جريدة الجرائد

زوجات رجال الأمن بالأنبار يتدربن على السلاح لحماية عوائلهن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إحداهن: أكره حمل السلاح وصوت الرصاص لكن الوضع الأمني أجبرني على ذلك

الرمادي

تكره أم عمر السلاح وأزيز الرصاص لكن خوفها على أبنائها وبيتها من "الإرهابيين" أجبرها على تعلم إطلاق النار، هكذا تشرح زوجة أحد عناصر شرطة الأنبار، غرب بغداد، لماذا تتعلم على يد زوجها إطلاق النار.
ولا شك في أن موجة العنف التي عمت العراق في أعقاب الاجتياح الأميركي عام 2003، وسيطرة الجماعات المسلحة على عدة مناطق بينها محافظة الأنبار، تشكل المبرر الرئيسي للبحث عما يضمن أمن العائلة.

وتؤكد أم عمر، 27 عاما، التي ترتدي حجابا أزرق وهي تتلقى التدريب من زوجها أحمد على استخدام المسدس في حديقة المنزل: "أكره استخدام السلاح وحمله وصوت الرصاص، لكن الوضع الأمني وخوفي على أبنائي وبيتي أجبرني على ذلك".

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن حال أم عمر، كحال كثيرات من زوجات الموظفين الحكوميين ورجال الأمن، خاصة ضباط الشرطة الذين قد يتغيبون لأيام في محافظة الأنبار التي كانت أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في السنوات الماضية.

ويقول أحمد كريم، 32 عاما، زوج أم عمر الذي يعمل مفوضا في شرطة الأنبار: "دربتها على استخدام المسدس للدفاع عن الأولاد والبيت عند الضرورة أثناء غيابي". وأشار كريم إلى تعرض منزله قبل أشهر لمحاولة اقتحام من مسلحين مجهولين وعندها لم تجد زوجته، وهي أم لولدين وابنة أكبرهم في الثانية عشرة، ما تدافع به عن أولادها وبيتها "غير الصراخ والعويل". وتابع: "لكن اليوم أصبحت زوجتي تملك سلاحا خاصا وتجيد استخدامه".

وتتلقى النساء التدريب غالبا في حديقة المنزل أو في مناطق ريفية ومزارع تابعة للعائلة أو الأقارب. ويعد المسدس السلاح الرئيسي الذي يتدربن عليه لسهولة حمله، فيما يتدرب عدد محدود من النساء على استخدام "الكلاشنيكوف" في المناطق الريفية غالبا.

وتقول غادة أحمد، أم أنور، 24 عاما، زوجة الملازم فراس العيساوي في شرطة الفلوجة التي تبعد ستين كيلومترا إلى الغرب من بغداد: "في غياب الأزواج، باتت زوجات رجال الشرطة مسؤولات عن حماية العائلة في الليل"، وتضيف أم أنور، وهي أم لأربعة أطفال أكبرهم في السادسة، وهي ترتدي حجابا ورديا وتحمل بندقيتها، بثقة عالية: "حتى عندما يعودون يكونون متعبين فنتركهم يرتاحون ونتولى نحن حراسة المنزل".

وتتدرب أم أنور مع زوجها على إطلاق النار من بندقية كلاشنيكوف وبندقية صيد، في مزرعة العائلة غرب الفلوجة. ويؤكد فراس أن "سوء الأوضاع الأمنية، وكوننا أهدافا دفعنا إلى تدريب نسائنا على استخدام السلاح". ويقول أحد رجال الدين في مدينة الرمادي، مفضلا عدم كشف اسمه، إنه "من الضروري أن تجيد المرأة استخدام السلاح من أجل حماية أطفالها وبيتها عند الضرورة، وهو أمر نصت عليه الشرائع والأحاديث النبوية الشريفة".

ولم يقتصر الأمر على زوجات عناصر الشرطة أو الموظفين الحكوميين، بل شمل حتى زوجات الإعلاميين من أهالي الأنبار، مثل أم سامر، 32 عاما، زوجة سعد العاني، 42 عاما، وهو مراسل إحدى القنوات الفضائية. وتقول أم سامر، وهي أم لخمسة أولاد وبنات أكبرهم في السابعة عشرة: "أنا فخورة لكوني أصبحت قادرة على حماية أولادي وبيتي"، مؤكدة أنها لا تحمل السلاح "إلا في المنزل".

ويرى قائد شرطة الأنبار اللواء بهاء القيسي أن تدريب النساء "ظاهرة حضارية ولا مانع لدينا من ذلك" مؤكدا أن "عددا من أعضاء مجلس المحافظة دربوا نساءهم". ويضيف: "ليس لدينا عدد كاف من عناصر الشرطة لتأمين حماية منازل المسؤولين وعناصر الشرطة ولا منازل المواطنين في غيابهم".

ويرى الشيخ عدنان خميس المهنة أحد شيوخ عشائر "البوعلوان" المعروفة، أن "النساء العربيات يشاركن الرجال منذ القدم في الحروب، وللمرأة دور تاريخي حافل بالبطولات". ويعتبر تدريب النساء "ظاهرة جميلة على الرغم من كونها طارئة، فلولا الوضع الأمني لبلدنا لما وافقنا على أن تحمل النساء السلاح". ويشير الشيخ خميس إلى تكرار الهجمات على منازل عناصر الأمن وقوات الصحوة في عموم الأنبار التي غالبا ما يقع ضحيتها الأطفال والنساء.

وظهرت قوات الصحوة للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) 2006، في محافظة الأنبار حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكه.

وقتل عضو سابق في الصحوة وخمسة من أفراد عائلته في هجوم مسلح استهدف منزله بعد منتصف ليل 15 يونيو (حزيران) الماضي، قرب مدينة الفلوجة الواقعة في الأنبار. كما أصيب 18 شخصا بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال جراء قيام مسلحين مجهولين في مطلع يونيو (حزيران) بتفجير أربعة منازل تعود لعناصر في الشرطة في مناطق متفرقة في الفلوجة، وفق الشرطة. وتتمتع الأنبار بمواقع سياحية جميلة بينها بحيرة الحبانية وكانت قبل اجتياح العراق، إحدى أهم المناطق التي يرتادها العراقيون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف