تعهد اسبانيا باحترام كرامة المغاربة يعجل بنهاية الأزمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مدريد
انتهت الأزمة المغربية ـ الإسبانية بعد استجابة مدريد لمطالب الرباط الحقوقية في معبر مدينة مليلية المحتلة مع الأراضي المغربية من خلال التعهد باحترام كرامة المواطنين المغاربة ووقف الاعتداءات. في حين يعتبر الحزب الشعبي المعارض أن نهاية الأزمة ناتجة عن تقديم تنازلات سياسية من طرف اسبانيا للمغرب.
ومنذ الشهر الماضي، والعلاقات الثنائية بين مدريد والرباط تمر بأزمة حقيقية نتيجة تعرض مواطنين مغاربة لاعتداءات بين الفينة والأخرى من طرف أفراد الأمن الإسباني في مليلية، مما دفع بنشطاء المجتمع المدني المغربي إلى الاحتجاج ومنع مرور شاحنات الخضر والسمك ومواد البناء عن هذه المدينة المحتلة.
وأكد مصدر سياسي مغربي رفيع المستوى لـ'القدس العربي' أن مدريد أدركت في آخر المطاف أن الأزمة ناتجة عن خروقات حقوق الإنسان التي تقع في هذا المعبر، حيث عرض الجانب المغربي على مدير الشرطة والحرس المدني الإسباني فرانسيسكو فيلاسكيث الذي حل بالرباط أول أمس الأربعاء وجهة نظر المغربية معززة بأدلة دامغة. وتعتبر هذه الزيارة مقدمة للزيارة التي سيقوم بها وزير الداخلية الإسباني، ألفريدو روبالكابا الاثنين المقبل للرباط لمعالجة هذه الأزمة بصفة نهائية.
ويبدو أن التعهد الإسباني الأولي باحترام حقوق الإنسان في الحدود مع كل من مليلية وسبتة المحتلتين هو الذي أقنع نشطاء المجتمع المدني المغربي بوضع حدّ لمنع دخول السمك والخضر لمليلية.
واعتبر الحزب الشعبي المعارض أن نهاية الأزمة بين البلدين جاءت نتيجة تقديم مدريد تنازلات سياسية للرباط لم يتم الكشف عنها.
وطالب هذا الحزب اليميني المحافظ من وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس المثول الفوري في البرلمان لتقديم توضيحات في هذا الشأن.
ويؤكد الحزب الشعبي أن التناولات قد تتعلق بدعم المقترح المغربي الحكم الذاتي كحلّ لنزاع الصحراء الغربية.
لكن الحدث السياسي والإعلامي الأبرز في نهاية هذه الأزمة يتجلى في الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار إلى مليلية أول أمس، حيث كان الجميع يتخوف من حدوث مزيد من التوتر. ويعتقد المحللون السياسيون الإسبان أن الرباط ارتأت احتواء الأزمة لتفويت الفرصة على أثنار لتقديم نفسه بمثابة حامي وحدة اسبانيا أمام ما يعتبره 'الخطر القادم من الجنوب' أي الخطر المغربي، لا سيما وأن أثنار يعتبر من المدافعين عن أطروحات فكرية متطرفة ضد المغرب.
وخصصت جميع الصحف الإسبانية الصادرة أمس الخميس صفحاتها الأولى وافتتاحياتها لهذه الزيارة. جرائد مثل آ بي سي ولراسون المحافظة دافعت عنها وأثنت على موقف أثنار في وقت اتهمت حكومة خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو بعدم القيام بواجبها فيما اعتبرته عدم حماية مليلية من الضغط المغربي.
ومن جانب آخر، تبنت صحف يسارية وتقدمية مثل الباييس وبوبليكو والبيريوديكو دي كاتالونيا لهجة انتقاد حادة تتلخص في وصفها أثنار 'بالرجل الذي يبحث عن الحرب'.
وكتبت جريدة الباييس الواسعة الانتشار في افتتاحيتها بعنوان 'جزيرة ثورة الأخيرة' أنه 'في شوارع مليلية، كان أثنار يعطي الانطباع بأنه يقوم باستعراض الفوز العسكري الذي عجز عنه في أزمة جزيرة ثورة'، وتابعت أن 'أثنار يذكرنا كل مرة بأنه من طينة تلك الشخصيات التي تتصارع مع أشباحها'.
ورغم نهاية الأزمة، 'فاللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة' قررت الاستمرار في تنظيم إفطار جماعي في الحدود بين المغرب وسبتة المحتلة يوم غد السبت، حيث أكد مصدر من هذه اللجنة لـ 'القدس العربي' الفطور الرمضاني ليوم السبت هو احتجاج على استمرار استعمار المدينتين وهو مبرمج منذ مدة طويلة، فيوم السبت 21 آب/أغسطس يتزامن واحتلال البرتغال لمدينة سبتة سنة 1415 قبل سقوط المدينة في يد الاستعمار الإسباني'.
ويذكر أن سبتة تقع شمال المغرب وتقع مليلية شمال شرق البلاد، وتحتلهما اسبانيا منذ مدة طويلة وترفض فتح مفاوضات سياسية مع المغرب حول سيادتهما المستقبلية.