جريدة الجرائد

مسلسل ممل!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



سعيد حارب


من يتابع قضية المفاوضات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" يمكن أن يرسم سيناريو لمسلسل يتم تقديمه في رمضان حيث تكثر المسلسلات الجادة أو الهزيلة، ويمكنه كذلك أن يجعل من المفاوضات تسلية مثل الكاميرا الخفية، لأن ما يحدث حول هذه المفاوضات إنما هو نوع من الملهاة أو المأساة، لذا أدعو القارئ العزيز لمتابعة هذا السيناريو الذي يستطيع أي قارئ أن يكتبه من خلال متابعة أخبار هذه المفاوضات على صفحات الإنترنت، ويقوم بعد ذلك بعملية "قص ولصق" ليخرج بسيناريو مكتمل الفصول، ولنبدأ بالمشهد الأول: في 3 مارس الماضي "رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية يعلن أن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية وافقت على إعطاء فرصة للمقترح الأميركي بشأن عقد مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" مدتها 4 أشهر وإعطاء فرصة للجهود الأميركية لإحياء عملية السلام".
المشهد الثاني: في 4 مارس الماضي الأمين العام للجامعة العربية يقول "إن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية وافقت على إجراء مفاوضات غير مباشرة إسرائيلية- فلسطينية لمدة 4 أشهر" كمحاولة "أخيرة" رغم عدم الاقتناع "بجدية" إسرائيل أو رغبتها في تحقيق السلام، وتلا الأمين العام بعد ذلك البيان الصادر عن لجنة المتابعة، مؤكداً أنه يمثل "ما خلصت إليه المناقشات" وأكد البيان "الالتزام بالموقف العربي بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967" وشدد على أن "المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المباشرة تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس" وأضاف البيان أن "المباحثات غير المباشرة المقترحة من جانب الولايات المتحدة لن تثمر في ضوء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، ما يؤدي إلى فشل هذه المباحثات" واتفق الوزراء على ضرورة "ألا تنتقل المفاوضات غير المباشرة انتقالاً تلقائياً إلى المفاوضات المباشرة" ما لم تتم الاستجابة للمطالب العربية خصوصاً وقف الاستيطان، كما قرروا "في حالة فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار الممارسات الإسرائيلية أن تطلب الدول العربية اجتماعاً لمجلس الأمن لعرض النزاع عليه وأن تطلب من الولايات المتحدة عدم استخدام الفيتو".
المشهد الثالث: في 27 مارس الماضي لجنة المتابعة العربية تعبر عن رفضها للإجراءات الإسرائيلية والتصعيد الاستيطاني في الضفة الغربية، وتقرر عقد اجتماع للجنة فور ورود نتائج جهود الولايات المتحدة الأميركية، لبحث الخطوات المطلوب اتخاذها إذا ما استمرت إسرائيل في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية وإجراءاتها في تهويد القدس، وفي تعنتها ومماطلتها إزاء جهود السلام، وأوضح بيان اللجنة أن الرد الإسرائيلي على ذلك كان مغرقاً في السلبية بممارسات تتعارض بشكل كامل مع التزاماتها، وذلك بالإعلان عن إجراءات لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة الشرقية وباقي الأراضي الفلسطينية، وتابع البيان: "وإذ ترفض اللجنة هذه الممارسات والإجراءات الإسرائيلية، تؤكد أنه في حالة عدم وقف الإجراءات الإسرائيلية وضمان عدم تنفيذها أو تكرار مثل هذه الإجراءات الاستفزازية يصبح الحديث عن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة غير ذي موضوع مع تأكيد الربط بين هذين الأمرين".
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية "إن المتطلبات العربية التي تضمنتها الرسالة للرئيس الأميركي تتمثل في وقف الاستيطان، ووقف تهويد القدس، وأن تكون المفاوضات المباشرة نهائية، وتتناول قضايا الوضع النهائي، وإنهاء حصار غزة، ووجود سقف زمني لهذه المفاوضات، والحصول على ضمانات أميركية" وقال الأمين العام: "إننا نتحدث عن ضمانات أميركية مكتوبة، أما إذا حدثت استفزازات إسرائيلية في الأراضي المحتلة، فسيكون لنا موقف عربي آخر"!!
المشهد الرابع: في 9 مايو الماضي تحدث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن ضمانات أميركية تتعلق بـ"النشاط الاستيطاني وخطورته وضرورة وقفه" وكذلك مرجعية السلام وهي قرارات مجلس الأمن وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وأكد أن واشنطن "ستتخذ موقفاً سياسياً حازماً حيال أي استفزازات تؤثر على سير المفاوضات وعملية السلام".
(فاصل إعلاني) تقوم خلاله إسرائيل ببناء عدد جديد من المستعمرات، وتوسيع عدد آخر، وهدم عدد من بيوت الفلسطينيين وتشريدهم.
عودة للمسلسل.. المشهد الخامس: في 31 يوليو الماضي "تقول الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الإدارة الأميركية هددت بعزل الفلسطينيين إقليمياً ودولياً إذا رفضوا الانتقال للمفاوضات المباشرة، مشيرة إلى أن ضغوطاً كبيرة مورست على الرئيس الفلسطيني والدول العربية من أجل الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة، وقالت عشراوي "والله كانت هناك ضغوطات قوية جداً" مضيفةً: "أنا بتاريخ المفاوضات لم أر مثل هذه الضغوطات على الجانب الفلسطيني بصراحة".
المشهد السادس (الأخير): لجنة متابعة مبادرة السلام العربية تجتمع وتوافق على إجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" وتركت للرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديد موعدها وكيفيتها!!
وتوتة توتة.. خلصت الحدوتة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف