وزير الأوقاف المصري: مشكلة المسلمين التخلف.. وهم زبائن دائمون في سوبر ماركت الآخرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الدكتور حمدي زقزوق : أقول لمعارضي زيارة القدس إلا بعد تحريرها "أخشى ألا تجدوا وقتها ما تزورونه"
القاهرة - مصطفى خالد
أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق أن قضية القدس إسلامية في المقام الأول وتخص 1.5 مليار مسلم في شتى بقاع العالم، ونحن اختزلناها وتعاملنا معها خطأ على أنها قضية فلسطينية، كما أكد أن المسجد الأقصى مقدس إسلامي، وأن دعوته لزيارة القدس، تنطلق من الحرص على تأكيد الحق الإسلامي في القدس وبيت المقدس.
ونفى وزير الأوقاف أن تكون دعوته لزيارة القدس بمثابة تطبيع مجاني، كما زعم البعض، وقال إن هناك مخططا إسرائيليا واضحا لتهويد القدس، وإن هذا المخطط يتسع كل يوم، في ظل عدم انصياع إسرائيل لأية قرارات دولية، وضربها عرض الحائط بأية استنكارات واحتجاجات تدين هذا المخطط.. وأضاف بقوله: "أقول لهؤلاء ومن يتمسك بعدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها إنني أخشى كل ما أخشاه ألا تجدوا وقتها ما تزورونه بعد ما تكون إسرائيل قد حققت مخططها في القدس وغيرها".
وحول مشكلة الإرهاب، ومحاولة البعض وصمها بالإسلام، قال الدكتور زقزوق إنه "لو تم حل مشكلة الشرق الأوسط لتم القضاء على أكثر من 90 في المائة من ظاهرة الإرهاب" التي أصبحت تقض مضاجع العالم، مشيرا إلى أن الإرهاب دخل بعد الغزو الأميركي فـ: "نحن لا نضع حدا للإرهاب بل هم الذين وسعوا دائرته". وأشار الدكتور زقزوق في حوار أجرته معه "الشرق الأوسط" بمكتبه في مقر الوزارة بالقاهرة إلى نجاح تجربة توحيد الأذان، وأنه سيبدأ تطبيقها تدريجيا على أحياء القاهرة مع أول شهر رمضان المبارك، على أن تعمم على باقي مساجد الجمهورية مع نهاية هذا العام، وذلك للقضاء على العشوائية في الأذان، وإنهاء "حرب الميكروفونات". ولفت وزير الأوقاف إلى أن "مشكلة المسلمين تكمن في التخلف، وأولى بالقنوات الفضائية التي تبث الغثاء على شاشاتها أن تسعى إلى حل تلك المشكلة".. وأوضح أن قضية الخطاب الديني ليست قضية موسمية بل متواصلة، لأنها تخضع لظروف الزمان والمكان ومقتضيات كل عصر. وتطرق الحوار للعديد من الأفكار والقضايا الإسلامية التي تهم المسلمين في شتى بقاع العالم.. وهنا نص الحوار:
* تصريحاتك عن زيارة القدس أثارت ردود أفعال سلبية لدى الرأي العام، هل ما زلت على رأيك؟ وماذا وراء تلك الزيارة؟
- نحن نتعامل مع قضية القدس تعاملا خاطئا، واختزلناها على أنها قضية فلسطينية، وهذا أمر غير صحيح، فالقضية إسلامية صرفة تخص 1.5 مليار مسلم، وهذا أمر منصوص عليه في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، وكذلك حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى". وكان المسلمون في السابق من عادتهم أن يذهبوا إلى المسجد الأقصى قبل ذهابهم إلى الحج، بينما نجد الآن مخططا إسرائيليا واضحا لتهويد القدس كلها ولتفريغ القدس الشرقية من أهلها، ولتخريب المسجد الأقصى، ثم إن إسرائيل لا تعبأ بأية قرارات أو استنكارات تدين هذا المخطط وتطالب بإيقافه.. إن دعوتي لزيارة القدس ليست جديدة، بل ترجع إلى 14 عاما مضت، حيث كنا في ندوة بنقابة الصحافيين المصرية وحضرها قداسة البابا شنودة وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأكدت على ضرورة أن يتعامل المسلمون مع قضية القدس بأسلوب مختلف وأن يذهبوا بعشرات الألوف لزيارة القدس، ونحن كمسلمين لنا هدف محدد، ولكن نضيعه في إطار المزايدات والاستنكارات والإدانة.
* البعض وصف دعوتك تلك بأنها تعتبر بمثابة تطبيع مجاني مع إسرائيل.. ما رأيك؟! - أنا لا أدعو بأكثر مما فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع المشركين في السنة الثالثة من الهجرة حينما أراد أن يعتمر ومعه 1400 من الصحابة وأبرم معهم صلح الحديبية.. أنا أريد تأكيد الحق الإسلامي للمسلمين جميعا في هذا المكان، ولكن من ادعى أن ذلك ترويج للاقتصاد الإسرائيلي وتشجيع للسياحة الإسرائيلية.. أقول لهؤلاء ومن يتمسك بعدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها إنني أخشى كل ما أخشاه ألا تجدوا وقتها ما تزورونه بعد ما تكون إسرائيل قد حققت مخططها في القدس وغيرها.
* هل رحبت إسرائيل بتلك الدعوة؟
- الإسرائيليون رحبوا بالزيارة ظنا منهم أنني سأذهب كوزير أوقاف وتكون القطيعة انتهت، وهذا غير صحيح لأني أوجه دعوتي إلى 1.5 مليار مسلم في العالم بوصفي مسلما، أن يذهبوا للقدس طوال العام، فإذا رفضت إسرائيل فيكون من حق المسلمين التوجه إلى المجتمع الدولي بحجة أن إسرائيل تبطل شعيرة دينية للمسلمين، وبالتالي تكون ورقة ضغط قوية بدلا من القطيعة السلبية الحالية للمسلمين.
* من التصريحات التي أثارت أيضا جدلا واسعا في مصر وخارجها عزمك تطبيق تجربة الأذان الموحد فماذا عنها؟ وهل هذا مخطط أميركي كما يقولون؟
- لدينا عشوائية في الأذان وحرب ميكروفونات وتشويش لا يليق بشعيرة الأذان، ونحن مأمورون بأن نردد وراء المؤذن فكيف يتم ذلك وكل مؤذن يتفنن في التشويش على الآخر، فأردنا وضع حد لذلك عن طريق الأذان الموحد حتى نعيد للأذان قدسيته، لأنه إعلام للناس بدخول وقت الصلاة، والمطلوب جذب المسلمين للمسجد، بعكس ما يحدث الآن.
* إذن.. متى سيتم تطبيقه؟
- انتهينا من التجارب الأولية بدون مشاكل والحمد لله وسنبدأ تطبيقه بحي مصر الجديدة مع بداية شهر رمضان المبارك ونتدرج في باقي مساجد الأحياء في القاهرة ثم مساجد الجمهورية على نهاية هذا العام.
* وكيف سيتم ذلك؟
- بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وذلك لتصنيع أجهزة الريسيفر التي صممها مهندسو كلية الهندسة جامعة القاهرة، واخترنا مجموعة من المؤذنين عن طريق لجنة مكونة من الشيخ أبو العينين شعيشع ود.أحمد نعينع وآخرين وسوف يذهبون إلى استوديو الإذاعة في وقت الأذان وسيضغط المهندس المختص على الزر لفتح الريسيفر (أجهزة الاستقبال بالمساجد)، ويبدأ أذان واحد بصوت واحد جميل وجذاب في كل المساجد في وقت واحد وبكيفية صحيحة، بعكس العشوائية والاجتهادات الموجودة حاليا... أليس هذا أجمل؟.
* كيف ترى فتاوى الفضائيات وفضائيات الفتاوى التي أصبحت الآن موضة العصر.. وهل برأيك يمكن أن تحقق وعيا إسلاميا صحيحا؟
- للأسف الشديد تلك الفضائيات شغلت الناس بهامشيات الدين وتركت جوهره، وهذا شيء في منتهى الغرابة، ومشكلة المسلمين ألخصها في كلمة واحدة هي التخلف، وما يوجد في عالمنا العربي والإسلامي من أحدث المنتجات والمباني الشاهقة وغيرها ما هو إلا قشرة حضارية ظاهرية ولكنها ليست الحضارة على الإطلاق، فنحن أصبحنا زبائن دائمين في سوبر ماركت الآخرين. وأتساءل: أين محو أمية المسلمين، فمن العار أن يكون أكثر من نصف العالم الإسلامي أميا لا يقرأ ولا يكتب، في الوقت الذي يمحو فيه العالم الغربي الأمية التكنولوجية، ونحن ما زلنا نمحو الأمية الأبجدية... أليس هذا من العار؟!.. أدعو تلك الفضائيات أن تكف عن ذلك الغثاء وتركز في حل مشكلة التخلف في عالمنا العربي والإسلامي.
* ألا ترى أن عجز المجتمع الدولي عن تسوية مشكلة الشرق الأوسط له دور كبير في انتشار الإرهاب في المنطقة؟
- أتفق معك وأؤكد أنه لو تم حل مشكلة الشرق الأوسط لتم القضاء على أكثر من 90 في المائة من ظاهرة الإرهاب، وإخواننا الأميركيون يجب أن يتنبهوا لذلك، حيث لا توجد مشكلة في العالم ظلت أكثر من 60 سنة إلا مشكلة الشرق الأوسط.. الإرهاب دخل بعد الغزو الأميركي، ونحن لا نضع حدا للإرهاب بل هم الذين وسعوا دائرته.
* من وقت لآخر تثار قضية إضافة خانة الديانة للبهائيين في بطاقة الهوية، هل ترى أن تعليق مثل هذا الأمر يعد ذريعة للتدخل الخارجي في أمورنا الداخلية؟
- أتعجب من إخواننا في الكونغرس الأميركي الذين يثيرون هذه القضية من آن لآخر بينما نحن في مصر لا نهتم بها كثيرا، فبطاقة الهوية لا تطلب إلا في ظروف ضيقة ولا يشار أبدا إلى الديانة من قريب أو بعيد فلماذا يثيرونها؟! أنا لا أفهم!
* يتردد أن لكم موقفا من قانون البناء الموحد لدور العبادة في مصر، نريد التعرف عليه.. وما البديل؟
- أنا لم أطلع على مشروع هذا القانون على الإطلاق، ولم يعرض علينا في أية لجنة، وموقفي الشخصي، أنا لست ضد التنظيم في موضوع البناء، وسبق أن تقدمت لمجلس الوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 بمشروع تنظيم بناء المساجد وتمت الموافقة عليه، وتضمن 9 بنود لبناء المساجد أبرزها موافقة وزير الزراعة شخصيا أو وزير الري إذا كان المسجد سيقام على الترع أو المصارف وغيرها من البنود الصعبة التي تؤكد الجدية والصدق في العمل، وتحد من عشوائية بناء المساجد، لكن الخارجين عن القانون كثيرون ويضعوننا أمام الأمر الواقع.
* أصدرت قرارا بإلغاء موائد الوحدة الوطنية التي كانت تقيمها الكنيسة وهذا يتعارض مع قضية الوحدة الوطنية، أليس هذا ينافي ما تنادي به من وحدة بين المسلمين والمسيحيين؟
- بالفعل ألغينا تلك الموائد العام الماضي بالاتفاق مع قداسة البابا شنودة بسبب "هوجة" مرض إنفلونزا الخنازير، أما هذا العام فلا يوجد ما يدعو إلى إلغائها وستقام في الكاتدرائية كالعادة خلال شهر رمضان المبارك.
* أنت من أنصار حوار الأديان.. ما أهمية هذا الحوار في ظل ما تعانيه الأقليات المسلمة في الدول الغربية من اضطهاد؟
- حوار الأديان تقليد إسلامي منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ونهدف منه حاليا الوصول إلى اتفاق على أسس لبناء تعاون وثقة وسلام، وهذا ما تؤكده الآية الكريمة "قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ". وهذا هو الأساس في كل مناقشاتنا ومؤتمراتنا، ولست مسؤولا عما يفعله الآخرون من أعمال تتنافى مع تلك المبادئ.
* برأيك، تجديد الخطاب الديني، هل يخضع لأجندة خارجية، كما يصفه البعض؟
- ردي في الحديث الشريف "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، ومن ثم، فقضية الخطاب الديني ليست قضية موسمية بل متواصلة، لأنها تخضع لظروف الزمان والمكان ومقتضيات كل عصر، ونحن نهتم جدا في هذا الإطار بحسن اختيار الأئمة، وأصدرنا كتاب "تجديد الخطاب الديني لماذا وكيف". وبعد ذلك أصدرنا كتابا بعنوان "دليل الإمام إلى تجديد الخطاب الديني" حتى يتواءم التجديد مع مقتضيات العصر وقضاياه، وتم توزيعه على الأئمة جميعا في كل المساجد. كما أصدرنا سلسلة من الكتيبات بعنوان "تصحيح المفاهيم" حتى يكون لدى الإمام عمق في تناول المسائل التي يتحدث فيها، كما نهتم جدا في هذا الإطار بعقد مسابقة لاختيار أفضل الأئمة فيتقدم إليها كل عام ما لا يقل عن 20 ألف متخرج، وغالبا لا ينجح أكثر من ألفين فقط، وهذا يرجع إلى المعايير الدقيقة والحمد لله التي تنص عليها بنود المسابقة في اختيار الأئمة، والحمد لله أفرزت لنا شبابا واعدا تجدهم في المساجد الكبرى مثل الحسين، بعكس ما كان في السابق، حيث كان لا يذهب إلى تلك المساجد إلا من تخطى الخمسين من عمره حتى يكون لديه خبرة.
* ما دمنا تطرقنا إلى الدعاة وإعدادهم، دعنا نتحدث عن معاهد إعداد هؤلاء الدعاة وكيف نضمن حماية المنابر من التيار السلفي والفكر المتطرف؟
- أحب أن أطمئن الجميع أن تلك المعاهد كلها تحت إشراف وسيطرة وزارة الأوقاف، وطلبنا من الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية كل البرامج الدراسية ولدينا لائحة في تنظيم العمل في تلك المعاهد، لا بد من التنظيم والالتزام بالبرامج المعتمدة من الوزارة وموافاتنا ببيان أعضاء هيئة التدريس بصفة دائمة والتأكد من الاعتدال والوسطية.
* هل يوجد تعاون وتنسيق مع وزارات الأوقاف في العالم العربي في هذا المجال أو في أي مجال آخر؟
- توجد بروتوكولات تعاون مع مختلف الدول العربية للعمل معا، وكذلك مع المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ومقره بالمملكة العربية السعودية، ونجتمع كل عام للإعداد لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية وذلك لبحث تطوير العمل في مجال الدعوة الإسلامية وتبصير الناس بالقضايا الإسلامية.
* يرى البعض أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تقلص دوره في الداخل والخارج واقتصر على عقد مؤتمر سنوي اعتاد عليه علماء المسلمون في الخارج، فما ردكم؟
- المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية له دور واضح جدا في الداخل والخارج، وكما أشرت سلفا: نحن نعمل في صمت، وللتدليل على ذلك أعطيك لمحة بسيطة عن المجلس، فهو مؤسسة علمية من الدرجة الأولى ومكون من نحو 13 لجنة علمية متخصصة، منها لجنة للشريعة الإسلامية ومقارنتها بالقوانين الوضعية، ولجنة للإعجاز العلمي ولجنة للقرآن وعلومه والسنة والأحاديث وللتعريف بالإسلام والفكر الإسلامي، ويصدر المجلس شهريا كتابين، ضمن سلسلتي "قضايا إسلامية" و"دراسات إسلامية"، وذلك أول كل شهر عربي ومنتصف الشهر بالإضافة إلى مجلة "منبر الإسلام". كما يقوم المجلس بتنظيم موسم ثقافي طوال العام، يتضمن محاضرة كل يوم أحد من كل أسبوع بمسجد النور في قاعة تتسع لأكثر من ألف من الرواد. ثم ننتقل إلى معسكر أبو بكر الصديق بالإسكندرية ونستقبل فيه 2400 طالب وطالبة من جامعات مصر على أربعة أفواج، وتعقد ندوات فكرية يتحدث فيها كثير من المفكرين والمسؤولين من الوزراء إلى هؤلاء الشباب، ثم يبدأ شهر رمضان، ونعقد ملتقى الفكر الإسلامي كل يوم، وندعو علماء ومفكرين لحضور الندوة اليومية التي تعقد في السرادق بميدان الحسين، كما يوجد مشروع "دائرة المعارف الإسلامية" منذ 15 عاما حتى الآن، وحصرناها في 15 مجالا وأصدرنا 10 موسوعات، كل مجال في مجلد يقع في نحو 1300 صفحة، فتوجد موسوعة تمهيدية بعنوان "الموسوعة الإسلامية العامة"، ثم موسوعة "أعلام الفكر الإسلامي"، "الحضارة الإسلامية"، "علوم الحديث النبوي"، "الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي"، "التشريع الإسلامي"، ونقدمها مجانا للباحثين. وفى المطبعة حاليا موسوعة "العقيدة الإسلامية" وستخرج إلى النور بعد أسابيع قليلة، وتوجد لجنتان الآن لإعداد موسوعة "التاريخ الإسلامي" وموسوعة "الأخلاق الإسلامية"، ونستخدم التكنولوجيا الحديثة لدمج تلك الموسوعات في موسوعة واحدة أو دائرة معارف إسلامية، فضلا عن إصدار موسوعة "الفقه الإسلامي"، وهى فريدة من نوعها وصدر منها حتى الآن 34 جزءا وتضم 8 مذاهب فقهية مختلفة هي: المذهب الجعفري، الإباضي، الزيدي، الظاهري، وكلها مذاهب إسلامية، مستندين إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى المذاهب الأربعة الشهيرة: أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل، ولا توجد موسوعة في عالمنا العربي والإسلامي تضم هذه المذاهب الثمانية، مما يدل على مدى تسامح ورحابة الفكر الإسلامي، ونقدمها لكل الناس للتعريف بتسامح الإسلام وصدر منها حتى الآن كما قلت 34 جزءا.
* ماذا عن تفسير القرآن؟
- أصدرنا تفسيرا ميسرا للقرآن الكريم وهو "المنتخب في تفسير القرآن الكريم"، وقمنا بعمل 7 ترجمات لمعاني القرآن الكريم من خلال لجنة تضم خبراء في اللغة والترجمات إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والإسبانية والإندونيسية والسواحلية، وكل هذه مجانا لوجه الله، فضلا عن وجود لجنة لإحياء التراث الإسلامي من المخطوطات.. أما بالنسبة للمؤتمر فقد أصبح علامة بارزة لأن علماء المسلمين في مختلف دول العالم يترقبون ميعاده، لدرجة أن الذي لا تصل إليه دعوته يذهب إلى السفارة المصرية في بلده ويطالب بها، لأن ميعاد المؤتمر مرتبط بالمولد النبوي، فدائما يبدأ في 8 ربيع الأول، وهو موعد ثابت كل عام، ونعد حاليا للمؤتمر الثالث والعشرين وننشر بحوثه بصفه دائمة، وهذا غيض من فيض.