جريدة الجرائد

تركيا لن تحل محل سورية في تهريب السلاح الإيراني إلى "حزب الله"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نصرالله تبلغ من جهات عربية ودولية استعدادها للمساعدة في نقل الأسلحة إلى لبنان

لندن - كتب حميد غريافي

قد تكون العلاقات المشدودة بين دمشق وطهران انعكست برودة على العلاقات بين نظام بشار الاسد وحسن نصرالله وجماعته في لبنان, بحيث اضطر هؤلاء خلال الاسابيع القليلة الماضية, وتحديدا منذ اعلان فرض العقوبات الدولية الجديدة على ايران بسبب استمرارها في برنامجها النووي العسكري, الى الحصول على موافقة من حكومة اردوغان "تضمن استمرار تهريب السلاح الايراني الى "حزب الله" كما ذكرت صحيفة "كورييري ديلاسيرا" الايطالية في مطلع الاسبوع الماضي ما لبثت صحيفة "حريات" التركية ان نفت على لسان مسؤول في الخارجية التركية وجود مثل هذه الموافقة جملة وتفصيلا.
وقالت الصحيفة الايطالية "ان اجتماعا امنيا عُقد بين مسؤولين اتراك وايرانيين جرى خلاله الاتفاق على "الصفقة" التي تدعو حكومة اردوغان الاسلامية الى مساعدة ايران في تحويل شحنات من الاسلحة والصواريخ والمعدات والذخائر الى حزب الله في لبنان عبر البحر او بواسطة عمليات تهريب عبر المعابر بين سورية ولبنان".
ورغم تأكيد مسؤول الخارجية التركية "ان هذا الزعم الذي ساقته الصحيفة الايطالية لا اساس له من الصحة ويجب الا يؤخذ على محمل الجد", فإن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عبر عن قلقه علنا من تعيين مدير جديد للاستخبارات التركية "على علاقة وثيقة بطهران", مؤكدا بذلك تدهور العلاقات بين تل ابيب وانقرة بشكل حاد منذ حرب غزة الاخيرة.
ووصف باراك مدير الاستخبارات التركية الجديد حاقان فيدان الذي عين في مايو الماضي بأنه "صديق للحكومة الايرانية", معربا عن قلقه البالغ من ان تقع بعض اسرار العلاقات السابقة بين تركيا واسرائيل في ايدي الايرانيين خلال الاشهر القليلة المقبلة, وخصوصا اسرار بعض انواع الاسلحة والطائرات والدبابات والتكنولوجيات الحديثة التي ادخلتها اسرائيل على اسلحتها التي باعتها لأنقرة.
الا ان ديبلوماسيين فرنسيين في انقرة يؤيدون دخول تركيا الاتحاد الاوروبي, اكدوا لزميل خليجي لهم هناك "ان الحكومة التركية التي كانت دعت حسن نصرالله لزيارتها رسميا مع وفد من "حزب الله" قبل شهرين تقريبا, لم تبلغ بعد مرحلة العداء هذه لإسرائيل بحيث تحل محل السوريين في تهريب السلاح الايراني الى "حزب الله", كما ان السوريين انفسهم - اذا كانوا فعلا يفكرون بالتحول عن ايران وهذا امر مشكوك فيه حتى الآن - قد لا يوقفون تهريب السلاح الى "حزب الله" اللبناني حليفهم الوحيد في لبنان الذي يمكن الاعتماد عليه للإبقاء على ما تبقى من نفوذ سياسي سوري فيه ولدعم المصالح السورية هناك".
وعلى الرغم من ان لا ايران ولا "حزب الله" في بيروت نفى حصول اي اتفاق من هذا القبيل بين طهران وتركيا, الا ان الديبلوماسيين الفرنسيين اكدوا ان حكومة اردوغان "لن تخطو مثل هذه الخطوة الخطيرة لأنها بحاجة ماسة الى فرنسا للأخذ بيدها الى داخل الاتحاد الاوروبي وهي تدرك معارضة حكومة ساركوزي لتهريب السلاح عبر سورية الى "حزب الله" بقوة".
وكشفت اوساط الحزب الايراني في بيروت النقاب هذا الاسبوع عن انه "في حال تدهور العلاقات بينه وبين سورية تبعا لما يشاع عن خلافات سورية - ايرانية متصاعدة, وبلوغ العلاقات حدود منع نقل اسلحة وصواريخ الى "حزب الله" في الاراضي اللبنانية, فإن هناك جهات عربية واجنبية مستعدة للحلول محل نظام بشار الاسد في هذه المهمة بينها دول مثل قطر التي ابلغت حسن نصرالله استعدادها لنقل الاسلحة الايرانية اليه في لبنان بواسطة نفوذها المستجد هناك, الا ان هذا الاخير لم يطلب من الدوحة بعد سوى مساعدات مادية واعمارية واجتماعية حتى الآن, فيما اعربت اوساط خليجية في القاهرة عن اعتقادها ان الدوحة لا يمكن ان تقوم بمثل هذه الخطوة تجاه "حزب الله" لأنها ستتعرض لحملة دولية - عربية لم يسبق لها مثيل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف