المهاجرون الباكستانيون.. ونكبة بلدهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمير سلطان وسمو النائب الثاني يقودون حملة مؤازرة للشعب الباكستاني، ويدعون المواطنين في المملكة لاتخاذ نفس النهج، وهي ليست بالجديدة على القيادة والمواطنين عندما جاءت أحداث مماثلة فقاموا بنفس الدور والاستجابة السريعة..
كلّ بلد في هذا العالم معرض لمفاجأة لا تنحصر في دولة غنية أو فقيرة، إذا كان هذا الكوكب بدأ يشكو ساكنوه بسبب التلوث وعدم الاكتراث بالنتائج، لكن ما هو غير مفهوم أن بعض الجاليات سواء كانت عربية، أو مسلمة أو على أي ديانة، وملّة تملك حس المواطنة والمساهمة في أي كارثة، لكن ما لا أعرفه عن الإخوة الباكستانيين، أن الكارثة اختبار لهم خاصة وأن ملايين الباكستانيين من تجار وعلماء، وأساتذة وخبراء، وعمال عاديين، يعيشون في المهاجر العالمية، بعضهم غني وآخر يقع في الوضع المتوسط، وآخرون أصحاب دخول متدنية أو معقولة، وفي ظل هذه الأزمة لابد أن نرى كيف سيساهم هؤلاء في فك حصار الجوع والتشرد والأوبئة، والاحتياجات لكل شيء عند مواطنيهم..
الدعوة لا تقف على الباكستانيين في الخارج، بل حتى من هم في الداخل حيث يوجد "مهراجات" وأصحاب بلايين وملايين، والحملة في هذا الظرف العسير تفتح الباب بالكيفية التي سيتعاون بها الجميع في فكّ حصار الموت عن العشرين مليوناً شردتهم السيول..
وإذا كانت الواجبات لا تحصر في جهة أو بلد، فالذي اعتدنا على رؤيته هو أن البلدان الخارجية، وخاصة الغنية منها، غالباً ما تتحمل تكاليف أي كارثة أو تساهم بمواساة منكوبيها، والمملكة حين تكون النموذج المباشر في الحملة بالتبرعات من الدولة، وأفراد الشعب، فإنها تدعو أن يكون العالم الإسلامي على نفس الدرجة من المسؤولية الأخلاقية والأدبية، لأنه من غير اللائق أن نرى ما يوازي ثلُث الأرض الزراعية في الباكستان وقد دُمر، وذهبت محاصيله مع السيل الجارف، وكذلك عشرين مليون مشرد، والموقف ليس فيه حسنات، بل فيه واجبات لمن يقدّر الواقع ويتفاعل معه..
وفي كلمة لهذه الجريدة، وبنفس الحيّز، طالبتُ بأن يوجد صندوق طوارئ تساهم فيه كل الدول الإسلامية، سواء من خلال اشتراكات أو منح وتبرعات، وأعتقد أنه لو قُدر أن يخرج من الأفكار إلى الأفعال، لربما أصبح العالم الإسلامي نموذجاً للتآخي والتكافل، خاصة وأنه أكثر المواقع العالمية في الحوادث المدمرة والقاتلة، وخاصة في البيئات الأكثر فقراً، والتي غالباً ما تتعرض للزلازل والفيضانات والتصحر وغيرها..
الإسلام عظيم في كل شيء، وإذا كنا نمثله في السلوك، فإن كارثة باكستان لا تخرجنا من أي مسؤولية تجاه شعب منكوب، ولا نظن أن المطلوب مساهمات فوق طاقات محدودي الدخل، أو الطبقات الأرفع منهم، إذا كانت المساهمات تأتي من كلّ بحسب قدرته، سواء جاءت على شكل مبالغ نقدية أو عينية، وهو ما نراه عملاً إنسانياً قبل أي شيء آخر..