جريدة الجرائد

العراق.. ومسمار جحا!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


زايد الزيد



استكمالا لحديث يوم أمس، نقول : سيظل ملف ترسيم الحدود، بيننا وبين العراقيين، ملفاً معلقاً من جانبهم!

ومن خلال تعليق هذا الملف، سيحاول العراقيون في السنوات والعقود المقبلة تحقيق ثلاثة أهداف، الأول هو هدف سيجري تطبيقه على المدى القصير، ويرمي إلى استخدام ملف ترسيم الحدود كورقة ضغط وابتزاز ومقايضة، لضمان تنازلنا عن أموال التعويضات وعن أموال الديون، وهي أموال مستحقة لنا على العراق كدولة، بغض النظر عن شكل حكوماته أو أنماطه السياسية.

وحتى لو تنازلنا عن أموال التعويضات وأموال الديون، فلن تعترف أي حكومة عراقية منتخبة، بالحدود المشتركة بيننا وبينهم برا وبحرا، بشكل واضح وصريح، كما رسمتها الأمم المتحدة عبر قرار مجلس الأمن رقم (833)، ذلك أن أهدافهم تجاه الكويت أبعد وأعمق، كما سنبين في السطور اللاحقة، وبالتالي لن يغلق العراقيون هذا الملف في حال قيامنا بالتنازل عن حقوقنا من أموال الديون وأموال التعويضات، بل سينقلونه إلى المحطة الثانية لتحقيق هدفهم الثاني، وسيجري التعامل مع هذا الهدف وفق المدى الزمني المتوسط، ومن خلال المحطة الثانية من التعاطي مع هذا الملف، سيتم ابتزازنا فيه ومقايضتنا عليه، في قضايا مستجدة في حينها، وما أكثر القضايا المستجدة في عالم السياسة، إلا أن القضية التي سيثيرها العراقيون في هذه المحطة، وهي الأهم في تقديري، هي إحياء حلمهم القديم المتمثل في طلب استئجار جزيرة بوبيان لمدة تسعة وتسعين عاما، بحجة افتقار العراق لمنفذ بحري عميق على الخليج العربي، وهو طلب حرصت أكثر من حكومة عراقية على تحقيقه منذ العام 1963، عام سقوط نظام رئيسهم عبدالكريم قاسم المطالب بكامل الأراضي الكويتية وإلحاقها بالعراق بحجة دعاوى تاريخية متهافتة ومتهاوية، وهو العام الذي شهد أيضا توقيع اتفاق مشترك بيننا وبينهم بتاريخ 4 أكتوبر 1963، في عهد رئيسهم عبدالسلام عارف الذي جاء للحكم على أنقاض حكم سلفه عبدالكريم قاسم، وقضى الاتفاق المشترك الاعتراف باستقلال الكويت وبسيادتها على حدودها كما جاء في كتاب رئيس مجلس الوزراء العراقي بتاريخ 21 يوليو 1932، وبالمناسبة فإن اتفاق 1963 المبرم بيننا وبين العراقيين يتضمن اعترافاً في كتاب رئيس وزرائهم في العام 1932، كان الأساس الذي استند اليه قرار مجلس الأمن رقم ( 833 ) في ترسيم الحدود المشتركة بيننا وبين العراقيين برا وبحرا.

إلا أن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت في تحقيق مطلب استئجار جزيرة بوبيان، بسبب وجود قناعة راسخة طيلة تلك الفترة - لدى حكامنا المتعاقبين (رحمهم الله) ولدى معاونيهم من مسؤولين كبار، سواء كانوا من أبناء الأسرة أو من أبناء الشعب (رحم الله موتاهم، وأمد الله في أعمار الأحياء منهم)، بأن العراقيين غير صادقين على الإطلاق في الهدف من قصة استئجار جزيرة بوبيان، وأن هدفهم ليس كما يقولون ويعلنون عن حاجتهم لوجود منفذ بحري عميق على الخليج العربي، بل ان هدفهم هو إيجاد موطئ قدم لهم على أرض كويتية استراتيجية كجزيرة بوبيان، وأنه ما أن يتحقق لهم ذلك الهدف، فإنهم يعلمون أنه لا أحد يمكنه أن يخرجهم من الجزيرة، تحت مبررات عديدة سيشهرونها في حينه، وفي ظل موازين قوى هي المرجحة لغلبتهم دوما في أي فترة زمنية كانت بسبب اتساع رقعتهم الجغرافية وتفوق عدد سكانهم، ووجود المخزون النفطي الهائل لديهم.

وتحت هذا المطلب الكبير الذي سيلحّون على تقديمه في كل فترة من فترات المحطة الثانية، الذي سيلاقي معارضة شديدة من جانبنا نحن الكويتيين للأسباب الذي ذكرناها أعلاه، سيحاول العراقيون تمرير أو تحقيق مطالب أخرى لهم أقل من الناحية الاستراتيجية من مطلب استئجار جزيرة بوبيان، وسيظهرون للرأي العام العربي تحديدا أنهم الضحية من جار صغير وغني يحاول أن "يخنقهم" برفضه تأجير جزيرة بوبيان لهم، ولنتذكر أن هذا سيتم في السنوات المقبلة، وفيها حتما ستكون أوضاع العراقيين أفضل بكثير مما هم عليه الآن من كل النواحي، وبالتالي سنشهد ظهور حملات إعلامية منظمة في الفضاء المفتوح، وسيكون من الصعب علينا مجاراة افتراءاتهم، كما كانت عليه الحال أيام نظام المقبور صدام حسين وحتى لحظة سقوطه.

وستطول مدة هذه المحطة، لأنها ستمكنهم من تعليق ملف ترسيم الحدود أطول مدة ممكنة، إلى حين أن تتهيأ لهم ظروف الانقضاض على الكويت مجددا لاسمح الله - ليحققوا بذلك هدفهم الثالث والآخير من تعليق هذا الملف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل رصين
العريفي -

تحليل رصين وعميق من مفكر كويتي مشهود له ... ويمتلك باع طويل في قراءة العقول والضمائر والغيب ... احيي زايد الزايد وزادنا الله من امثاله ... لتكون الكويت بخير بوجود هذا الزايد

لن نقبلكم
خطّاب حسين -

الكلام عن العراقيين و كأنهم كتلة واحدة تقودهم منظمة سرية متآمرة ليس لها سوى هم واحد هو التآمر على الكويت اضافة الى كونه ذي نفس عنصري فهو يمثل نرجسية لا اساس لها في الواقع.. ياسيدي ان العراقيين لديهم ما يكفيهم من الهموم و هموم العراقيين ليست واحدة و ان هموم بعظهم هو كونهم عراقيين وان لهم جيران مثل الكويت و ايران .. يا سيدي قليل من الموضوعية.. انا عراقي ومثلي الغالبية العظمى من العراقيين لا يأتي في بالنا يوم واحد أن نفكر بالكويت مع كل احترامنا لها لأن الموضوع سخيف جداً والكويت ليس أغنى من اي محافظة عراقية وها نحن نرى ثرواتنا تتبدد بدون ان نستطيع عمل شيئ فلماذا نورط الآخرين معنا و ماذا سنتفيد من ذلك؟.كل خوفي انه بعد خمسة وعشرين سنة وبعد ان ينفذ النفط الكويتي سيخترع بعض الكويتييين اساطير انتماء الكويت للعراق و سيتقاسم الشعب العراقي ثرواته مع الشعب الكويتي بعد ان تنفظ امريكا يديها من الكويت.

انت محق ولست
عبد الكريم علي -

عزيزي الكاتب : سلام عليكم اولاانا من العراق ، بعد دخول العراق ُ الكويت في زمن الطاغية ، اصدر أئمة الشيعة فتاوى بتحريم مس او شراء كل ما يمت الى شعب الكويت بصلة في الاسواق العراقية ، حينذاك . كنا نعلم انه دخل ليخرج منها مذموما مدحورا ، وان اهدافة الحقيقية ، هي تصدير ازماته السياسية الداخلية الى الخارج ، لاطالة فترة حمكه من جهة ، ولايجاد منفذ لمشكلاته المتفاقمة من جهة أخرى ، والمتعلقة ب اولا : خزينة الدولة الخاوية على عروشها بسبب حرب ، كنتم انتم ، انفسكم ، اول الداعمين لها ، وثانيا : ابطال مفعول القنبلة الداخلية التي سببتها عودة الجنود من جبهات القتال ، وتفكير اغلبهم بايجاد عمل وتكوين اسرة ، بينما فرص العمل مفقودة . لذا فكر صاحبنا بحل يتناسب ومستوى تفكيره السياسي ، فكان ما كان من وبال علينا وعليكم ؛ اذ تم غزوكم في ليلة ظلماء . كنا نتساءل : هل نحن بحاجة الى احتلال الكويت ؛ اي غزوها ، وهي الجارة والشقيقة ،وناسها مع السوريين من اقرب الناس الينا تاريخيا وثقافيا ؟ اليس ما لدينا من ثروات تكفينا ؟ اسئلة ، لا محل لها من الاعراب في عُرف صدام . هل استشار صدام الشعب في سياساته ا والرعناء ؟ اعتقد ان على اخوتنا في الكويت ان يتحملوا جزءامن المسؤولية عما آل اليه وضع العراق والعراقيين . تخفيض او الغاء الديوان ، والمساعدة على اخراج العراق من طائلة البند السابع ،"والكف عن دعم مشاريع دول الجوار لايذاء الشعب العراقي ، كالاستثمار في دعم بناء السدود في سوريا على نهر الفرات .اقدر مخاوفكم ، ولكني احب بلدي ايضا ، ولن ارضى ، كانسان عراقي ، عن محاولتكم اضعاف العراق ، وتدميره ، لا لشيىء سوى لصرف انظاره عنكم في مستقبل تعتقدون ان لا هم له ، فيه ، سوى غزوكم مرة ثانية .