جريدة الجرائد

حوار يمني استراتيجي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


فيصل جلول

كان المحللون العرب وبعض الأجانب حتى أيام قليلة يرسمون سيناريوهات كارثية للحالة اليمنية، فقد رأى بعضهم أن الحرب الأهلية على الأبواب بل صارت في صحن الدار، وقال بعض آخر إن انفصال صعدة وجنوب اليمن هو مسألة وقت ليس إلا، واعتبر البعض الثالث أن النظام اليمني يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقال البعض الرابع إن الوحدة الوطنية بين السلطة والمعارضة البرلمانية هي من جنس ldquo;الغول والعنقاء والخل الوفيrdquo;، وبالتالي فإن أحزاب اللقاء المشترك تراهن على قلب النظام اليمني وليس على التعاون معه والعمل في إطاره .

والواضح أن هذه السيناريوهات الكارثية لا تتناسب مع التفاهم بين السلطة والمعارضة البرلمانية في السابع عشر من يوليو/ تموز على وثيقة للحوار الوطني وبالتالي الانتقال بالحالة اليمنية من ضفة الحرب والخراب إلى ضفة الاستقرار والتشارك في الحكم، والواضح أيضاً أن القراءات الكوارثية المشار إليها لا تتناسب مع تزامن التفاهم بين الطرفين مع الاحتفال بمرور 32 عاماً على تولي الرئيس علي عبدالله صالح زمام الأمور في الجمهورية العربية اليمنية حتى العام 1990 واختياره من بعد رئيساً للبلاد الموحدة لتوها إلى أن انتخب بالاقتراع الشعبي المباشر في العام 2006 . .

وهذا التزامن ليس تفصيلاً هامشياً، فهو يعني بين أشياء أخرى أن أحزاب ldquo;اللقاء المشتركrdquo; ما عادت راغبة في قلب نظام الحكم وأنها تسعى للمشاركة فيه، وبالتالي العمل تحت سلطة الرئيس علي عبدالله صالح الذي أحيط بعبارات الشكر المميزة من طرف ممثلي المعارضة جراء رعايته حفل توقيع الاتفاق ومبادرته لإطلاق سراح المعتقلين على ذمة أحداث أقصى الشمال وبعض الجنوب .

والراجح أن استراتيجية المشاركة في الحكم بدلاً من الرهان على قلبه ما كان لها أن تصبح خياراً فاصلاً للمعارضة البرلمانية اليمنية لولا التطورات الآتية:

أولاً: فشل التمرد الحوثي في الحرب السادسة واضطرار الحوثيين للقبول بنقاط الدولة الست لوقف الحرب . ومعلوم أن أحزاب اللقاء المشترك كانت تتعاطف مع هذه الجماعة التي كان يراد لها أن تضعف النظام عسكرياً حتى يسهل إسقاطه في العاصمة، ومعلوم أيضاً أن التحالف بين الحوثيين واللقاء المشترك كرسته وثيقة علنية وقعها الطرفان بعيد وقف الحرب .

ثانياً: راهنت أحزاب اللقاء المشترك على ldquo;الحراك الجنوبيrdquo; بحيث يؤدي مع حرب صعدة إلى إضعاف النظام وحصر نفوذه وسط البلاد ثم تضييق الخناق عليه من الداخل عبر حراك مطلبي في الوسط، والمعروف أن هذا الرهان أخفق بعد تراجع الحوثيين في صعدة، وبعد انحسار التحركات الجنوبية في نواحٍ محددة ومحصورة، وبعد انكشاف المحدودية التعبوية لأحزاب اللقاء المشترك في المناطق الوسطى، تبقى الإشارة إلى أن الحراك الجنوبي تم ويتم بإشراف الحزب الاشتراكي اليمني وهو أحد أهم مكونات ldquo;اللقاء المشتركrdquo; .

ثالثاً: إدراك القوى الدولية والإقليمية خلال الحرب السادسة في صعدة أن تغيير النظام الجمهوري اليمني بصيغته الحالية ينطوي في أفضل الحالات على حرب أهلية لا يبقى فيها نظام لأحد وأن المستفيد الأبرز منها هو تنظيم القاعدة وقراصنة الصومال وهو أمر من الصعب على الدول العظمى قبوله في منطقة باب المندب الاستراتيجية، لذا قطعت الطريق على الساعين إلى قلب نظام الحكم عندما جددت ثقتها به وعبرت عن دعمه في مؤتمر لندن الأخير، الأمر الذي أثار حفيظة أحد أبرز قادة المعارضة الذي عبّر عن امتعاضه بالقول: ldquo;لقد اكتشف الغربيون خطر القاعدة في اليمن في يوم واحدrdquo;، وبدا وكأنه يقول لرفاقه دعكم من هؤلاء المنافقين وهلموا للاتفاق مع دولتنا والعمل معها، وهو ما تم فعلاً خلف الأضواء منذ ذلك الحين، حيث استؤنف الحوار بين السلطة والمعارضة حول اتفاق فبراير/ شباط عام 2009 وتكلل أخيراً باتفاقية يوليو/ تموز .

رابعاً: لقد أدركت أحزاب اللقاء المشترك أن السلطة مصممة على خوض الانتخابات النيابية منفردة وأنها قد تكرر سيناريو الانتخابات السودانية طالما أنها تحظى بتغطية دولية وإقليمية واسعة، وبالتالي قد يتحالف المؤتمر الشعبي العام مع المعارضة الوطنية ويأتي ببرلمان خالٍ من اللقاء المشترك الذي يخسر في هذه الحالة الشراكة في السلطة التشريعية بعد أن خسر الرهان على التغيير بواسطة حراك الجنوب وتمرد أقصى الشمال فكان أن انعطفت ldquo;المعارضةrdquo; نحو المشاركة في السلطة التنفيذية وربما توسيع إطار المشاركة في السلطة التشريعية .

والواضح أن الاتفاق بين الطرفين تزامن أيضاً مع زيارة أمير قطر إلى صنعاء، حيث أعيد الاعتبار لاتفاق الدوحة مع الحوثيين مضافاً إليه نقطة ما زالت ملتبسة حول الحدود من جهة اليمن والسعودية ووجوب عدم مسها من طرف الحوثيين، وإذا كانت قطر قد لعبت دوراً مؤثراً من خلال قناة ldquo;الجزيرةrdquo; في التطورات اليمنية الأخيرة فإن الإعلان عن تفعيل اتفاق الدوحة الذي لا يختلف في جوهره عن النقاط الست قد سهل إلى حد كبير التفاهم بين الطرفين .

أما وعد أمير قطر بالعمل على إبقاء الوحدة اليمنية فهو تحصيل حاصل، ذلك أن الوحدة قامت وبقيت لأن أهل اليمن أرادوا لها أن تقوم وتبقى، بالتالي فإن بقاءها مرهون حصراً بإرادة اليمنيين الذين قرروا أن تبقى وحدتهم ولو كره الكارهون .

يبقى القول أن اتفاق صنعاء بين السلطة والمعارضة ينطوي على قرار ضمني بتشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية تتولى معالجة مشكلات هذا البلد وتبلسم جراح أبنائه وتتسبب باستقراره، علماً أن الاستقرار هو السبيل الوحيد لمراكمة الثروة، وبالتالي حل أبرز المشكلات اليمنية الناجمة عن الثورة الديموغرافية والبطاله والفساد . . إلخ .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ههههههه
هههههه -

ظحكتني والله أي أستراتجيه هذي الكلمه بعيده عن عقول اليمن كااااان زماان قبل مايعشعش القات بعقولهم ,,, نقول الحكمه اليمانيه صباح الخير ,,

كله فله وتمام يافيصل
عبدابو دولار -

تعجبني كتابات اخينا فيصل خبير الشئون السياحية وممثل سلام الاْسرة الاْجتماعي المؤسسة العسكرية الاْقتصادية اليمنية فطالما ان الانتاج وفير والتجارة رائجة والمشترين كثر ونحن مقبلين على مونديال خليجي 20 فشر يافيصل من يقولون انفصال صعدة والجنوب والحرب الاْهلية ذولا يافيصل مايعرفو ايش الثقافة والفكر لاحديصدقهم اليمن بخير وكل شيء تمام التمام يافيصل شكرا.

ههههههه
هههههه -

ظحكتني والله أي أستراتجيه هذي الكلمه بعيده عن عقول اليمن كااااان زماان قبل مايعشعش القات بعقولهم ,,, نقول الحكمه اليمانيه صباح الخير ,,

سوفييت على القارعة
الرفيق ابو روبل -

يلاحظ ان الرفيق ابو دولار عراقي حسب لهجته والرفيق فيصل لبناني اين اليمن اذن؟واخمن ان الرفيق ابو دولار منزعج لانه كان ينتظر ان يصير اليمن مثل العراق ويصير له مجلس حكم مثل العراق ويصير سنة وشيعة ومن حقه ان لا يفرح اذا صار تفاهم بين السلطة والمعارضة في اليمن فالصلح يصدم ما كان يراه و لايناسب رهانه وانا العربي ارحب بصلح اليمن ولو تحت خيمة وبكل الشروط المتخلفة فالصلح افضل من الخضوع للامريكان ولو خضعنا تصير كلنا ابوات وابناء واخوات الدولار

أي حوار المزعزم هذا
يمني جنوبي -

للأسف كنت في القريب العجل أراهن على موقف المعارضة بأن تضع يدها في يد الحراك الجنوبي.ولكن أتضح لنا ولجميع أفراد شعب الجنوبي بتحالفها مع النظام الذي حكم اليمن بالقوة والنار في العصر الحديث.ولو نظرنا ألى مكونات المعارضه على مستو اليمن اليوم لرأيناه أنهم خليط من جميع المحافظات شمالية وجنوبية وأكاد أجزم بأن الأغلبية الساحقه في المعارض من المحافظات الشماليه.ولكن نقولها لكم ورب الكون وملائكته وكتبه ورسله وجميع مكونات شعب الجنوبي بأن الموعد القادم هو الأنتخابات حيث أننا سوف نقاطع هذه الأنتخاباتمقاطعة تامة ولن ننتخب أحد لامن المعراضة الجنوبية ولاترشيح أحد بدلا منهم وبعدها ليروني كيف هذه المعارضة تستطيع توقيع أتفاقيات مع النظام_بعد أنتهاء دورتها البرلمانيه تكون غير شرعية وتفقد كل أمتيازاتها السياسيه_وبهذا نكون قد وجهنا ضربتين في وقت واح على قولتهم_تضرب عصفورين بحجر واحد_ حيث أن المعارضة بعد أنتهاء دورتها البرلمانية تكون غير شرعيةولاتستطيع توقيع أي أتفاقية مع النظام والحزب الحاكم.وأما النظام فأنه لايستطيع أقرار قرارات والتصديق عليه من البرلمان ألا بوجود ممن يمثل الجنوبين من الدوائر الأنتخابية من البرلمان وفي نفس الوقت أكشاف النظام اليمني أما العالم بأجمعه بأن قرار فك الأرتباط أنما أتى من قرار الشعب ولشعب له الحق في تقرير المصير

سوفييت على القارعة
الرفيق ابو روبل -

يلاحظ ان الرفيق ابو دولار عراقي حسب لهجته والرفيق فيصل لبناني اين اليمن اذن؟واخمن ان الرفيق ابو دولار منزعج لانه كان ينتظر ان يصير اليمن مثل العراق ويصير له مجلس حكم مثل العراق ويصير سنة وشيعة ومن حقه ان لا يفرح اذا صار تفاهم بين السلطة والمعارضة في اليمن فالصلح يصدم ما كان يراه و لايناسب رهانه وانا العربي ارحب بصلح اليمن ولو تحت خيمة وبكل الشروط المتخلفة فالصلح افضل من الخضوع للامريكان ولو خضعنا تصير كلنا ابوات وابناء واخوات الدولار

لا تحلم با ابن جلول
ابو يافع -

الجنوب غير لا انت ولا كتاباتك ولا المحتل يقدر ان يتدخل باسم الجنوب نحن ابناء الجنوب بيدنا قضيتنا وسوف ننتصر على الاحتلال الهمجي ...

لا تحلم با ابن جلول
ابو يافع -

الجنوب غير لا انت ولا كتاباتك ولا المحتل يقدر ان يتدخل باسم الجنوب نحن ابناء الجنوب بيدنا قضيتنا وسوف ننتصر على الاحتلال الهمجي ...