جريدة الجرائد

«واشنطن بوست» تبيع «نيوزويك»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


في صفقة لم يعلن عن قيمتها لسيدني هارمان مؤسس أكبر شركات الأجهزة الصوتية في العالم

واشنطن -فرنك أهرينز


لقد بيعت مجلة "نيوزويك" ذائعة الصيت، التي تمر بمشكلات مالية، من أحد الكيانات الكبرى داخل "واشنطن بوست" إلى كيان آخر بارز.
فقد أعلنت شركة "واشنطن بوست" المالكة لـ"نيوزويك" أمس أن رجل الأعمال والمبتكر التعليمي بـ"واشنطن" سيدني هارمان سيشتري المجلة الأسبوعية، وهو مؤسس "هارمان"، إحدى أكبر شركات الأجهزة الصوتية في العالم. وبهذا تنتقل المجلة من يد أسرة غراهام بعد نصف قرن من ملكيتها.

ويأتي هذا الإعلان بعد 3 أشهر من اعتراف مدير شركة "واشنطن بوست" دونالد إي غراهام بأن الشركة لا تستطيع إعادة المجلة المتعثرة إلى مسار تحقيق أرباح من جديد.

ولم تعلن الشركة عن ثمن بيع المجلة. ووفقا لمصدر قريب من الصفقة، تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته، فإن الجانب النقدي في صفقة الشراء صغير، لكن الالتزامات الكلية التي أخذت على هارمان - دفع تكاليف التأجير والالتزامات تجاه المشتركين في المجلة - تتجاوز قيمتها عشرات الملايين من الدولارات. وستستمر شركة "واشنطن بوست" في دفع مصاريف معاش التقاعد الخاصة بالعاملين في المجلة.

وبعد 4 سنوات من العمل كرئيس لتحرير المجلة سوف يستقيل جون ميتشام، الذي حاول إعداد عرض لشراء المجلة، فور إتمام الصفقة في أوائل سبتمبر (أيلول). وأعلنت الشركة أنه سيتم الاحتفاظ بغالبية من تبقى من موظفي المجلة، الذين كان عددهم 350 موظفا. ولم يتخذ أي قرار بشأن عدد من سيتم الاستغناء عنهم وتوقيت ذلك. وقال هارمان في مقابلة معه أمس "أفعل هذا لأنني أرى المشاركة في العمل في مجلة (نيوزويك) تتويجا لحياة مهنية في الصناعة والحكومة والتعليم. وأرى أنها تتويج لكل شيء تعلمته في حياتي... وأجد من المفيد للغاية أن يعهد إلي بحمل إرث عائلة غراهام".

وقد سطر هارمان (91 عاما) اسمه في مجال الأجهزة الصوتية عالية الدقة، وأسس شركة "هارمان كاردون" للصوتيات عام 1952. لكنه أصبح رجل أعمال خيرية رفيع المستوى ومؤلفا لكتب عن الحياة المهنية والإنتاجية والتعليم. وحصل هارمان على درجة الدكتوراه في التعليم عام 1973 وأسس برنامج التكنولوجيا والسياسة العامة والتنمية البشرية في جامعة هارفارد. ويشغل منصب أمين شركة "مسرح شكسبير" في واشنطن. وهو متزوج من العضو الديمقراطية في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا جاين هارمان.

وقد نفى هارمان أي علاقة لزوجته بالصفقة قائلا: "ليس لزوجتي أي علاقة بهذه الصفقة أكثر من أنها تتمنى لي النجاح"، وقال محامي هارمان، روبرت بارنيت - من مكتب وليمز آند كونولي للمحاماة بواشنطن - إن المجلة ستحول ملكيتها إلى شركة "هارمان ميديا"، المملوكة كليا لسيدني هارمان، ولن يكون لزوجته أي حصة فيها. وقال هارمان إن "مسؤوليته الأولى" ستكون إعداد خطة خلافة للمجلة لتسليمها إلى أبنائه أو مالك آخر بعد وفاته.

وقد اشترت شركة "واشنطن بوست" مجلة "نيوزويك" عام 1961، بعد أن أتى رئيس التحرير التنفيذي السابق بنيامين جيم برادلي - الذي كان في ذلك الوقت رئيس مكتب "نيوزويك" في واشنطن - بالصفقة إلى ناشر "بوست" السابق فيليب غراهام. وكانت المجلة جوهرة شركة "واشنطن بوست" لعدة عقود، ولكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة مع تقلص عدد القراء والمبيعات والإعلانات، شأنها في ذلك شأن معظم المنشورات المطبوعة. وكان قسم المجلات بشركة "واشنطن بوست" - الذي يضم في الأساس مجلة "نيوزويك" - قد حقق أرباحا مقدارها 31.4 مليون دولار عام 2007، ولكنه سجل خسائر تشغيل مقدارها 47.5 مليون دولار عام 2009. وانخفض عدد المشتركين في المجلة من 3.2 مليون مشترك إلى 1.5 مليون.

وتواجه المجلات الأسبوعية الأميركية، التي كانت صوتا نافذا في الولايات المتحدة وفي الخارج، أوقاتا صعبة مع انخفاض عدد القراء والمعلنين الذين اتجهوا إلى وسائل إعلام ذات وتيرة أسرع، وخاصة على شبكة الإنترنت. وكانت مجلة "نيوزويك" و"تايم" و"يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" أقوى 3 مجلات. ولكن في السنوات الأخيرة تقلص حجم المجلات وعدد المشتركين وخفضت ميزانياتها بينما قامت بجهود كبيرة كي تظل ذات صلة بعالم "الفيس بوك" و"التويتر".

والآن يبدو أن هناك واحدة من طريقتين فقط للمجلات الأسبوعية كي تحافظ على بقائها: أن تكون جزءا من تكتل أكبر كثيرا، مثل مجلة "تايم" و"بيزنس ويك"، اللتين اشترتهما مجموعة "بلومبرغ" العام الماضي، أو أن تكون مشروعا أنيقا لأحد الأثرياء الذي قد يكون على استعداد لتقبل خسائر مالية، على الأقل على المدى القصير، مقابل الحصول على منبر إعلامي بارز. وفي تلك الفئة، انضمت "نيوزويك" إلى "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" التي اشتراها القطب الإعلامي في نيويورك الملياردير مورتيمر زوكرمان عام 1984. أما "يو إس نيوز" فتحقق عائدات كبيرة من دوريتها عن ترتيب الكليات.

وقد حاول ميتشام جعل مجلة "نيوزويك" تبدو كطبعة أميركية لمجلة "إيكونوميست" البريطانية: مجلة نخبوية تركز على الرأي، آملا أن يساهم ذلك في اجتذاب القراء الأغنياء المعلنين لكنه فشل في ذلك.

وكتب ميتشام في رسالة بريد إلكتروني: "أنا مسرور بنتائج هذه الصفقة التي أتت في صالح المجلة. وأعتقد أن (نيوزويك) تعد قوة هامة ولكن لا أحد يستطيع التقليل من التحديات التي تواجه المجلات خاصة وصناعة الأخبار عامة".

وكان غراهام حذرا في اختياره لمشتري "نيوزويك". ووفقا لعدة مصادر مطلعة على الصفقة، فقد رفضت شركة "واشنطن بوست" عروضا من "نيوزماكس"، وهي مجلة شهرية محافظة، ومن مدير صندوق التحوط. وقالت المصادر إن هارمان تميز على عروض جادة من قبل شركة "أفينو كابيتال بارتنرز"، الناشرة لـ"ناشيونال إنكويرر" ومن شركة "أوبن غيت" التي تملك "تي في غيد".

* خدمة "واشنطن بوست"






التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف