جريدة الجرائد

البردويل : القيادة المصرية غير متفرغة للمصالحة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال تصر على عدم أخذ ملاحظات حماس

غزة ـ أشرف الهور

قال مسؤول كبير في حركة حماس لـ 'القدس العربي' إن القيادة المصرية الحالية 'غير متفرغة للمصالحة'، وانها بسبب ذلك ترفض المقترحات التي من شأنها أن تعجل في الوصول لإنهاء الانقسام، في الوقت الذي كشف فيه منيب المصري رئيس لجنة المصالحة أن لجنته ستضع قريباً تصورا يعالج ملاحظات الفصائل على ورقة المصالحة.
وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس لـ 'القدس العربي' أن حركته لا تمانع في دخول أي وسيط على خط المصالحة بهدف إنجازها، مشيراً في ذات الوقت إلى أن حماس حريصة على أن يكون ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية تحت إشراف القيادة المصرية.
لكن البردويل جدد موقف حركته من المصالحة، وقال ان حماس لا تمانع في إبرامها، ملقياً السبب في تعثرها لـ'خضوع حركة فتح للفيتو الأمريكي'، إلى جانب أنه قال إن القيادة المصرية 'غير متفرغة للمصالحة'.
وقال إن هذا يتضح من خلال رفض أخذ ملاحظات حركة حماس على ورقة المصالحة التي قدمتها مصر، بسبب الخضوع لـ'الفيتو الأمريكي' الذي قال البردويل أنه 'يكبل المصالحة'.
وانتقد البردويل الموقف المصري بسبب رفضها فتح باب المناقشة أمام ملاحظات حماس على الورقة التي أعدت لإنهاء الخلاف الداخلي، مشيراً إلى أن مصر 'لا تزال تصر على توقيع حماس على رقة المصالحة، دون أخذ الملاحظات أو مناقشتها فلسطينياً'.
هذا وهاجم القيادي في حماس حركة فتح، وقال إنها 'تهرب للأمام، فبدلاً من إتمام المصالحة تجري وراء المفاوضات والتنسيق الأمني مع الاحتلال'.
يشار إلى أن حركة حماس تريد قبل توقيع ورقة المصالحة التي طرحتها مصر في تشرين الاول (أكتوبر) من العام الماضي أن تؤخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار، وهو أمر لا تزال ترفضه القاهرة، التي تطالب الحركة بالتوقيع دون أي اعتراض، كما فعلت حركة فتح.
وتنص الورقة المصرية للمصالحة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية، وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية بإشراف عربي تتزعمه مصر، وإجراء انتخابات لمنظمة التحرير.
وتطلب حماس بعض التعديلات الخاصة بكيفية تشكيل لجنة الانتخابات، إضافة إلى تعديل الفقرة المتعلقة باللجنة الأمنية العليا، وقيادة منظمة التحرير.
ومنذ ذلك الوقت جمدت مصر جولات الحوار التي كانت ترعاها بين فتح وحماس لإتمام المصالحة، وشهد ملف إنهاء الانقسام تعثراً، وسط تبادل الاتهامات بين الحركتين المتخاصمتين عن السبب في ذلك.
إلى ذلك اتهم البردويل الرئيس محمود عباس بإفشال وساطة رغبت تركيا بلعبها من أجل إتمام المصالحة، وقال إن الرئيس عباس في آخر زيارة له لتركيا طلبت منه قيادة هذا البلد التدخل لإتمام المصالحة، لكنه حسب البردويل رفض الأمر 'وادعى قرب انطلاق مباحثات فلسطينية فلسطينية'.
وقال البردويل لـ 'القدس العربي' إن رفض الرئيس عباس لهذه الوساطة التركية كان 'خوفاً من إغضاب مصر التي تدير المصالحة'. وعن اللقاء الذي جمع قبل أيام رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في العاصمة السورية دمشق، وإن كان قد بحث دخول تركيا على خط الوساطة قال البردويل أن حركة حماس 'لا تمانع في لقاء أي أحد لبحث ملف الحصار والمصالحة'.
وأشادً المسؤول في حماس بدور تركيا، وقال إنها 'تقف في موقف المدافع عن القضية والشعب الفلسطيني'.
هذا وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن أوغلو ناقش مع مشعل سبل رأب الصدع في العلاقات بين حماس وفتح من خلال تقريب المواقف بين الحركتين.
وفي السياق نفت مصادر مصرية مسؤولة ومقربة من طاولة مباحثات وجولات ملف المصالحة الفلسطينية دخول أي وسيط جديد في ملف المصالحة الفلسطينية المتوقفة منذ عدة شهور.
وأكدت المصادر المصرية في تصريحات نقلتها وكالة 'قدس نت' أن القاهرة متمسكة بموقفها في ملف المصالحة الفلسطينية، نافيةً الأنباء التي تحدثت عن تدخل أنقرة كـ 'وسيط مساعد' إلي جانب القاهرة لدعم جهودها في انجاز ملف المصالحة.
وقالت المصادر إن المشكلة في ملف المصالحة الفلسطينية لا تكمن بالوسيط وإنما بطرفي النزاع الفلسطيني وهما حركتا فتح وحماس، كاشفة أن الأيام المقبلة 'ستشهد حلحلة' وصفتها بـ 'الايجابية' في ملف المصالحة، دون أن تقدم أي إيضاحات أو تفاصيل.
ودعت المصادر حركتي فتح وحماس إلي 'تغليب المصلحة الفلسطينية الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية، والذهاب إلي القاهرة بقلب واحد للتوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الخلاف الداخلي'.
وبالتوازي مع ذلك نشر منيب المصري رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية التي تضم عددا من المسؤولين الفلسطينيين والمستقلين جواً من التفاؤل حين أعلن عن قرب وضع هذه اللجنة 'تصوراً' يعالج ملاحظات حركة حماس والفصائل على ورقة المصالحة المصرية، من خلال 'وضع تفاهمات فلسطينية فلسطينية ستطرح على الفرقاء'.
وقال لـ 'القدس العربي' إن هذه التفاهمات من شأنها 'تحقيق توافق يسهم في إزالة الشك وبث الثقة والطمأنينة لدى حماس بأن الملاحظات ستنفذ عند التطبيق من أجل التوقيع على ورقة المصالحة دون أي تغيير أو تعديل'.
وعن موقف القيادة المصرية من هذا التحرك الذي تقوده لجنة المصالحة التي أجرت لقاءات مع قادة الفصائل والمسؤولين في رام الله والعاصمة السورية دمشق والمصرية القاهرة، وغزة، قال المصري إن اللجنة فهمت أن مصر توافق على هذا المقترح.
هذا وكشف المصري عن قرب قيام وفد اللجنة برئاسته بجولة جديدة تشمل دمشق والقاهرة وغزة، بعد إجراء لقاءات مع حركة فتح في رام الله خلال العشرة أيام المقبلة، لدفع عجلة المصالحة.
يشار إلى أن لجنة المصالحة التي يرأسها المصري قررت الاستمرار في عملها بشكل مستقل، بعد أن انتهت المهلة التي منحها إياها الرئيس محمود عباس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف