السفير العراقي في الكويت : نحتاج أفكار لمعالجة مخلفات الغزو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكويت - محبوب العبدالله
أشاد سفير جمهورية العراق لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم بافتتاحية رئيس مجلس ادارة مجموعة "الراي" الاعلامية جاسم بودي، والتي نشرت الجمعة الماضية في جريدة "الراي" بعنوان "عشرون" في الذكرى العشرين للعدوان العراقي على الكويت.
وقال السفير بحر العلوم ان هذه الكلمة "كانت صريحة وواضحة وتميزت بالشمولية في تناولها للأوضاع السائدة بين البلدين الشقيقين، وتصويرها الصحيح لهذه الأوضاع، وبضرورة المعالجة الاخوية لمجمل التراكمات التاريخية التي سببها العدوان المشين للنظام الصدامي البائد على دولة الكويت".
وقدم السفير بمناسبة هذه الذكرى الأليمة التعازي لذوي الشهداء الكويتيين "شهداء هذا العدوان الغاشم هؤلاء الشهداء الذين ذهبوا ضحية جرائم صدام حسين وندعوا لهم عند الباري عز وجل بأن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وان يعوضهم بالصبر الجميل، وكذلك تعازينا لذوي الشهداء في العراق الذين كانوا ضحية هذا النظام المجرم".
وأضاف بحر العلوم ان "ما ذكره الاخ العزيز جاسم بودي، وان عشرين عاماً لن تزيدنا يومياتها إلا اصراراً على طي صفحة من الصفحات المؤلمة وضرورة فتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين العراق والكويت. ونحن الآن على تصميم قوي وعزم ثابت في أن نسير معاً نحو مستقبل واضح مرسوم ضمن اطار الاحترام المتبادل بين البلدين، وهذا الاطار تحسمه القوانين والمواثيق الدولية وقوانين الشرعية الدولية والتي تنظم العلاقة بين البلدين، وتعطي الحق للكويت وتعطي الحق للعراق، وتعطي الحق للشعبين والبلدين، وتنظم العلاقة بينهما، لأن البلدين والشعبين تربطهما علاقات تاريخية طويلة المدى، وعلاقات اخوة وعلاقات عائلية، علاقات تصاهر، علاقات حب ومحبة ومودة طيلة هذه السنين، وهذا الزمن الممتد في عمق التاريخ".
وأضاف "نحن أمام تعميم وعزم ثابتين على تجاوز ما حدث خلال العشرين سنة الماضية، وهذا يجعلنا أمام خيار واحد فقط بين جمهورية العراق ودولة الكويت العزيزة وهو خيار العلاقات الطيبة، وخيار المستقبل الطيب القائم على الخير والمحبة والذي سوف يكون قائماً بين البلدين ان شاء الله، وعلينا ألا نتألم لما يحدث هنا وهناك بين فترة وأخرى، لأن ما يصدر من اراء لا تعبر الا اعن أشخاصها ومن يقولها فقط"، مشيراً الى ان الرأي اليوم هو رأي القيادات والنخب السياسية التي تدير مفاصل هذين البلدين، ويتمثل في القيادة السياسية في الكويت، والقيادة السياسية في العراق، اللذين عزما على انتهاج خط العلاقة المستقبلية، والرأي الحقيقي يجب أن يصدر منهما، لا من اي شخص يتكلم في زاوية من زوايا الكويت، أو آخر يتكلم في زاوية من زوايا العراق".
وقال ان "الآراء والاجندات كثيرة ومتعددة، وهناك من لا يرغب
للبلدين ان يلتقيا ويرتقيا الى سمو العلاقات الجيدة، وعلينا ان نصغي دائما الى منطق العقل، وعلينا ان نصغي الى منطق الانسان من الناحية الانسانية الذي دائما ينهج منهج الخير.
وما قررته القيادة السياسية في الكويت وما عزمت عليه القيادة السياسية في العراق بعد سقوط النظام البائد في عام 2003 هو ان ننهج ونفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين.
وانني اشد على يدي جاسم بودي وعلى ايدي كل الطيبين من امثاله في هذا البلد العزيز وفي بلدي العراق ايضا في سبيل ان نسير في هذا الطريق معا من اجل مستقبل للاجيال في هذين البلدين الشقيقين، هذه الاجيال التي سوف تذكرنا بالخير وتذكرنا بالمحبة لأننا وضعنا أسس الخير للمستقبل.
وأشار السفير بحر العلوم الى ان قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحالة بين الكويت والعراق حسمت كل الموضوعات بينهما، مؤكدا ان "العراق عازم كما ان الكويت عازمة على ان يبقى العمل بينهما في ظل هذه القرارات وان برزت هناك مشاكل جانبية فسوف تحل لأن الحياة بشكل عام لا تخلو من المشاكل، ومن قال بأن الحياة بلا مشاكل فهو كاذب ولكن طالما ان هناك اطارا قانونيا التزم به البلدان فلا شيء ولا مشكلة اطلاقا، ان كان حوارا تحت مظلة الامم المتحدة او بين البلدين وهما عازمان على ان يتخطيا هذه المصاعب وان يسيرا الى الامام تحت ظل القرارات الدولية التي يسعى العراق جاهدا الى تطبيقها والالتزام بها ليخرج من احكام الفصل السابع بمساعدة الامم المتحدة ودولة الكويت والدول الصديقة وكل الدول المحبة للخير والسلام، لأن لا خروج للعراق من احكام الفصل السابع من دون الالتزام بهذه القرارات".
وأوضح ان "الفصل السابع يتضمن مواضيع متعددة ليست متعلقة بالعراق والكويت بل هناك ما يخص الحالة الكويتية وما يخص الحالة العراقية وفي بعض هذه المواضيع فإن العراق يرغب بالبقاء في احكام الفصل السابع بحيث يقول لمجلس الامن انني ارغب في البقاء في الفصل السابع ومنها حماية الاموال العراقية، وعودة الممتلكات والآثار العراقية القيمة، وفي استعادة اموال وممتلكات النظام البائد، وفي هذه الامور فإن العراق يصر ويبقى في البقاء في الفصل السابع، لكنه يسعى جاهدا للخروج من لجنة ازالة اسلحة الدمار الشامل، والقرار الخاص بالنفط مقابل الغذاء، أما ما يخص الحالة الكويتية وبالذات حول الحدود والتعويضات فإن العراق ملتزم ومن خلال هذه الالتزامات سوف يقرر مجلس الامن الدولي بأن العراق قد أوفى بالتزاماته فيما يخص الحالة الكويتية".
وفيما يتعلق بالمفقودين والأسرى بين بحر العلوم ان العراق "يتابع من خلال ما يتوافر لديه من معلومات وهناك جهات ولجان مختصة تقوم بمتابعة المعلومات وما يحصل عليه يسلمه للجان المختصة في الكويت، وهناك تعاون قائم بين اللجان المختصة في كلا البلدين تحت مظلة لجنة الصليب الدولي والامم المتحدة ومجلس الامن".
وأضاف انه "في ما يخص التعويضات وإعادة الممتلكات فإن العراق يسعى جاهدا للعثور على اي ممتلكات كويتية وهناك تعميم رسمي وإعلامي لكل الجهات بأن تعيد ما لديها وما تجده من ممتلكات كويتية تحت طائلة القانون، اعادته للسلطة العراقية المختصة بحيث يمكن اعادته بعد ذلك الى دولة الكويت".
وذكر انه "بالنسبة للتعويضات فإن العراق ملتزم حتى اليوم بأداء كل التزاماته فيما يخص التعويضات وقد يكون هناك تباطؤ تجاه بعض الالتزامات في بعض الاحيان ولكن هذا لا يعني بان العراق غير ملتزم، وهذا عائد للمشاكل الداخلية الكثيرة في العراق، والوضع السياسي المرتبك حاليا وهو ما ادى إلى تأجيل موعد من مواعيد هذه الالتزامات إلى موعد اخر، وهو ما ستقوم الحكومة العراقية الجديدة بمتابعته باهمية قصوى لكي تثبت بان العراق قد اوفى بالتزاماته بموجب القرارات الدولية".
وافاد السفير بحر العلوم ان "ثمة لجانا عراقية سوف تقوم بزيارة الكويت لبحث عدة موضوعات"، مبينا ان "هناك لجانا مثبتة ودائمة بين الجانبين، وقد قامت من قبل وخلال الاشهر الماضية بمهامها، ولكن طبيعة الوضع السياسي الحالي في العراق كان السبب في تأجيل وتأخير قيام بعض اللجان بمهامها".
واضاف انه "للدلالة على طبيعة وجودة العلاقات الكويتية العراقية فقد تم اخيرا اصلاح سفينة عسكرية عراقية في الكويت بعد ان اصابها حادث في مياه الخليج بعد ترتيبات فنية مع السلطات الكويتية المسؤولة، وعادت بعد اصلاحها إلى العراق. وهذا نتيجة واشارة طيبة إلى طبيعة العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين، وهذا يدل على ان العلاقات بين البلدين يحكمها اتفاق في الرؤى ومرحلة تاريخية قائمة من التعاون الجيد، والافاق المشتركة بينهما والتي تدل على ان لا مصير الا من خلال علاقات جيدة، ولا مصير الا من علاقات متطورة من اجل مصلحة الشعبين الشقيقين".