جريدة الجرائد

"حزب الله" جزء من المواجهة الأميركية - الإيرانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سركيس نعوم

عن "حزب الله" وإمكان الحوار معه تحدث المتعاطي على نحو رسمي ومباشر مع عملية السلام نفسه والساعي الى إعادة اطلاقها على كل المسارات في الإدارة "البارزة" اياها داخل الإدارة الاميركية، قال: "اعتقد ان موضوع "حزب الله" يختلف بعض الشيء عن موضوع "حماس". فـ"حزب الله" بهذا المعنى وخصوصاً من حيث سلاحه الغزير وعقيدته القتالية ينتظر نتيجة الصراع بين ايران حليفته واميركا. اذا سارت الحال على ما يرام بينهما تكون كذلك حال اميركا مع "الحزب" وامينه العام. ذلك ان صواريخه هي التي تقلق اسرائيل اساساً. وهي ايرانية وتستهدف اسرائيل في الدرجة الاولى. واذا لم تتحسن الحال الاميركية - الايرانية تستمر المواجهة ويبقى "حزب الله" جُزءاً منها". علّقتُ: رغم تبنّي الحزب ورعاته الاقليميين قضية فلسطين ومبادرته الى مساعدة فصائل فلسطينية عدة في جهادها بوسائل متنوعة فإن عينه كانت دائماً على فلسطينيي لبنان، بل على مخيماتهم نظراً الى اختراق جهات كثيرة لهم وبعضها اصولي مذهبي، والى احتمال الافادة منهم إما لضرب الاستقرار في الداخل او لاستدراج اسرائيل الى حرب على لبنان في غير زمانها. ولم تكن سوريا وايران بعيدتين عن هذا التصرف من الحزب. ردّ: "الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ربما يقف في الوسط. فهو من جهة يخاف الفلسطينيين اللبنانيين لاعتبارات متنوعة، لكنه واعضاء قيادته موالون لايران التي لها علاقات جيدة مع الفلسطينيين".
سألتُ: اين اصبح الحوار الذي اقترحه اوباما بين واشنطن وطهران؟ اجاب: "لم يصل الى اي مكان. المشكلة الاساسية بين اميركا وايران هي الملف النووي. ماذا تريد ايران؟ اذا كانت تريد انتاج اسلحة نووية اي صواريخ ("شهاب" مثلا) مزودة رؤوساً نووية فإنها ستخسر تعاطف ثلثي العرب والمسلمين ودولهم لأنهم سيعتبرونها خطراً عليهم. وسيدفعهم ذلك الى التوجه الى اميركا من اجل الحصول على مظلة نووية او من اجل تأمين التزامها الدفاع عنهم ضد ايران. كما انه قد يؤسس لسباق تسلح كبير في المنطقة. فضلاً عن ان اميركا ستعتبر ايران عدواً لها في هذه الحال. وعند اي استعمال للقوة منها او اي تلويح باستعمال القوة فإن اميركا ستُحارِب. ربما تريد ايران كما يقول البعض امتلاك المعرفة النووية واكتساب التكنولوجيا المتعلقة بها وطريقة صنع السلاح النووي، لكنها لن تنتج سلاحاً كهذا الا اذا وجدت نفسها مهددة من عدو خطير ومضطرة الى الدفاع عن نفسها. وستكون في حال كهذه قادرة على انتاج السلاح الذي تريد في وقت قصير. هذا الوضع ربما يختلف قليلاً عن الوضع السابق الذي اشرت اليه. على كل ان الوضع في ايران ليس مستقراً تماماً. اذ ان هناك انقلاباً او بالأحرى تغييراً جارياً بطريقة القضم اذا جاز التعبير ينفذه الحرس الثوري الذي هو الحامي الفعلي للنظام والذي قد يحكم مباشرة او من خلال الملالي ولكن بعد إبقاء السلطة المعنوية لهم لا المادية او الفعلية. في اي حال لا تعتبر اميركا نفسها ورغم بعض مواقف الماضي انها في معركة معها الهدف منها تغيير نظامها الاسلامي واسقاطه. لكن اذا امتلكت ايران سلاحاً نووياً تصبح اميركا في معركة مباشرة مع ايران ويصبح الهدف إسقاط النظام الايراني". علّقتُ: يتحدث البعض عن احتمال التقاء في المصالح بين اميركا وايران. ردّ: "لا نعرف. ربما. لكن من الافضل الانتظار قبل اصدار اي حكم او اعطاء اي رأي في هذا المجال".
ثم علّق على حديث له مع ضابط لبناني عمل في الجنوب، قال: "سألته: إذا وجدت مخزناً فيه اسلحة وصواريخ لـ"حزب الله" في منطقة عمليات "اليونيفيل" اي القوات الدولية في الجنوب ماذا تفعل؟ اجاب بشرحٍ لسلسلة الإمرة (Chain of command) مؤلفة من دوائر ودوائر ودوائر ينتهي آخرها بمركز القرار النهائي. بدا مقتنعاً بها. لكنها لم تقنعني ولم تقنع احداً بأن قراراً في شأن المخزن المذكور يمكن ان يُتخذ". وفي لقاء آخر مع المتعاطي على نحو رسمي ومباشر مع عملية السلام نفسه والساعي الى إعادة اطلاقها على كل المسارات في إحدى "الادارات" البارزة داخل الإدارة الاميركية، سألني عن الانطباعات التي كوّنتها من لقاءاتي في العاصمة واشنطن وخارجها. أوجزتها له على النحو الآتي: لبنانياً ربما يعود وضع لبنان في واشنطن الى ما كان عليه قبل عام 2004 مع فارق هو استمرار اميركا في الاهتمام به ولكن من دون القدرة ربما على انجاز اي شيء فيه لأن القضية لبنانية واهلها منقسمون ولأنها مرتبطة بأوضاع اقليمية معروفة.
وعلى صعيد عملية السلام قلت ان الامل في سلام فلسطيني - اسرائيلي يبقى ضعيفاً رغم تحركات الإدارة ورئيسها اوباما وموفده جورج ميتشل. اما على صعيد السلام السوري - الاسرائيلي فأشرت الى وجود استعداد للبحث في هذا الامر ولكن بعد اختبار القيادة السورية لمعرفة مدى جديتها ذلك ان سوريا حافظ الاسد كانت تأخذ وتعطي. ولا بد من معرفة اذا كانت سوريا نجله بشار مستمرة في هذه السياسة. سأل: "هل تحدّث احد تفصيلاً عن ميتشل" أجبت: الكل ابدوا احتراماً كاملاً له. البعض قال انه يعمل وقد ينجح. والبعض الآخر قال انه سيعمل لكنه قد لا ينجح، فأزمة الشرق الاوسط ولبّها قضية فلسطين اكثر تعقيداً وبما لا يقاس بقضية ايرلندا التي بنى مجده عليها. علّق: "هناك إحباط ربما داخل الإدارة. لا شيء يسير كما ينبغي على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني (لا بد من انتظار آخر تحرك لميتشل لمعرفة اذا كان سينجح في إعادة المفاوضات المباشرة على هذا المسار). ولا احد يتحرك على المسار الاسرائيلي - السوري كما يجب. مسار فلسطين اخذ كل وقت ميتشل وكل جهده وقوته. لم يبذل جهداً مماثلاً على المسار السوري. زار دمشق ثلاث مرات فقط.
على كل ان ما سمعته من البعض عن ان الرئيس اوباما قد يطلب منه الاستقالة اذا اخفقت آخر مساعيه. أنا اشك فيه. واذا كان هذا قراره فانه لن ينفذه قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في 2 تشرين الثاني المقبل، وذلك كي لا يعطي الجمهوريين فرصة وحجة لانتقاد سياساته. على كل حال هناك مسؤولون اميركيون مهمون لا تحبهم سوريا رغم كفايتهم. وواشنطن اي الإدارة الاميركية تعرفهم. لذلك يفترض فيها ألا تسلمهم ملف المسار السوري - الاسرائيلي او ملف العلاقات الثنائية الاميركية - السورية، علماً ان وجودهم داخل فريق اميركي جدي قد لا يشكل مشكلة في رأيي. اعتقد ان هناك بيروقراطية متزايدة داخل الإدارة بل في اميركا. وعمل "الفريق" يكاد ان يكون منعدما. كل واحد يريد ان ينجز بمفرده. وهذا امر صعب بل مستحيل. اذا اخطأ ميتشل فإن البلاد كلها تفشل معه، في حين ان عمل "الفريق" يريح البلاد وإدارتها ورئيسها.
ماذا في جعبة موظف مهم يعمل على موضوعي اسرائيل والفلسطينيين في الإدارة "البارزة" نفسها داخل الإدارة الاميركية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف