جريدة الجرائد

إمام المسجد الحرامي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد الماجد

ذكرت لأحد أئمة الحرم المرموقين قابلته في إحدى الدول الأوروبية حادثا طريفا حصل لي عندما كنت أعمل مديرا للمركز الإسلامي في لندن، فقد أراد أحد قيادات الجالية الإسلامية وهو من إحدى دول شبه القارة الهندية أن يقدمني في أحد المؤتمرات على أني أعمل "مديرا للمعبد الإسلامي في لندن"، ضحك إمام الحرم، ورد بسرعة فقال هذه تهون مقارنة بما جرى معي عندما أراد رجل آخر من ذات المناطق أن يقدمني للناس هناك فقال ما نصه "ضيفنا فضيلة الشيخ.. إمام المسجد الحرامي"!! وعلى الرغم من أن الوصف بطبيعة الحال غير مقصود لكنه صاعق ومزعج، ونلتمس لصاحبنا الأعجمي العذر لأن هذا الرجل الذي حول الحرام إلى الحرامي أدرك أن موقع كلمة "الحرام" في الجملة مجرورة لأنها صفة للمسجد المجرور أصلا بالإضافة، لكن صاحبنا أو صاحب إمام الحرم تحمس لقواعد اللغة العربية أو لربما كانت حماسته أكثر لوجوده بجانب إمام الحرم فارتج عليه فجر الكلمة أكثر من اللازم فقال ما قال.

ولم يسلم الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من هذه المواقف الطريفة، فحين كان وزيرا للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهو كما ترون اسم يستدعي طوله حفظه والمران عليه، وكان الدكتور التركي حينها في لندن والوزارة مطلع التسعينات حديثة النشأة ولم يتعود الناس على المسمى الجديد فألقى أحد رؤساء المنظمات الإسلامي الكبرى في بريطانيا كلمة في مؤتمر عقد في لندن قال فيها "نرحب بمعالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والتبليغ"!! فوضع التبليغ بدل الإرشاد، ولا أدري إن كان السلفيون والإخوان المسلمون والديوبنديون والبريلويون والتحريريون في بريطانيا وهم يشكلون طيف التوجهات العقائدية والفكرية هناك قد اعترض أحد منهم على عدم وجود اسم حركته في المسمى الرسمي للوزارة بعد ذكر "التبليغ" حصريا في كلمة صاحبنا.

الطريف أنني سقت بعض هذه القصص الواقعية لصديقي أفضل خان العمدة السابق لمدينة مانشستر وهو بريطاني من أصل باكستاني وأحد القيادات السياسية الواعدة في حزب العمال البريطاني، فقال: ولكنكم معشر العرب لكم أيضا مواقفكم الطريفة خاصة حين تتحدثون اللغة الإنجليزية، فبعضكم لا يفرق بين الـB والـP، حتى إن أحد العرب في بريطانيا أراد أن يوقف سيارته فاستأذن الشرطي قائلا: Can I park here? لكنه نطقها Bark وهذه تعني بالإنجليزية "أنبح"، فرد عليه الشرطي بالتأكيد تستطيع هنا أو هناك أو في أي مكان!!

الأحداث الطريفة التي أشرت إليها تتمحور على الإشكال اللغوي، ومنه الزلل اللغوي الذي لم يسلم منه أحد أئمة الحرم المكينين الذين يتابعهم هذه الأيام المباركة من الشهر الكريم مئات الملايين، وسبحان من لا يسهو ولا ينام، فقد تلا إمام الحرم المكي هذه الآية الكريمة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" بتبديل كلمة "أولادهن" إلى "أزواجهن" فعلق أحد الظرفاء الخبثاء بقوله: لقد حجر واسعا!!



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف