جريدة الجرائد

التقويض المنهجي للعلاقات الكويتية- العراقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ظافر محمد العجمي

في الكويت ننظر للتاريخ بوصفه مرحلة انتهت ولا يشكل منافساً للحاضر، بينما في بغداد يتعدى الماضي الحزين إطاره الزمني ويعيد إحياء نفسه ويقتحم الحاضر ويصطدم به متشبثاً بالذاكرة الجماعية العراقية طارحاً نفسه كمشروع حرب مرة تلو الأخرى.
فبحجة أنه يعرقل تحركهم في مزارعهم، حاول عراقيون تحطيم الباب الحدودي الفاصل بين الكويت والعراق والتجمع مقابل مركز الحدود الكويتي- العراقي في منطقة بحرة حوشان، فيما حضرت قوات أمن حدود عراقية مع بعض المدرعات إلى المنطقة، وقد اكتفت قوات الحدود الكويتية بالمراقبة. وقد تزامنت محاولة العراقيين تلك لاقتحام الحدود الكويتية مع تصريح مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية الدكتور "قيس العزاوي" بأن المشكلة الأساسية بين الكويت والعراق والتي تعتبر أكبر من التعويضات هي ترسيم الحدود والتي تمت بعد تحرير الكويت، مشددا على أن العراق لا يعترف بها لأن مجلس الأمن ليس من صلاحياته أن يرسم حدود أي دولة ولم يسبق له أن فعل ذلك، مشيراً إلى أن هذه هي المشكلة التي ستحتاج جهداً ووقتاً طويلاً للوصول إلى حلول لها مع الإخوة الكويتيين.
وفي العلاقات الكويتية- العراقية ومنذ سقوط الطاغية صدام تكاد لا تمر بضعة أشهر إلا "وصاح فوق كل غصن ديك" كما قال لسان الدين بن الخطيب، وكلها صيحات تُظهر أن السلطة في بغداد تتلاقفها قيادات مفرغة من شحنتها الحضارية فلا تحترم الالتزامات والمواثيق الدولية ولا خلق حسن الجيرة، فيما يشبه نزعات العدوانية البعثية الغابرة، والتي كانت تختلق الأزمات لنقل الأوضاع إلى آفاق تأزم جديدة طمعاً في طاولة مفاوضات مختلفة عما تم الاتفاق عليه بعد الذروات الدامية في علاقاتها مع دول الجوار.
إن التقويض المنهجي العراقي للعلاقات الكويتية- العراقية يجعلنا نتردد حيال تأكيدات مفجر النزاع الحالي السفير "قيس العزاوي" وتسويغه الهش لما حدث بأن مندسين يريدون الفتنة والضغينة كانوا خلفه. فهل كان من اقتحم الحدود في نفس النهار قد جاء في غير إطار التقويض المنهجي العراقي، مثل وصفه ما قيل إنه قد جاء في غير إطار الندوة التي فتح فيها موضوع الحدود؟ وهل سيناريو المماطلة في التعويضات، وعدم الكشف عن رفات الأسرى، ورد الأرشيف الوطني الكويتي، ومحاولة التهرب من القرارات الأممية بالخروج من البند السابع أمور كانت خارج إطارها؟
لقد قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو (General. Raymond T. Odierno) قبل أسبوعين إنه قد تكون هناك حاجة لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شمال العراق بحلول موعد انسحاب القوات الأميركية أواخر 2011م. ولتعزيز الأمن والاستقرار على طول الحدود الكويتية- العراقية في وقت المخاض الأمني الذي يمر به العراق بدءاً من الخلافات على السلطة إلى تبعات الانسحاب الأميركي وفراغ القوة المتوقع، لا يبقى أمامنا إلا الرجوع للشرعية الدولية، حتى لو عدنا إلى الحالة التي استمرت 12 عاماً بوجود البعثة الدولية لمراقبة الحدود الكويتية- العراقية (اليونيكوم UNICOM) التي أنهت أعمالها في الكويت 7 أكتوبر 2003م. وما في ذلك كما نرى انتقاص للسيادة الوطنية لكلا البلدين، طالما بقي الماضي الحزين يتعدى إطاره الزمني ويعيد إحياء نفسه ويقتحم الحاضر ويصطدم به متشبثاً بالذاكرة الجماعية العراقية طارحاً نفسه كمشروع حرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعتبرو وتذكرو
ليث -

الكاتب يتكلم من مبدا حب واكره وتكلم . العراقيون صابرون لكنهم يكضمون الغضب ضد الكويت التي اختصبت اراضي عراقية خلال التسعينات نتيجة ضعف نضام المقبور صدام. اقول لاهلنا في الكويت اتقوا اله وازيلو الكره بين الشعبين الشقيقين ولا ننسى ما حصل مع الخطوط الجوية العراقية هو خير دليل على ان الكويت لم تنسى الماضي كما يقول الكاتب بل تنتقم من الماضي بالحضر وهية تنتقم من الشعب العراقي المضلوم