جريدة الجرائد

أسوأ طغاة العالم!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد عبد الملك


نشرت مجلة (Foreign Affairs) في عددها الأخير (لشهري يوليو/أغسطس) 2010 قائمة بأسماء أسوأ 23 زعيماً في العالم. ولم تخلُ القائمة، للأسف الشديد، من ذكر أسماء حكام عرب اعتبرتهم المجلة ضمن الحكام السيئين، وهم في رأيها من الطغاة.

ولن نتعرض لأسماء الزعماء الذين صنفتهم المجلة، لاعتبارات كثيرة، ولكن سنعرّج على ملامح وشواهد حكم بعض هؤلاء الزعماء -على مستوى العالم- وما مارسوه من ظلم وفساد وطغيان ضد شعوبهم. والأغرب أن القائمة ضمت زعماء كانوا في السابق مناضلين ومكافحين ضد الاستعمار، وكانوا يعدون من المطالبين بالحريات. ولكن لما تمكنوا من السلطة تحولوا إلى سياسات القوة والقسوة. ومن نماذج الممارسات التي أفاضت المجلة في نسبتها لـ"الحكام السيئين"، وفق تصنيفها، والعُهدة عليها في ذلك:





bull; زعيم عربي قتلَ المعارضين بقسوة. حيث اتُهم بقتل الملايين من أبناء شعبه! واعتُبرت أعمالهُ من جرائم العصر، وأنه متسلط ومصاب بجنون العظمة!

bull; زعيم عربي مُستبد ويعاني من داء العظمة، ولا يهمه سوى أن يستمر في الحكم. كما أنه لا يحب معارضيه، ولا يؤمن إلا بتلميع صورته في الإعلام.

bull; زعيم عربي آخر متسلط، بعثرَ ميزانية بلاده على سياسات خارجية وتدخلات في الشؤون الداخلية لدول الجوار! في الوقت الذي أهمل فيه الشأن الداخلي، وقام بدعم جهازه الحكومي ليتحكم في كل مقدرات البلاد دون منازع. وللأسف، نظامه يدعي أنه جمهوري!

bull; زعيم آسيوي مارسَ القمع السياسي، وتصفيه المعارضين له، واتهام أي معارض بأنه "متطرف إسلامي"، وسنَّ قانون التعذيب السياسي داخل السجون التي تعج بمعارضيه.

bull; زعيم أفريقي استولى على الأموال العامة وقام بتحويلها إلى حساباته في الخارج، إضافة إلى امتلاكه لعدد من العقارات في أميركا ولندن! بل إن بعض أفراد نظامه يحصلون على إعانات خارجية تقدر بنحو مليار دولار سنويّاً.

bull; زعيم أميركي جنوبي يتغنى بالديمقراطية، ويُعتبر رمزاً لها في أميركا الجنوبية، لكنه سجَنَ كل أفراد المعارضة، وأعلن نفسه زعيماً مدى الدهر، كما قام بإغلاق كل وسائل الإعلام المستقلة.

bull; زعيم أفريقي قضى في السلطة أكثر من عقدين متواصلين من الزمن، ووصفته المجلة بالطاغية، الذي ليست لديه رؤية أو أجندة، ويكتفي فقط بتصفية معارضيه واعتقال الخارجين عليه.

bull; زعيم أفريقي آخر قضى في السلطة سنين مديدة وصفته المجلة بأنه آكل للأموال العامة مهذب، بعدما جمع ثروة شخصية تقدر بنحو 200 مليون دولار، بخلاف العقارات. وقام بتعديل القوانين الداخلية في بلده وشطب منها المواد التي تحدد فترات الرئاسة، لضمان بقائه في الحكم أطول فترة ممكنة.

هذه إذن عينة من زعماء يتحكمون في مصير نحو ملياري نسمة من البشر، الذين كرّمهم الله، ونادت المواثيق الدولية بحمايتهم ورعايتهم وتوفير أعلى درجات الحياة الآدمية لهم. ولكن قد نجدهم الآن تحت خط الفقر، وقد نجدهم ثانيّاً يعانون الخوف، والبطالة، والفقر، وغياب الحريات، والقمع الفكري، والسجن دون محاكمات، والأمية، والتخلف، والإقصاء الإثني، وغيرها من عاهات العالم الثالث. كما نلاحظ أن أغلب "العينات" التي أوردتها المجلة كانت من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية! وهذا يثبت أن غياب الانفتاح والإصلاح والديمقراطية يعتبر سبباً مهمّاً من أسباب الطغيان وانعدام العدالة!

أنا لا أتصور أن ينام زعيم، ويهنأ في نومه، بينما الملايين أو قل مئات الآلاف من أبناء شعبه مشردون في العراء، أو أن يرسل لهم الجيش كي يسحقهم دون ذنب سوى أنهم يطالبون بحقوقهم التي تضمنها لهم الدساتير والمواثيق الدولية.

أنا لا أتصور كيف يستلذ زعيم بأفخر أنواع الأطعمة، وينام في الحرير، بينما يجوع شعبه أو يتسول أو يتحول إلى مشردين أو مدمني مخدرات! ويعاني هذا الشعب برد الشتاء وغضب الصيف!

أنا لا أتصور كيف يمكن أن يحكم زعيم باسمه واسم نظامه لا باسم المصلحة العامة، والقانون! كما يفعل بعض الحكام الذين حصرتهم المجلة المذكورة. وكيف لا يسمع أنّات أفراد شعبه، ولا يسأل عن أحوالهم في السجون، وأنواع المكابدات المعيشية التي قد يتعرضون لها. ولا يعدّل القوانين التي قد تستبيح حريات الناس وأعراضهم، في الوقت الذي قد تعزز فيه القوانين قوة النظام ورجاله.

صحيح أن في العالم النامي أمراضاً عديدة، ولكن على الحكام أن يعالجوها! إن بلاداً مثل ماليزيا، وكوريا، واليابان، وإندونيسيا، وسنغافورة، وتايلاند، كانت ضمن نطاق الفقر والعوز والجريمة والتخلف، ولكن قياداتها التي آمنت بالإصلاح، هي التي أخرجتها من دائرة التخلف والمرض والخوف! وهي التي هيأت لها الحياة الكريمة، وحفظت لها الأمن والاستقرار والعدالة، كما ضمنت لها حقوقها الدستورية في الديمقراطية والشفافية وحرية التعبير.

إن العالم يتجه نحو تفعيل دور التعددية في خدمة المصلحة العامة والشراكة فيها، وهذا النوع من الشراكات لا ينتعش في مناخ أحادي الرأي، أو مستعد لقمع وكبت أي تحرك إنساني!

إن الأنظمة القمعية ينبغي أن تتجاوز ذاتها وسلبياتها؛ بحيث تسود العدالة الحافظة للكرامة الإنسانية ولحقوق الناس في أوطانهم وثرواتهم ومستقبل أبنائهم. ولذا لا يجوز أن تسيطر مجموعة من أعوان الزعيم ومؤيديه على مقدرات الشعوب.

نعم ينبغي أن يتم الحكم وفق إطار تعاقدي حضاري، وتُلغى كل القوانين التي تحط من الكرامة الإنسانية، أو التي تضيّع حقوق الناس، أو تشطر المجتمع إلى فئات وإثنيات وأصحاب كرامات وأصحاب مَنافٍ! وهذا الإطار التعاقدي هو صمام الأمان في حال الاختلاف، وهو الذي يؤسس للشراكة بين الزعيم وشعبه. لا أن يفرضه الزعيم بـ"فرمان" فردي، فيُدخل من يشاء في "نعمته"، ويدخل من يشاء في "نقمته"!

ويرى كثير من المُنظرين السياسيين أن الحكم التعاقدي هو الذي يضمن العدالة والشفافية، وأن تتحقق الفرص المتكافئة للجميع، دون تصنيفهم حسب أفكارهم أو أصولهم! ويصل الشعب إلى اختيار نوابه في البرلمان كي يراقبوا عمل الإدارة التنفيذية ويقوّموا اعوجاجَها إن حصل؛ ويشدّوا على يدها إن هي أصابت.

نعم ليعش الحكام المصلحون الأوفياء، وبعضهم قد رحل لكنه ما زال يعيش وسطنا بعدله ومكارمه وأياديه البيضاء على شعبه وأمته وعلى الإنسانية جمعاء -وهو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي امتلك قلباً كبيراً وحبّاً جمّاً للإنسانية جمعاء؛ ما جعل الجميع يُجمع على مدى حبه لوطنه وشعبه وللسلام وعمل الخير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذا الخوف يا ايلاف
nero -

من ذكر اسماؤهم صريحة لماذا الخوف

Where?
Husam -

I tried to search the website of Foreign Affairs in the last edition and could not find that article! What is the link if you do not mind?

Where?
Husam -

I tried to search the website of Foreign Affairs in the last edition and could not find that article! What is the link if you do not mind?

شكر للكاتب
جمال -

أشكرك على هذا المقال يا أستاذي رغم أنه لم يأت بجديد يذكر إذ لم يشخص حلولاً ناجعة لإصلاح الوضع القائم ولم يتطرق إلى الأسباب الكامنة وراء هذا الثقب الأسود المهوول في الأصقاع التي ذكرتها، فبالرغم من أني لست من مؤيدي نظرية المؤامرة على الإطلاق، وأؤمن تماماً بأن أي فراغ سياسي سوف يستقطب تدخلاً بشكل أو بآخر لسد الفراغ خصوصاً إذا لم تكن النوايا صادقة مائة بالمائة، إلا أنني أرى أن تعامل القوى العظمى بعد جلائها عن بلدان العالم المتخلف إتسم إلى حد كبير بالمحافظة على المصالح الإقتصادية لتلك القوى عن طريق زرع أو تسهيل عملية زرع حفنة من المرتزقة لاأكثر في تلك البلدان وعقد تحالفات مشبوهة معهم على حساب الجماهير الغفيرة، ولم تنس تلك القوى أن تضفي على تلك التحالفات بعض الألوان الجذابة بقصد التمويه على التواطؤ غير المعلن- وذلك بالمطالبة بين الحين والآخر بإرساء الحقوق الفردية وتطبيق المبادئ الديموقراطية ورفع حالات الطوارئ في الوقت الذي تتمنى- في أعماق ذاتها- إستمرارها خوفاً من تفاقم المد الأصولي، وإلا بماذا تفسر:• تغاضي الولايات المتحدة عما حدث ويحدث في دولة مثل بورما لصالح توازناتها مع الصين، وعن الفظائع التي إرتكبتها روسيا بحق المسلمين في الشيشان.• قيام مادلين أولبرايت بأداء واجب التعزية في دمشق بوفاة الرئيس السوري.• التصالح بين المعسكر الغربي والنظام الليبي رغم كل ماإرتكبه الأخير من الموبقات على الصعيدين الداخلي والخارجي.• إيجاد الملاذات الضريبية التي ترعاها تلك القوى لشفط أموال شعوب العالم الثالث وتركها بلاحول ولاقوة.• السماح لشخصية ، عرفت – بكل البراهين والوثائق – بطابعها الدموي وإرتكبت مجازر يندى لها جبين الإنسانية في تدمر وحماة في سوريا، بالإقامة في ربوع أوربا والتجول للسياحة أمام وزرات عدلها ومنظماتها لحقوق الإنسان. وغير ذلك الكثير مما يثير الشكوك الكبيرة حول نوايا الغرب تجاه تلك الشعوب المقهورة. طالما بقيت هذه الأنظمة مدعومة من تلك القوى لاأمل إطلاقاً في شفاء العالم من مرضه العضال. فمن قال لك أن العين يمكن أن تقاوم المخرز.ثم أن الحلول في رأيي تكمن في أن تعيد القوى العظمى النظر كلياً في علاقاتها مع الأنظمة الفاسدة وتدرك بصورة نهائية أن تواطئها مع تلك الأنظمة، وإن أمّن لها مصالح مؤقتة، إلا أنه سوف يهددها في عقر دارها على الأمد القصير والمتوسط والبعيد، وهذا ما حدث في

Husam
assisst -

i think the writer meant FOREIGN POLICY magazine not FOREIGN AFFAIRS

nero
nero -

أسوأ طغاة العالم من الله بيشتركوا فى عمل كون غير كون من الله بلطجه مثل فى فيلم المهاجر فرعون اسفله مثال صغير محمود حميده بعد الاشتراك معهم وقع فى قائد بلا جهاز تناسلى و يسرا تمثل الحب على خالد النبوى لـ تستدرجه لجنس مع القزم حتى يقع مثلهم اسير فى عالم كلهم مربوطين ببعض و ابيه و امه هو فرعون و هو ليس اب و لا ام و تكون لهم معامله خالد النبوى لم يمارس الجنس و يمثل امام الناس ما يفكر فيه القزم ان بعد الجنس يقع فى نفق يجد نفسه مولود بينهم و يردد القزم انه هرب هذا ان لم يمارس الجنس و كان مع نفسه حر مع الله من يمسك الناس يعرف ان لازم بأرادتهم يعملوا جنتهم من هنا لم يضغط عليه فى جنس و من يضغط بالاغتصاب يقع ممكن لقيط او فى اسره مبهدله لا يحصل على مايريد كان فى افلام مثل مرايه تعمل شعاع يقع على الارض و الشعاع عن حياه ليست موجوده فقط كان مثل صوره امامه باليزر و اختفت و يقع هو فى الشارع اولاد شوارع مثلا او حرميه و يعنى هذا انهم عرفوا كيف يموت و كيف يولد لكن تحت و سوف يظل فى اخر الصف الاجتماعى حتى يؤمن بقوانين من الله بها فقط يحقق الجنه و من هنا قال الشيخ الدكتور محمد هدايه الكتاب نزل حتى لا يتصنت الجن على مشاعرنا و هو انسان مثل فرعون لا كلام و لا اتصال و تواصل بقوانين و يرى انه يتصنت و يشغل يسرا لـ خالد النبوى و يشغل له محمود حميده يمثل انه يسأل العلاقات يستفسر و هو الذى يعرف كل شئ و يعتبروا حول خالد النبوى محاط خالد بـ ناس لها مطالب هذا سبب حظه و هو ليس حظ لكن مخطط حوله و هو لا يفهم لان كل منهم يمثل عليه من هنا من يعمل صداقات كثيره تتعقد حياته لان كل منهم له مطالق قانونيه لكن هو يتأثر بأشعاعات و من هنا كان البيت لـ الاسره حتى مع نفسه يجلس يستقبل شعاع نور الله يعنى تفكيره و يفكر و يكلم نفسه ويعرف نفسه و ليس يجلس فى مجموعه و اى افكار شيطانيه تشغله و هى بالنسبه له شيطانيه من خلفه ملاك يشغل به الناس مثل كذب مدروس شغل شيوخ على علماء يرميه للمجموعات و يرى النتائج أسوأ طغاة العالم ناس عاديه هم محمود حميده بدون جهاز تناسلى يسرا و القزم اسرى شغلهم ناس عاديه اتفقت على ان تعادى الله و تجرأت مثل اى شباب يهرب من الجيش حرس الحدود فى البحريه و قوات السواحل و يسافر الى اوربا لا يعترفوا بقوانين من الله توصل لها الله ايضا أسوأ طغاة العالم نفوس ليست جميله لكن شكلها معروف صنعت القاعده و هى و ليس

Husam
assisst -

i think the writer meant FOREIGN POLICY magazine not FOREIGN AFFAIRS

معروفين
مدقق أخبار -

يعني مابدها شطارة السوداني والليبي والسوري.

zero
zero -

أنا عرفت ليش ما كتبتو أسمائهم لمزيد من التفاصيل

معروفين
مدقق أخبار -

يعني مابدها شطارة السوداني والليبي والسوري.

nero
nero -

لا لا يا شاطر العراقي و المصري و السوري

nero
nero -

لا لا يا شاطر العراقي و المصري و السوري

اين الرابط؟
د.عاصف ناصر -

درجت العادة ان نضع رابطا عند الاقتباس من مصدر خارج الموقع, و ذلك تأكيدا للمصداقية و اتاحة للفرصة لمن يحب التوسع في الاستفادة , و لكنني لم اجد هذا الرابط كما انني لم اعثر على المقالة الاصلية في موقع المجلة التي اتابعها و لو بشكل غير منتظم, فارجو منكم تزويدنا بالرابط و شكرا

مستنيين الأسماء؟
مصرى وبس -

لا العراقى ولا المصرى ولا السورى ولا الليبى ولا السودانى ولا أى واحد... الإجابة الصحيحة هى كلهم... كلهم فاسدون وحرامية وبدون ضمير واللى مضايقنى إن بيقولوا عليهم زعماء, ولا يمكن قصدهم زعماء عصابات..

عبقري فهيم
lolo -

ياجماعة نيرو مشغل دماغة على الاخر طلع بيفهم اخيرا كتبت المفيد والصحيح والمفهوم لكن في رئيس عربي ايضا ينقصكم من قارة اسيا

لقد تعرفنا عليهم
maghribiya -

لقد تعرفنا عليهم من خلال افعالهم لكن مع كامل الاسف المجلة لم تكن ديمقراطية كيف تخلو الائحة من بعض الاسماء مثل بوش