شكل جديد عما كانت عليه في ظل صدام، وكانت الراية الإسلامية أداة تكميلها.

فهذه الراية، التي تبدو شكلياً جامعة للمسلمين العراقيين، لم تفلح بالحدود الدنيا في تشكيل فصيل مسلح واحد يجسر الخلافات الدينية بين الشيعة والسنة العرب، بما يؤسس لمجتمع عراقي عربي موحد إسلامياً. وإنما كانت أيضاً بمثابة غربال يحجب مشكلتهم القومية مع الأكراد. هذه المشكلة لا حل إسلامياً لها، مع أن الأكراد مسلمون، لأن هذه الراية أضيق من أن تستوعب المشكلة القومية التي لا حل لها إلا في إطار الحلول الديموقراطية التي يتفاهم عليها العرب والأكراد... وليس المسلمين العرب، الذين لا يمكنهم التفاهم مع بعضهم، والمسلمين الأكراد.

هذه اللوحة المرسومة على قاعدة الغزو الأميركي للعراق، لا تستثني فعل التدخل الخارجي فيه. لذا، فالقول: "إن المشكلة مصدرها التدخل الإيراني، ومساعدة الأميركيين عبر كذا واغتنام القاعدة لفرصة كذا، وقيام سورية بكذا" تماماً كالقول: "إنني لا أستطيع المشي حافياً على الثلج لأن المشكلة أنه بارد". فبرودة الثلــج وتدخلات الخارج ليستا مشكلة بالمعنى الفعلي للكلمة، بل من طبيعة الأمور. وعلى من يريد مقاومة الاحتلال، الواجب مقاومته، الانطلاق مما هو طبيعي في العراق ومحيطه الذي ينطوي على ثلاث بداهات:

1- حتى يسيطر الجيش الأميركي على العراق، من الطبيعي أن يلعب على التناقضات الداخلية القائمة فيه. ومن الطبيعي أن تعمد القاعدة إلى الانتشار فيه بعدما مهّد احتلاله الطريق أمامها. وبما أنها تنطلق من بداهة كون الشيعة كفاراً، من الطبيعي أن تدفع المجازر الطائفية المتبادلة قطاعاً من السنة باتجاهها.

2- يتضمن استقرار العراق في ظل الاحتلال، من جملة ما يتضمن، إجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي كخطوة على طريق انصياعها التام للرغبة الأميركية في إنهاء مشروعها الإقليمي. ما يعني ليس فقط إنهاء "الشذوذ" الذي يمثله حزب الله وحماس شيئاً فشيئاً، بل وبالتوازي إنهاء نظام الملالي نفسه بنفسه طالما أن العصا مرفوعة. لذا من الطبيعي أن يدعم النظامان الإيراني والسوري كل ما من شأنه زعزعة استقرار الجيش الأميركي فيه؛ وعدم قيامهما بذلك هو الغريب طالما أنه سيعني مساعدة الإدارة الأميركية على تعليق مشنقتهما. وبعدما يتزعزع من الطبيعي أن تمد إيران نفوذها، عبر التيارات الشيعية، لخدمة مشروعها الإقليمي.

3- على رغم الآلام التي تسببها المقاومة للمجتمع، فهو يؤيدها فقط لأنها تقاوم الاحتلال لتبني وطناً أفضل من ذاك القائم/سيقوم في ظله. ولولا يقينه من هذه البداهة، غير المنطوقة، لوقف مع الاحتلال ضدها - أو لما دعمها. وهذا يعني أن عليها، وهي تقاوم، أن تقنعه بحقيقة هذا الوطن حتى يطرد دعمه لها. أما عندما تفشل بإقناعه، فيضطر لهجرها نحو بدائل أخرى.

وقد رأى العراقيون بأعينهم المجازر التي ترتكبها الفصائل السنية والشيعية المتعصبة بحقهم، وهي تصرخ "الله أكبر". وكيف هجّرت هذه المجازر السنة من مناطق الشيعة، والعكس. وكيف أن جنين "نمط الحياة الإسلامي" المتزمت دفع أوساطاً مهمة من السنة إلى تشكيل "الصحوات" عبر الاستنجاد بالجيش الأميركي ليمدها بالسلاح والمال، كي تتصدى للقاعدة. وبالمقابل رأوا أن فصائل المقاومة غير المتعصبة مناطقية، سنية في مناطق السنة وشيعية في المناطق الشيعية... على رغم تركزها في الأولى. هذه المناطقية تعني أنها، حتى لو صدف وهزمت الاحتلال، ستقيم على أرض الواقع سلطاتٍ شيعية وسنية وكردية. وبينما يتقسم العراق في ظلها، سينكّل المتطرفون السنة بالشيعة الذين في منطقتهم والعكس. وبالتالي ستصير المجازر الطائفية، المرتكبة أثناء الاحتلال، رمزية مقارنة بالمجازر الحقيقية التي ستحدث وقتها.

وبالنتيجة فشلت المقاومة باكتساب ثقة العراقيين العرب، فكفوا عن طموحاتهم ليبحثوا عمّن عساه يخرجهم من المسلخ. لم يجدوا أمامهم إلا القوى والرموز التي جاءت بمعظمها مع الاحتلال، فاختاروا أقلها سوءاً... الاتجاه الطائفي - العروبي (المالكي طائفي أكثر مما هو عروبي، وعلاّوي عروبي بزركشة علمانية تؤيده خصوصاً الطائفة السنية).

يقول المنطق: "عندما يكون عدوك في مأزق فأنت في بحبوحة، والعكس". ولكنْ بينما كان الجيش الأميركي يتأزم وينكفئ في الميدان، كانت المقاومة المسلحة تتأزم وتنكفئ. ما يعني أنهما ليسا نقيضين، بل متكاملين: كمّلت الثانية فعل الأول في صياغة فصول المأساة العراقية. والمأزق الراهن للعملية السياسية بمثابة قمة جبل الجليد للمأزق السياسي العميق الواقعيْن فيه؛ وهما واقعان فيه لعجزهما عن تحقيق أهدافهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقاومة شريفة
سالم -

عن اي مقاومة تتكلم ياحضرة الكاتب القومجي الاسلامي الغير عراقي اي مقاومة هذه تتكلم عنها لماذا لم تنفذ عملية واحد ضد الاحتلال الايراني لجنوب العراق اذهب بنفسك الى العراق وسوف تجد ان المحتل الخقيقي للعراق هو ايران البضائع والشركات والاموال ايرانية الناس المعممين الذين يتحكمون بالناس هو موالين لايران اكثر من ولاء الايرانيين لولي الفقيه وقياسك جماعة الصدر هل يوجد محتل في جنوب العراق اين كانت هذه المقاومة ايام صدام كان على الجيش الامريكي اذا اراد النجاح في العراق ان يفعل اثناء فتحه العراق بماقام به المسلمون الاوائل عندما غزو العراق التخيير بين ثلاث حسب سورة التوبة والاية تسعة وعشرون وسوف ينتهي كل شيء ويصبح هذا الشعب كالحمل كما كان كالحمل الوديع اثناء الاحتلال العثماني والذي لم يبني شيء للعراق وبناء العراق بداء بعد الفتح البريطاني اذكرك بالمجازر التي قامت وتقوم بها عصابات القاعدة ومقابلها من عصابات شيعية ضد الشعب العراق ويقتلون المئات وينسب للامريكان او لقوى في المريخ ومقارنة جرائم حماس في غزة والحزب الالاهي في لبنان وقتل مئات الالوف من اهل دافور المسلمين والجزائر ثم من يفجر في العراق هو نفسه من يفجر في باكستان وهل باكستان دولة محتلة يا حضرة الكاتب ام اليمن ام الصومال المقاومة في هذه البلدان هي نفس مقاومتك الشريفة في العراق كلهم من نفس الفكر ينهلون ودافعهم الحقد والكراهية التي تربو عليها من نعومة اظفارهم

لمن يريد الحقيقة
منصور القرشي -

من يريد ان يعرف حقيقة المقاومة العراقي انصحه بقراءة كتاب لماذا تقتل يا زيد ؟ للكاتب والسياسي الألماني يورجن تودينهوفر..وهاذا الكاتب ليس عربي ولا مقاوم ولا مسلم ولا سني ولا شيعي ولا بعثي وليس له اي مصلحة شخصية في كتابته ولكنه محب للعدالة

المقاومة
عراقي مغترب -

لماذا يصر الكاتب ان المقاومة يجب أن تحمل طابعاً دينياً؟؟؟؟؟ لماذا دائماً إقحام الدين في هطذا أمور؟؟؟؟ الأيكفي فقط إنشاء مقاومة وطنية مبنية على الدفاع عن الوطن الواحد الذي يتشارك فيه السني مع الشيعي والكردي وغيرهم من أبناء الوطن الواحد. الا يكفي ماجرّته الأحزاب الدينية في بقية العالم العربي والأسلامي من ويلات على شعوبها خذ مثال حزب الله في لبنان وحماس وغيرها ، وناهيك عن الأحزاب الدينية العراقية سواءً شيعيه تنشر التخلف والجهل والتقوقع بين الناس او السنيه بإسلوب عنفها الغير محدود. ياأخي المقاومة الفعليه والحقيقيه هي مقاومة وطنية خالصة من غير اية إشارة للدين او المذهب ، فقط الأعتقاد والأيمان بالوطن والدفاع عن سيادته.

مكسب مهم
علي الراجي -

قبل غزو العراق واحتلاله وتدمير دولته ومؤسساته، لم يكن في العراق كل هذا الاستقطاب الطائفي المدمر الموجود حاليا في المجتمع. ظهر الاستقطاب وتفجر مع وصول الدبابات الأمريكية إلى العراق، ومع تسلم بول بريمر زمام السلطة في البلد، حيث شرع في تقسيم النسيج الاجتماعي وتمزيقه على أسس عرقية وطائفية، وصار في ركبه الذين تعاونوا مع المحتل، ورفعوا شعار إنهاء عصر المظلومية التي زعموا، زورا وبهتانا، أنهم تعرضوا لها منذ عصر علي بن أبي طالب إلى اليوم، وكانت القوات الأمريكية تبارك قولهم هذا، وتمدهم بالسلاح والمال، وتشجعهم على المضي في هذا الاختيار الثأري والانتقامي، كما أن الإرهاب والتفجيرات الانتحارية كانت منعدمة في العراق، وبمجرد ما بدأت المقاومة العراقية توجه الضربات القاسمة للجيش الأمريكي، بزغت إلى النور عمليات القتل الجماعي للشيعة، لتظهر في مقابلها عمليات قتل جماعي ضد السنة كانت تقوم بها فرق الموت والميليشيات الحكومية. خلاصة القول إن الذي أغرق العراقيين في هذا الجحيم من القتل والقتل المضاد لم يكن أي أحد سوى القوات الأمريكية المحتلة، تحاشيا للإستمرار في تلقي ضربات المقاومة، وتكاثف قوى المجتمع العراقي كلها لطرد الغازي والمحتل.. المحتل كان ببساطة يطبق شعاره المعروف: فرق تسد، وكان هذه المرة يجعل وقودا لنار تطبيق الشعار، جثث العراقيين باختلاف مذاهبهم. وإذا كانت المقاومة العراقية قد عجزت حتى الآن عن طرد المحتل الأمريكي، وتسجيل نصر حاسم عليه، فالأمر يعود إلى تآمر دول الجوار عليها، وإحكام غلق الحدود في وجهها لخنقها، دعما لقوات الغازي المحتل. مع ذلك حققت هذه المقاومة، في ظروف غاية في الصعوبة، مكسبا رئيسيا، ليس لنفسها ولشعبها فقط، ولكن للإنسانية جمعاء، وأساسا للشعوب والأمم الراغبة في الخروج من شرنقة الهيمنة الأمريكية على مقدراتها، وهذا المكسب يتحدد في كون غزو العراق واحتلاله، لجعله منصة للسيطرة على العالم قد فشل وتبخر كمشروع كوني، وبدا أنه مكلف بشريا وماديا وغير قابل للتنفيذ العملي. لن تقدر أمريكا منذ الآن، إلى يوم يبعثون، على الدخول في مغامرة جديدة لغزو واحتلال دولة أخرى.. انتهت أسطورة احتلال البلدان لتغيير أنظمة الحكم فيها التي لا تعجب واشنطن.. وتحقق هذا المكسب غير الهين، بفضل تضحيات المقاومة العراقية الباسلة، سواء كانت إسلامية، أو قومية، أو بعثية، فهذا لا يهم، لأنه تفصيل ثانوي..

جوهر الأزمة
إدريس الشافي -

سنفترض مع الكاتب أن المقاومة العراقية وحماس وحزب الله جميعهم فشلوا في تحقيق أي إنجاز لفائدة الإنسان العربي، ولنسأل عن الذين في الجانب الآخر، ماذا حققوا لنا بدورهم هم أيضا؟ ماذا جنى لبنان من الذين يناهضون حزب الله العداء؟ قبل ظهور الحزب شنوا على بعضهم البعض حروب الإلغاء، وحين تسلموا السلطة بعد اتفاق الطائف، أغرقوا لبنان في الفساد والمديونية، وصار كل زعيم لطائفته سلطانا عليها.. وكانت إسرائيل قبل وجود الحزب قد اقتحمت العاصمة بيروت، واحتلتها.. ثم لنسأل ماذا فعلت جماعة دحلان ومحمود عباس، نقيضة حماس، للقضية الفلسطينية؟ لقد جعلوا منها قضية رواتب يحصلون عليها من جهات غربية مشبوهة، لكي يتحولوا إلى جهاز أمني لدى إسرائيل يمنع المقاومة من الكفاح من أجل تحرير أرضها. وماذا فعل للعراق الذين رفضوا المقاومة المسلحة، وفضلوا عليها الانخراط في العملية السياسية؟ في ظلهم أصبح العراق البلد الثاني في العالم من حيث انتشار الفساد في مؤسساته، وعمته الفوضى والطائفية، والقتل على الهوية، والشعب دون كهرباء، ولا ماء، ولا أمن، ولا خدمات، وبلا حكومة، وهاهم أقطاب العملية السياسية العراقية المبجلة يشحذون السيوف، لاقتتال طائفي طائفي من أجل السلطة، بعد أن رفضوا الامتثال لنتائج الانتخابات التي نظموها، وأصلوا عمليتهم السياسية إلى الحائط المسدود.. بل ماذا فعل النظام الرسمي العربي الذي هجر الحرب ونبذ المقاومة منذ أكتوبر 73 إلى اليوم؟ هل حقق السلام؟ هل حقق التنمية والرخاء والديمقراطية والعدالة للإنسان العربي؟ لا أظن أن الكاتب سيرد بالإيجاب على هذه الأسئلة. بروز الحركة الإسلامية بشكلها المتطرف، ليس إلا الوجه الأبرز لفشل الأنظمة العربية في إدارة الشأن العربي بما يخدم تطور ومصلحة الشعوب العربية، والحفاظ لها على حريتها واستقلالها وسيادتها على ثرواتها. قبل فشل الإيديولوجيا الإسلامية كما سماها الكاتب، نحن نعيش ونعاني أولا وقبل كل شيء، من فشل الإيديولوجيا الرسمية على كافة الأصعدة والمستويات. ظهور الأولى وتعملقها، نتاج طبيعي لاحتضار الثانية وعجزها عن أن تكون في مستوى تطلعات الإنسان العربي. وهنا أصل وجوهر الأزمة والمشكلة.