جريدة الجرائد

عزلة المالكي فرصة للعراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس حرفوش


تزداد عزلة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي يوماً بعد يوم، بعد اصراره على التشبث بمنصبه، على رغم انقضاء اربعة شهور على الانتخابات التي لم يحقق فيها ائتلاف "دولة القانون" اكثرية واضحة تسمح له بتأليف الحكومة وحيداً كما كان يأمل. وتعززت هذه العزلة اخيراً بمواقف كتل شيعية بارزة من المالكي، أهمها الكتلة الصدرية والمجلس الاسلامي الأعلى. فعلى رغم ان مقتدى الصدر، المعروفة ارتباطاته الوثيقة بايران، استطاع ان يجد نقاطاً مشتركة للالتقاء مع اياد علاوي زعيم "القائمة العراقية" ورئيس الحكومة السابق، فانه تجنّب في اتصالاته الاخيرة التي اجراها خلال زيارته للعراق لقاء المالكي. هذا في الوقت الذي دعا عمار الحكيم زعيم المجلس الاسلامي رئيس الحكومة الى افساح الطريق امام شخصية اخرى، معتبراً ان اصراره على رئاسة الحكومة هو الذي اعاق تشكيلها طوال الفترة الماضية. وتحدث الحكيم عن "التصلب والتعنت والتشبث بالمواقع الذي تبديه بعض الأطراف" مضيفاً: "لماذا لا يتخلى الرجل الواحد ولا يعطي الفرصة لغيره حينما نجد كل هذه التحفظات الواسعة على شخصه؟"

هكذا تستمر الازمة الحكومية في العراق بينما تستعد القوات الاميركية لترك مهماتها القتالية في هذا البلد في آخر آب (اغسطس) المقبل. بعد هذا التاريخ لن يبقى في العراق سوى 50 ألف جندي اميركي (من اصل 80 الفاً حالياً) ستقتصر مهماتهم على مساندة القوات العراقية وتوفير الدعم لها. ومعروف ان هذه القوات ستنسحب في شكل كامل بنهاية العام المقبل، ما يعني ان العراقيين سيكونون مسؤولين وحدهم عن تسيير امورهم بعد اقل من عام ونصف عام من الآن.

تواريخ ومواعيد ملحة كهذه كان يفترض ان تلقي بثقلها على القادة والسياسيين العراقيين ليتحملوا مسؤولياتهم ويبادروا الى اثبات جدارتهم بادارة بلدهم بعد سبع سنوات على سقوط النظام الذي كانوا يعتبرونه سبباً لكل مصائب العراق، وفي ظل شكواهم المستمرة من ظلم الاحتلال الاميركي. بدلاً من ذلك نجد ان القوة التي تحتل العراق هي التي تبادر الى دعوة هؤلاء القادة الى التفاهم وإخراج بلدهم من المأزق الذي يواجهه، مع ما يمكن ان يترتب على ذلك من مخاطر انهيار امني لا يُستبعد أن يستغله معارضو الوجود الاميركي، كـ "القاعدة" والمتحالفين معها، لضرب عملية الاستقرار في هذا البلد.

اضافة الى ذلك هناك لائحة المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها العراق والتي تحتاج الى معالجة. وبالامس عددت افتتاحية لصحيفة "النيويورك تايمز" الاميركية هذه المشاكل معتبرة ان القسم الاكبر من المساعدات الاميركية التي بلغت بلايين الدولارات ضاع بين سوء الادارة والفساد، وهو ما ادى الى انهيار كثير من الخدمات العامة، مثل الكهرباء والمياه وشبكات الطرق، اضافة الى الخلافات المستمرة حول القوانين المتعلقة بتقاسم مداخيل النفط.

اين الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة وايران، وهو صراع يمتد الى ساحات اخرى في المنطقة، من الازمة الحالية في بغداد؟ لا شك في ان لطهران مصلحة في اعاقة الانسحاب الاميركي او اطالة امد المواجهة على الارض العراقية. اذا ان هذا يُشغل الاميركيين عن المواجهات في المواقع الاخرى ويزيد من الضغوط على ادارة اوباما التي سقطت في الامتحان الايراني. لكن السؤال يبقى عن مصلحة حلفاء طهران من العراقيين في استمرار وضع كهذا؟ لعل مبادرات التفاهم مع اياد علاوي، على خلفية تشبث نوري المالكي بمنصبه، تفتح الباب امام فرصة افضل للخروج من هذا المأزق العراقي.









التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين انت يا صدام
samir mahmoud -

لن يتمكن اى احد من حكم العراق واللذين اتوب الامريكان الى العراق سيفشلون وسيتمنواعودة صدام حسين من جديد تحياتى للشعب العراقى

اضافة
نزيه -

اي شئ يرتجى من الخونة والعملاء غير الخيانة وبيع الضمائر وليسش همهم للا المناصب والكراسي وبعدها فلياخذ الطوفان كل الشعب

اين انت يا صدام
samir mahmoud -

لن يتمكن اى احد من حكم العراق واللذين اتوب الامريكان الى العراق سيفشلون وسيتمنواعودة صدام حسين من جديد تحياتى للشعب العراقى

للعراقيين
عمر بن الحسن صالح -

لكي ينجو العراق . من الفتن والمصائب ارساء فكر العلماني الديمقراطيالحقيقي وليس الصوري-ومحاسبه الكبير قبل الصغير-والرقابه الماليه والاهم من كل هذا وهذا حيوي وخطير في نفس الوقت -حيوي هو النظام العلماني الانساني المتحضر-وخطير اذا تسلم الحكم اصحاب الفكر التكفيري الظلامي الرجعي المستورد.وبعدها نقول ان وادي الرافدين بخير .

فرصة للعراق
أحمد حيدر -

الولاية الثانية للمالكي هي فرصة العراق في التقدم الى امام:أولا لانها ستنهي المحاصصة الطائفية اذا ماتولى الدكتور علاوي رئاسة الجمهورية ،وثانيا لانها ستعزز التيار الشيعي العراقي الاستقلالي عن ايران ،وثالثا وهو الاهم ان الميليشيات المرتبطة بايران بدأت تستعد للعودة الى الشارع مع رحيل القوات الامريكية واذا تصدى لها الدكتور علاوي كرئيس للوزراء فستكون حربا طائفية جديدة(لان العراقية شانا ام ابينا تمثل اهل السنه) وستستغل القاعدة ذلك لمصلحتها كما اوضحت وثائقها، اما اذا تصدى لها المالكي فستكون عكس الحرب الطائفية كما حدث سابقا في البصرة والعمارة والديوانية ومدينة الصدر ،واي مرشح من المجلس الاعلى او المستقلين لايمتلك القوه والخبرة الكافية التي يمتلكها المالكي لمواجهة الميليشيات ،اضف الى ذلك نحن بحاجة اقتصادية وسياسية واجتماعية شديدة لاستكمال المشروع النفطي للمالكي والشهرستاني خلال الاربع سنوات القادمة لبلوغ اربعة ملايين برميل على الاقل.

للعراقيين
عمر بن الحسن صالح -

لكي ينجو العراق . من الفتن والمصائب ارساء فكر العلماني الديمقراطيالحقيقي وليس الصوري-ومحاسبه الكبير قبل الصغير-والرقابه الماليه والاهم من كل هذا وهذا حيوي وخطير في نفس الوقت -حيوي هو النظام العلماني الانساني المتحضر-وخطير اذا تسلم الحكم اصحاب الفكر التكفيري الظلامي الرجعي المستورد.وبعدها نقول ان وادي الرافدين بخير .

جواب على تعليق 1
محمد العلواني -

عنوان التعليق: أين أنت ياصدام؟ الجواب هو: إنه مع الصالحين ...

جواب على تعليق 1
محمد العلواني -

عنوان التعليق: أين أنت ياصدام؟ الجواب هو: إنه مع الصالحين ...

إذا مت ستعرف
مؤرخ -

إذا توفاك الله سوف تعرف من هم الصالحين وحينها سوف تقرأ هذة الآية (ليتني لم أتخذ فلان خليلا)؟

اي فرصة
امريكي -

اي فرصة تتحدث عنها الفرصة الوحيدة التي يملكها الشعب هي الاتيان بحكومة علمانية تنهي اي وجود للاسلام السياسي الذي اهلك الحرث والنسل في العراق لن يستقيم العراق مادام الاسلام السياسي موجودا فيه انه سبب كل المصائب التي تحل به واذا اخرجت الاسلام من المعادلة في العراق سترى ان كل شي سيسير على الطريق الصحيح

إذا مت ستعرف
مؤرخ -

إذا توفاك الله سوف تعرف من هم الصالحين وحينها سوف تقرأ هذة الآية (ليتني لم أتخذ فلان خليلا)؟