جريدة الجرائد

نيتانياهو‏..‏ هل اقتربت النهاية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعظيم حماد

ربما يكون من المبكر قليلا التنبؤ بأن حكومة بنيامين نيتانياهو الحالية في اسرائيل قد اقتربت من السقوطrlm;,rlm; الذي يمهد لتغيير كبيرrlm;,rlm; ولكن السقوط أصبح احتمالا وارداrlm;

كما لم يحدث في أي وقت منذ تشكيل هذه الحكومة غير المرغوب فيها دوليا وإقليمياrlm;,rlm; وعلي أية حال فإن كثيرين كانوا موقنين أنها حكومة قصيرة العمرrlm;.rlm;
وكان اليقين من أن حكومة نيتانياهو الثانية هذهrlm;,rlm; سوف تكون قصيرة العمر مثل حكومته الأوليrlm;1996rlm; ــrlm;1998,rlm; يرجع إلي أنها بطبيعة تركيبها الحزبي تتعارض مع الاستحقاقات التي يطلبها العالمrlm;,rlm; خصوصا الولايات المتحدة لتنفيذ حل الدولتين من أجل التسوية الشاملة والنهائية في الشرق الأوسطrlm;,rlm; فالأحزاب الكبري المكونة لهذه الحكومة ترفض من حيث المبدأ فكرة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزةrlm;..rlm; أملا في ضم الضفة كلها أو معظمها مستقبلاrlm;,rlm; ومع أن حزب الليكودrlm;,rlm; وزعيمه نيتانياهو لايقولان ذلك صراحة مثل شريكه الأساسي حزب اسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان وزير الخارجيةrlm;,rlm; فإن كل من لديه أقل خبرة يعرف أن نيتانياهو لاينوي ولا يفكر مطلقا في إنهاء الاحتلال العسكري للضفة الغربيةrlm;,rlm; تحديداrlm;,rlm; وعليه فسوف تكون مهمة هذه الحكومة هي إدارة الأزمة واستهلاك الوقت بما لا يؤدي إلي حلrlm;,rlm; ولكن بما لايؤدي أيضا إلي صدام علني مع الولايات المتحدة الأمريكيةrlm;,rlm; ومثلما حدث في المرة السابقةrlm;,rlm; فقد تنجح استراتيجية إدارة الأزمة لبعض الوقتrlm;,rlm; ولكنها لن تنجح طيلة الوقتrlm;,rlm; بحكم أن للأطراف الأخري استراتيجياتها لتحقيق مطالبها ومصالحهاrlm;,rlm; وهنا بالذات لاتعود المطالب والمصالح أمريكية أوروبية فقطrlm;,rlm; ولكنها تصبح أيضا فلسطينية ومصرية وسورية وسعودية وتركية وايرانيةrlm;..rlm; إلخrlm;..rlm;
استراتيجية ادارة الأزمة تستنفد أغراضها ووقتها بعد أن تنتهي اتصالات جس النبصrlm;,rlm; واختبار النياتrlm;,rlm; وتستهلك كل المهلاتrlm;,rlm; وهذا هو ما حدث أو يحدث حاليا علي الأرجحrlm;,rlm; حيث تضغط الولايات المتحدة بشدة من أجل بدء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في وقت يطلب فيه الفلسطينيونrlm;(rlm; والعربrlm;)rlm; ضمانات بعدم تحويل المفاوضات الي هدف في حد ذاتهاrlm;..rlm; هدف يغطي علي استراتيجية نيتانياهو لاستهلاك الوقتrlm;,rlm; وابتلاع الأرضrlm;,rlm; ومن ثم سيكون مطلوبا من الحكومة الاسرائيلية تقديم الاجابات اللازمة أو الحد الأدني منهاrlm;,rlm; وفي الغالب فسوف يحاول نيتانياهو التهرب مرةrlm;,rlm; بل مرات أخريrlm;,rlm; لأنه إن استجابrlm;,rlm; ولو علي سبيل المناورة فسوف ينسحب حزب اسرائيل بيتنا ــ الذي يرفض من الأصل مبدأ حل الدولتين والانسحاب من أي شبر من الضفة الغربيةrlm;,rlm; وإن لم يقدم نيتانياهو هذه الاجابات فسوف يصيب السياسة الاسرائيلية بالجمود الذي تتهم به حكومته حاليا من حزب كاديما بزعامة ليفني وسائر أحزاب اليسارrlm;,rlm; ومن ثم يصبح المطلوب هو البحث عن طريقة لاسقاط هذه الحكومة كلها وتشكيل ائتلاف حاكم جديد يدخله حزب كاديما إما علي قاعدة تبادل منصب رئيس الوزراءrlm;,rlm; وإما علي قاعدة أخريrlm;,rlm; ولكن علي أساس التجاوب بقدر معقول مع الاستحقاقات الدولية والاقليميةrlm;.rlm;
السياق السياسي الذي رصدناه في السطور السابقة هو الذي تندرج فيه سلسلة الأزمات الأخيرة التي تخبطت فيها حكومة نيتانياهو ــ ليبرمانrlm;,rlm; وقد بدأت بثورة ليبرمان علي رئيس الحكومة الذي لجأ إلي وزير الصناعة والتجارةrlm;(rlm; من حزب العملrlm;)rlm; لمعالجة أزمة الهجوم وعلي أسطول الحرية التركي مع وزير الخارجية التركيةrlm;,rlm; مستبعدا وزير خارجيتهrlm;,rlm; ومعترفا بعدم ارتياح العالم الخارجي للتعامل مع لبيرمانrlm;,rlm; ثم تهديد ليبرمان وحزبه ــ ردا علي ذلك ــ بالتصويت ضد مشروع الموازنة الحكومية كتكتيك لتصدير الأزمة إلي نيتانياهوrlm;,rlm; ثم وهذا هو الأكثر دلالة تسريب شريط الفيديو الذي يتباهي فيه نيتانياهو بوقاحة معتادة منه بقدرته علي التحكم في السياسة الأمريكيةrlm;,rlm; ودفعها إلي حيث يريدrlm;,rlm; وبما فعله في الماضي عندما كان رئيسا لحكومة سابقة من احباط خطط الرئيس الأمريكي كلينتون للتوصل إلي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيينrlm;,rlm; بل وبنسف عملية أوسلو نفسهاrlm;.rlm;
من الواضح أن تسريب هذا الشريط قصد به إضعاف مركز نيتانياهو داخليا وخارجياrlm;,rlm; ومن الواضح أنه تحذير ممن يقفون وراء التسريبrlm;,rlm; وهم في الأغلب جهات اسرائيلية وأمريكية ويهودية أمريكية ترغب في ترويض نيتانياهو أو حرقهrlm;,rlm; وليس في هذا الأمر مبالغةrlm;,rlm; فقد كان سلوك رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي الذي تباهي به في شريط الفيديو المسرب سببا في إحراق واسقاط حكومتهrlm;,rlm; ثم اسقاطه في الانتخابات في المرة السابقةrlm;,rlm; ذلك أن ادارة كلينتون خططت مع من يهمهم الأمر داخل اسرائيل وفي منظمات اليهود الأمريكية لهذه النتيجةrlm;,rlm; فامتنع وزير الدفاع الاسرائيلي في حكومة نيتانياهو الأولي عن تنفيذ أوامره باغلاق بيت الشرقrlm;(rlm; مقر منظمة التحرير الفلسطينية في القدسrlm;),rlm; وحكمت المحكمة العليا بإبطال قرار رئيس الوزراء بعد ذلك بعدة أيامrlm;,rlm; ثم أذاعت المخابرات الاسرائيلية نفسها وثيقة تثبت كذب نيتانياهو ــ في ذلك الوقت ــ في ادعائه أن هذه المخابرات أبلغته أن سوريا تستعد للحربrlm;,rlm; بهدف تخويف الاسرائيليينrlm;,rlm; وإلهاء يهود أمريكا حتي لاتتواصل الضغوط لاسقاط حكومته والدعوة إلي انتخابات جديدةrlm;.rlm;
لافرق كبيرا ــ في تقديرنا ــ بين تسريب شريط الفيديو الأخيرrlm;,rlm; وبين تسريب تقرير المخابرات السالف الاشارة إليه حول الادعاء باستعداد سوريا لمهاجمة اسرائيل علي لسان نيتانياهو عندما كان رئيسا للحكومة في الوقت السابقrlm;,rlm; ففي الحالتين يعني التسريب نزع ثقة المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ونزع ثقة اليهود الأمريكيين في قدرة هذا الرجل علي قيادة اسرائيلrlm;.rlm;
هل يؤدي نزع الثقة هذا إلي ترويض جموح نيتانياهو؟ هو نفسه كان قد قال عندما شكل حكومته الحالية أنه تعلم من أخطائه السابقةrlm;,rlm; ومن ثم فهناك احتمال بأن يعيد تشكيل حكومته بطريقة تمكنه من الانخراط في عملية سلام حقيقية وفقا لتعهداته الأخيرة للرئيس الأمريكيrlm;,rlm; ولكن هناك احتمال لاتقل نسبته عن الاحتمال الأول في أن يواصل الرجل استراتيجية الهروب إلي الأمامrlm;,rlm; ولايجد هؤلاء الذين يهرب منهم سوي مواصلة الضغط حتي اسقاط حكومته والدعوة لانتخابات جديدة يهيأ فيها المسرح لاعادة انتخاب ايهود باراك أو ليفنيrlm;.rlm; أو حتي موفاز إذا حل محل ليفني في زعامة كاديماrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف