"هدّد" نجاد أردوغان فتخلى عن "الامتناع"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم
رداً على سؤال اذا كان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بحث مع تركيا بعد توقيع الاتفاق الثلاثي "النووي" اذا جاز التعبير على هذا النحو في مواصلة ايران تخصيب الاورانيوم التي تحدث عنها علناً، قال القريب من "اتراك نيويورك" نفسه: "لا نعتقد أن بحثاً في الأمر قد جرى. لكن التخصيب المستمر بنسبة 20 في المئة للاورانيوم في ايران لا بد ان يتوقف اذا استؤنفت المحادثات بينها وبين ايران ومجموعة الـ5+1 الدولية وكذلك مع الاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك سيحصل قريباً اي بعد توجيه وزير خارجية ايران منوشهر متكي رسالة بهذا المعنى الى مجموعة الـ5+1" .
سألت: لماذا كانت اميركا تتوقع ان يكون موقف تركيا من مشروع العقوبات على ايران الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن؟ اجاب: "لاسباب عدة منها ان علاقات أميركا وتركيا جيدة. واستمرت كذلك اي لم تُصَبْ بالضعف خلافاً لرهانات الكثيرين. فتركيا لها أدوار في اسيا الوسطى وفي المشرق وفي الخليج ومع ايران. وهي ليست في حال صراع مع ايران، بل ربما هناك حالياً محاولة لاقامة شركة بين هاتين الدولتين. وتركيا لا تعارض دوراً اقليمياً لايران وذلك رغم انها تعرف ان ايران تعارض وإن ضمنياً دوراً اقليمياً لتركيا. ذلك انها تعرف ان السنة العرب يخافون منها ويريدون ان تقف الى جانبهم ضدها أو على الاقل ضماناً لعدم اعتداء قوة كبرى عليهم ربما نظراً الى ضعفهم. وهذه القوة هي تركيا. ويقال ان تركيا كانت فعلاً قريبة من اتخاذ قرار بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن. وهي ربما ابلغت الى الاميركيين ذلك وعلى اعلى المستويات. لكن الذي حصل ان رئيس ايران محمود أحمدي نجاد اتصل برئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان وابلغ اليه ان ايران ستسحب توقيعها عن الاتفاق الثلاثي "النووي" الذي وقعته مع تركيا والبرازيل في حال كان الموقف التركي الامتناع عن التصويت، وليس التصويت ضد قرار فرض عقوبات جديدة على ايران. وابلغ اليه ايضاً ان الامتناع التركي سيوقف المفاوضات حول الموضوع النووي الايراني، وان ايران ستعتبر هذا الموقف اهانة لها. ولم يكن امام تركيا الا التصويت ضد فرض العقوبات. وقد يكون لما تعرّض له "اسطول الحرية" اي "الفلوتيلا" من اسرائيل وما ادى اليه من سقوط ضحايا اتراك دور ما في التصويت التركي على النحو المشار اليه".
علّقت: قرأنا وسمعنا ان رئيس الوزراء التركي اردوغان ظل متردداً في الانضمام الى محادثات نجاد والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا التي اثمرت "اتفاقاً ثلاثياً" حول الملف النووي الايراني في آخر لحظة. وكان قراره عدم الاشتراك في كل ذلك. ما الذي حصل ودفعه الى تغيير موقفه أو على الاقل التخلي عن تردده؟ أجاب: "هذا صحيح. أرسل وزير خارجيته محمد داود اوغلو الى الاجتماع في طهران. وشارك في التفاوض الذي كان جارياً هناك والذي استمر قرابة 18 ساعة. وعندما تأكد ان الاتفاق الذي شارك في وضعه صار نهائياً ابلغ رئيسه اردوغان فقدم الى العاصمة الايرانية. لم يكن اردوغان ساعياً وراء "بروباغندا" لنفسه او لنجاد. على كل كان مقتنعاً ان اوباما شجع على اتفاق كهذا خطياً. وشجع عليه ايضاً الرئيس البرازيلي. في اي حال تركيا حزب العدالة والتنمية الحاكم لا تريد عودة "العثمانية". تريد دوراً اقليمياً مهماً. وهذا أمر مشروع. لكنها تريد ان تحصل عليه بل ان تنفذه بالتعاون مع القوى الاقليمية الاخرى. في اختصار كل الامور بل كل المواقف التي اتخذتها الحكومة التركية في المرحلة الماضية صحيحة من الناحية التقنية. لكن ربما اذا عاد المسؤولون الاتراك الى الوراء قليلاً وراجعوا كل المرحلة بكل تطوراتها فقد يكتشفون ان اخطاء ارتكبت. لكن كل شيء يمكن ترتيبه واصلاحه".
علّقت: على كل حال تعرفون ان المشكلات مع الحكومة التركية الاسلامية بدأت عام 2003 وذلك عندما رفض رئيسها السماح بعبور الجيش الاميركي اراضي بلاده وصولاً الى العراق لتنفيذ مهمة اسقاط نظامه ورئيسه صدام حسين. علّق القريب من "اتراك نيويورك" نفسه، ولكن على موضوع آخر هو العلاقة مع اسرائيل. قال: "علاقات تركيا واسرائيل ستستمر. لكن مستواها سيبقى مخفوضاً مدة معينة. وكما قلت ان من يريد دوراً اقليمياً فاعلاً عليه ان يكون على علاقات وإن بالحد الادنى مع الجميع مثل اسرائيل وايران وسوريا ومصر والسعودية والاردن... هذا صحيح. وتركيا الحالية تقوم به ويعتقد حكامها انها ستنجح فيه". سألت: ألا تعتقد ان الاستحقاقات الداخلية في تركيا مثل الاستفتاء في ايلول المقبل او الانتخابات التشريعية السنة المقبلة تجعل حكومة تركيا في حاجة الى الشارع اي الى الناخبين المتعاطفين مع قضايا فلسطين والقدس والاسلام. ومن شأن ذلك ان يدفعها الى التصعيد؟ اجاب القريب نفسه: "لا نعرف، على كلّ لِنَر ونراقب".
ماذا في جعبة موظف مهم على تعاط جدي مع ملف تركيا في احدى "الادارات" البارزة داخل الادارة الاميركية؟ في بداية اللقاء سألته عن تقويم الادارة في واشنطن لطريقة تصويت تركيا على قرار فرض عقوبات جديدة على ايران في مجلس الأمن. أجاب: "بداية دعني اقل لك اننا بيّنا للبرازيليين والاتراك ماذا يجري وحقيقة ما يرمي الايرانيون الى تحقيقه وفي مقدمهم رئيسهم محمود احمدي نجاد. قلنا لهم انهم يريدون سلاحاً نووياً. اساساً ان المشروع الذي تطور فصار "الاتفاق الثلاثي" الذي وُقّع نحن وضعناه على الطاولة أي مجموعة الـ5+1. وشجعنا الجميع على تبنيه والعمل لبدء حوار مع ايران انطلاقاً منه. لكن الذي حصل ان ايران ورئيسها نجاد خدعا (Fooled) الاتراك والبرازيليين رغم تحذيرنا اياهم. فوقَّعوا الاتفاق. الاتفاق الذي وُقِّع هذا هو الدليل على ان ايران تعمل للحصول على سلاح نووي وخصوصاً عندما اكد نجاد بعد توقيعه ان ايران ستستمر في تخصيب الاورانيوم". هل تحدثتم عن هذا الأمر او عن هذه الخدعة مع حلفائكم الأتراك؟ سألت. بماذا أجاب؟