جريدة الجرائد

مبادرة "الجزيرة".. المدونون لا ينتظرون!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسن المصطفى

في مايو الماضي، وإبان منتدى "الجزيرة" الخامس، أطلق مدير عام شبكة "الجزيرة" وضاح خنفر، مبادرة تجاه "المدونين" تهدف إلى دعمهم، وحمايتهم، وتفعيل أدائهم بهدف نشر عدد من التقارير التي يصورونها عبر كاميرات الفيديو على أقنية شبكة "الجزيرة".
الخطوة بدت واعدة خصوصا أنها ترتكز على مجانية محتوى "الجزيرة" على الإنترنت، وتدريب المدونين، ودعمهم، إضافة لحمايتهم من خلال قسم الحريات وحقوق الإنسان. وهو الأمر الذي تفاعل معه الناشطون الإلكترونيون على "تويتر"، والمدونات، والمواقع الاجتماعية الأخرى.
وفي سبيل ذلك تم التنسيق مع قسم الحريات وحقوق الإنسان في الجزيرة، كما تم شراء 100 كاميرا من نوع (Flip Cam)، ليتم توزيعها على عينة عشوائية من المدونين ليقوم هؤلاء بالتدوين المرئي عبر تصوير مقاطع فيديو، وإرسالها عبر الإنترنت إلى "الجزيرة"، حيث تتم غربلتها، لينشر الصالح منها على "الجزيرة.نت"، و"الجزيرة مباشر"، فيما يحظى المتميز منها بالنشر في "الجزيرة" الأم.
الخطوات السابقة على أهميتها، وطموحها الكبير، إلا أنها لا تزال بطيئة، وتحتاج لتفعيل، خصوصا أن أهم ميزة في "الإعلام الجديد"، هي سرعته، وتخطيه لحاجز التراتبية والبيروقراطية التي يعاني منها الإعلام "التقليدي"، وهي المسألة التي يجب أن يعيها القائمون على المشروع.
قبل مبادرة وضاح خنفر، كان هنالك سبقٌ لفضائية "فرنسا 24" عبر برنامج "مراقبون"، وهو برنامج يعتمد على التواصل مع المدونين في أنحاء العالم، ويحولهم لمراسلين افتراضيين للقناة، بحيث يقومون بإرسال الأخبار، ومقاطع الفيديو لعرضها على الشاشة.
في القنوات الأخرى، تمت الاستفادة من جهود المدونين والمواطنين، خصوصا مع بروز مفهوم "المواطن الصحفي". وشاهدنا الكثير من الصور، والمقاطع التي التقطها أناس عاديون عبر كاميرات هواتفهم المحمولة، واستفادت منها الفضائيات. إلا أنها لم تطور من أداء هؤلاء الناس، ولم تسع لإشراكم بشكل مستمر وفعلي في دائرة العمل، والأمر يعود برأيي لعدم وعي الكثير للمعنى الحقيقي لـ"الإعلام الجديد"، والفروقات بينه وبين الإعلام "التقليدي". وبانتظار أن تبدأ "الجزيرة" خطواتها العملية تجاه المدونين، سيسبقها هؤلاء، ماضين في أنشطتهم، لأن الوقت بنظرهم لا ينتظر، ولا مجال لكثير من "التنظير الإعلامي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف