حقيقة السنة والشيعة: الناس تريد أن تتعايش!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي مكي
الناس في حقيقتها، في داخلها، وفي فطرتها تريد أن تتعايش وتتلاقى على الخير والحب والتسامح ويبقى الدين ومن هو على الصراط الصحيح السوي ومن هو عكس ذلك يبقى ذلك لله ومرده إلى الله هو يحكم بين عباده
ما يدور في المنتديات والمواقع الإلكترونية وغير الإلكترونية، بخاصة في الساحات و(بعض المجالس) والتجمعات، من تلاسنات وشتائم وضغائن وكراهيات وأحقاد وتحريضات وتكفيرات، فيما يخص السنة والشيعة أو الشيعيين والسنيين، هو عبث صبية وطيش جُهّال وصفاقات صغار وحماقات مراهقين وهذيان مرضى، وكل ذلك نتيجة تدبير المفتنين من أصحاب الهوى السياسي! لأن كل هذا الجدل التحريضي وغير الجميل الذي يحدث هنا وهناك لا يعكس حقيقة الناس في المذهبين ولا يكشف صدق واقع الناس البسيط بشفافيته ونصاعته ونزاهته من لوثة الايديولوجيا وترفعه عن كل ما يحاولون إلصاقه بهذا الواقع لإفساده و(تثويره) وإشعاله بأعواد ثقاب الفتنة القبيحة!
سأنقل لكم حدثين متقابلين عشتهما في الحالتين ويجسدان حقيقة أهل المذهبين من عامة الناس وكيف ينظران لبعضهما؟.. الحدث الأول قبل عدة أعوام، عندما دعاني الدكتور محمد الرميحي (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) لحضور معرض دولي للكتاب ضمن مهرجان القرين السنوي في دولة الكويت الشقيقة، وقد كان لكل ضيف من ضيوف المعرض سيارة وسائق خاصان به تنقله للفعاليات المصاحبة وإلى حيث يشاء ويرغب داخل الدولة المضيفة، كما هي تقاليد دعوات المهرجانات الثقافية في الكويت.
وصادف أن كان يوم الجمعة أحد الأيام الخمسة التي قضيتها هناك، وأذكر أنني نبهت على سائقي أن يأتي إليّ في الفندق في وقت مبكر من ذلك اليوم لكي ألحق بالجمعة من أولها ولتقدم دخولها بساعة أو أكثر في الكويت.
المهم أن سائقي جاء مشكوراً في موعده ولم تمر سوى دقائق معدودات حتى أشار عليَّ بالنزول قائلاً هذا هو المسجد، والذي ما إن دخلته حتى رأيته مختلفاً قليلاً عن الجوامع التي أقصدها لصلاة الجمعة وكانت ساحته الخارجية مليئة بالملصقات والأذكار والشواهد للشخصيات الإسلامية المجيدة.
دخلت المسجد فلاحظت أنني المصلي الوحيد بينهم الذي لم يأت حاملاً شيئاً صغيراً يضعه أمامه في موضع سجوده كما يفعلون ومع ذلك أديت تحية المسجد بطريقتي السنية التي أعرفها وكما أفعل دائماً.
نعم شعرت بخوف كبير فربما ينقضون عليّ قبل الصلاة أو يقذعونني بكل قاموس الشتائم قبل أن يوسعونني ضرباً ومن ثم يطردونني أخزى وشر طردة!!، لكن المفاجأة أن أحداً لم يلتفت إليّ، بل أكملت جلوسي بينهم وصليتُ معهم دون أن أسبل أي بطريقتي السنية واستمعت إلى خطبتهم إلى أن خرجت من المسجد وقد هالني أن أحداً لم يسألني مثلاً: ما الذي جاء بواحد مثلي إلى هنا؟ بل إن واحداً من عشرات المصلين لم يحدجني بنظره لا استنكاراً ولا استفهاماً ولا حتى لقافة!!
وخرجت كما دخلت لأجد السائق بانتظاري ضاحكاً لأهرع إلى الهاتف وأتصل مستفسراً عن صحة صلاتي؟ فأزال عني شيخي كل توجس حين طمأنني بأنه لا مشاحة عليّ لأن الأعمال بالنيات وهو ما كنتُ مطمئناً له قبلاً، في قرارة نفسي.
وقبل أقل من ثلاث سنوات كنت في مدينة جدة أراجع إحدى شركات القطاع الخاص لأكثر من يوم وفي أسابيع مختلفة لكنها متقاربة، وفي كل مراجعاتي وترددي على الشركة كان وقت صلاة الظهر يدخل وأنا موجود هناك فأذهب إلى المصلى الخاص بهذه المؤسسة أعلى البناية، وكانت هناك جماعات تصلي تباعاً بحسب فراغهم من أعمالهم، وكنتُ أرى أيضاً أشخاصاً من إخواننا الشيعة في أركان المصلى وفي جوانبه يؤدون فريضتهم المكتوبة كما يعتقدون وفي ذات المصلى دون أن يحمل طرف على آخر أو يشنع هذا على ذاك أو يخطىء ذاك هذا!! وكما يلتقون قبل الصلاة بنفس الوجوه الهاشة الباشة المتسامحة يمدون لبعضهم البعض بأسباب المحبة والألفة والمودة والتآخي، كانوا يخرجون عقب الصلاة وقد زادوا بشاشة وألفة ومحبة ومودة وتسامحاً وتآخيا!!
من هنا، ومن خلال الصورتين السابقتين، أيقنتُ، ببساطة، أن الناس، في حقيقتها، في داخلها، وفي فطرتها تريد أن تتعايش وتتلاقى على الخير والحب والتسامح ويبقى الدين ومن هو على الصراط الصحيح السوي ومن هو عكس ذلك يبقى ذلك لله ومرده إلى الله هو يحكم بين عباده وهو سبحانه من ينجي ومن يهلك بمشيئته وإرادته، أما ما يدعيه أصحاب التعصب والتحريض سواء من هؤلاء أو من هؤلاء فهو لا يمثل الناس والمجتمع من المذهبين، وهو ليس سوى محض هراء تطلقه رؤوس الفتة في كل زمان ومكان وما أكثر هؤلاء المندسين بيننا ولكن الله على نصر المتسامحين لقدير.
التعليقات
ليتهم مثلك
MOUSA -شكرا للكاتب مكي.كلمات طيبة.ليت مثل هذه الكلمات تبنى نهجا يتبعه المتشددون.لننتظر ما تجود به أقلام المعلقين.
أجمل ماقرأت
احمد البصري -بارك الله فيك ياسيد علي مكي
جميل
نزيه -لنرى من هم رؤوس الفتنة؟ هل هم الشيعة ام السنة ولنبدأ بصلاتك فأنك تقرأ الفاتحة وبعدها تؤمن اي تقول آمين وهذا ثابت عندنا اما عند الشيعة فالذي يقول آمين تبطل صلاته.اعتقد بأنك لم تر في مصلاك لعنات تنزل على الاول والثاني والثالث من الخلفاء هذا شئ ثابت في العراقوحيث انك صليت بدون تربه الشيعة فصلاتك باطلة باجماع اهل العمائم..وتكتفك في الصلاة جعلت منك صنما ..الكويت والسعودية تفرقان عن العراق فالسلطة بيد السنة على عكس العراق
لا عجب
مواطن عراقي -الكاتب الكريم أرجو ان لا تتعجب من هذا ففي العراق طالما عشنا في تآخ ومحبة وإنسجام نحن الشيعة والسنة ونتزاوج ونتشارك في الأعمال والمواقع ونتزاور دون ادنى حرج أو خشية من شيء. فانا أمي شيعية وابي سني ولم اعرف ان في بلدي شيء اسمه سنة وشيعة الأ في المرحلة الجامعية وطالما صليت في جوامع شيعية وانا مكتوف الأيدي وصليت خلف أئمة شيعى بل واديت صلاة الجمعة في مساجد شيعية ولم اسمع اية كلمة شائبة بحقي. هذه حقيقة الشعب العراقي متعايش بسلام بجميع طوائفه واديانه ومذاهبه وقومياته منذ ان كاةن وحتى هذا اليوم ، ولكن الساسة ولأغراض شخصية مريضة يعملون على استقطاب الشعب العراقي ووضعه في فرازة بدل من بودقة المواطنة وكل هذا الوضع الغريب والشاذ للشعب العراقي اليوم هو من نتاج ما بعد الإحتلال الأمريكي وما تبعه من صعود المرضى والمختلين نفسيا والذين في قلوبهم مرض الى سدة الحكم.
الحقيقة مرة
بن ناصرالبلوشي -اذاكان صحيحاان الناس(المسلمين من طائفتي السنة والشيعة)يريدون ويبتغون التعايش لماكان تاريخهم وحاضرهم ملوثا بالدماء,والصراعات المخزية(في العراق/لبنان/البحرين/الكويت/اليمن/ايران/باكستان),وعلى وزن(قصيدة ارادة الحياة)إذا(الناس)يوماأرادت(التعايش)-فلا بد أن يستجيب القدر.
أدخل إلى الرياض
ahmed -إذا في امك خير أدخل مسجد من مساجد الرياض وقل أنك على غير الفكر الوهابي .
اصبت كبد الحقيقة
بنت الجامعة -نعم تلك هي الحقيقة فبعد اخر زيارة لي الى العراق وتحديدا بغداد وجدت ان الناس لايضيرها ان كان جارها من مذهب اخر فبعد التهجير والتفرقة البغيضة وجدت الاهالي البسطاء يحنون الى جارهم الذي اجبر على المغادرة حيث انهم عانوا كثيرا من غاصبي الدور الذين يوافقونهم المذهب ولكن يختلفون معهم في التقاليد والعادات ولم يتمكنوا من الاندماج وقبول الغاصب الجديد فقط كونه يشاطرهم المذهب ولكن في المقابل من هو الباعث والمحرض والنافخ في هذه النار انه المستفيد فقط الذي تعود عليه الفائدة سواء كانت مادية او معنوية او سياسية الرابح وهو في الاغلب الاعم انسان غير مؤمن بالاسلام دينا انه يستغل الدين لمنافعه وهناك يضا فئة وهذه قلة جدا أقلية يمكن عزلها ومداواتها نعم علاجها في مصحات حيث انهم حقا مرضى يعانون من شرخ ولايعون مال فعالهم التزمت ورغبة متأصلة في اجتثاث الاخر واعدامه نسأل الله ان يشفيهم من علتهم ولكن الدعاء لايكفي انهم يحتاجون الى علاج.
يعني
طيب -هذا صحيح قد يحدث في المكانين المذكورين ولكن عند الشدائد هل يأمن أحدهما الآخر ؟!
الشیعة محرومون
محبوب -عملیا السنة یکرهون الشیعةوهم اجبروا الشیعة ان یکرهوا السنة ایضا. الشیعة لیس لدیهم ای حریة فی الدول السنیة و هم تحت الرحمة اهل السنة الحقیقة مرة ولکن الیهود المغرب العربی لدیهم اکثر الحریة عن الشیعة فی دولنا
علي مكي بس تدقدق
خالد بن محاسن -تكفير ولعن وقذف الرافضة لأم المؤمنين عائشة !! يقول المجلسي : ( أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة .... عائشة وحفصة .. وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله إلا بعد التبرؤ منهم )- الهداية للصدوق ص 110.- حق اليقين للمجلسي ص 519
بوركت
نايف عبدالله سبيتي -بوركت يا أخ علي وسلمت يداك .بارك الله بكل من يجمع ويلم الشمل لأن الإيمان بالنية ومن ثم بالعقيدة والمبدأ; إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرء ما نوي.اما هذه النعرات الشيطانية والمذهبية ما سببها إلا السياسة لأن السياسة والدين كالخير والشر....لا يلتقيان.السياسة مصدرها الشيطان ولا ننسى قول الإمام محمد عبده حينما قال. لعن الله السياسة..وساسا..ويسوس...وسائس وجميع مشتقاتها من دسائس.
هكذا هم العراقيين
وليد العراقي -اتمنى ان تصلي في احد مساجد السعودية وعلى اي مذهب سني وليس شيعي وسترى ماذا سيفتي عليك القوم بالكفر او اما في العراق فاقسم بالله كنا نخجل او نعتبر هذا عار ان تقول هذا سني او شيعي وكنا نعرفهم كسنة او كشيعة من صلاتهم ومع هذا فقد تاهت الامور علينا ففي احيان عديدة يكون هناك سنة على المذهب المالكي وهم يسبلون ايديهمعند الصلاة كالشيعة ولم تدخلنا الفتنه الا من ارض نجد ارض الفتن واصحاب الردة حيث يخرج قرن الشيطان كما قال الرسول ص
شكرا
نعيم -مقالة رائعة شكرا لك اخ علي.
لا مشاحة
خطّاب حسين -(خرجت كما دخلت لأجد السائق بانتظاري ضاحكاً لأهرع إلى الهاتف وأتصل مستفسراً عن صحة صلاتي؟ فأزال عني شيخي كل توجس حين طمأنني بأنه لا مشاحة عليّ لأن الأعمال بالنيات وهو ما كنتُ مطمئناً له قبلاً، في قرارة نفسي.)رغم نبل مقصد الكاتب الكريم الأا انه يصدمنا بهذه المعلومة العملاقةحيث تتظمن بشكل واضح ان صلاة اخوانه الشيعة غير صحيحة.وهو عليه ان يستشير شيخه بكل التفاصيل..نتمنى ان تتحقق امنياته في التعايش بين الجميع بدون اي حساسيات .. مع وافر تقديري.
بلغ السيل الزبى
حكيم حليم -لقد أشغلتنا هذه الإيران الذين هزمهم أبطال العراق شر هزيمة وهزمهم المسلمين عندما كان إسمهم الفرس وعادوا للتخريب في الدول العربية بإستخدام المذهب الشيعي المبتدع وإطلاق سذجهم بشعارات إسلامية واهية الأخوة الأعزاء في إيران والذين لم يألهو رئيسهم ولم يسبوا الصحابة ولم يطعنوا في شرف أمهات المؤمنين ولم يتعاونوا أو يعملوا على الإضرار بالمسلمين وخاصة العرب منهم هم إخوة لنا في الإسلام وحسابنا وحسابهم على الله , أما من فعل منهم أو أتباعهم في العراق أو لبنان أو اليمن أوأفغانستان وباكستان وفلسطين أو بعض الدول الأخرى تحت أي شعار أو تبرير فهو عدو لله والمسلمين والعالم أجمع ويجب الحذر منهم , وإفشال مؤامراتهم الحاسدة والحاقدة , والواهمة بل والإستعانة بعد التوكل على الله وحده بجميع الدول الكافرة والمسلمة لقتالهم لشرهم الخطير ليس على دول العالم فقط ولكن أيضاً على المسلوبة عقولهم والذين يعيشون على الوهم الكبير بإيران وغيرها والتمادي في تضليل عقول البسطاء من الناس وإيهامهم والزج بهم لحتوفهم بثمن بخس لايرضاه الله لهم ولا رسوله والمؤمنين والله المستعان عليهم وعلى إسرائيل وأعداء الإسلام تحت أي غطاء في كل مكان