الصحافة البريطانية والأميركية : انتحار سياسي لعباس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو هدف إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، تطلعا لعالم مثالي أكثر منه أجندة لمفاوضات سياسية, حسب رأي كاتب بصحيفة بريطانية، ولهذا حذر أحد المحللين بتقرير في صحيفة أميركية أخرى من أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين قد تمثل انتحارا سياسيا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويرى إيان بلاك بصحيفة الغارديان البريطانية أن اتفاق استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين هو نتاج أساليب ليّ الذراع التي مارستها واشنطن, غير أن العقبة الكأداء في هذا الأمر ستكون التغلب على انعدام الثقة بين الطرفين وردم الهوة المتسعة بينهما.
وثمة اتفاق بين السياسيين والمحللين الفلسطينيين, حسب ما كتبه بن لينفيلد في تقرير له بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية, بأنه لا يتوقع حصول اختراق في المفاوضات الحالية, بل هناك شعور لدى كثير من الفلسطينيين بأنها إنما استؤنفت حسب الشروط الإسرائيلية لا الفلسطينية.
ولا يرى بلاك أن الخلافات الإجرائية بين الطرفين التي استمرت لأشهر حجبت في واقع أمرها الخلاف الحقيقي الحاد بشأن القضايا الجوهرية لهذا الصراع، والمتمثلة في المستوطنات والقدس واللاجئين.
بل يبرز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما فتئ يصر على أنه لن يقبل بالعودة للمفاوضات إلا إذا كانت من دون شروط مسبقة, مشيرا إلى أنه ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الائتلاف الحكومي الذي يترأسه نتانياهو سيقبل بتمديد الوقف الجزئي للبناء الاستيطاني بالضفة الغربية الذي كانت مدته عشرة أشهر تنتهي أواخر سبتمبر القادم.
وهذا ربما هو الذي دفع مدير مركز البدائل للأبحاث والإعلام في رام الله هاني المصري إلى وصف هذه المفاوضات المباشرة بأنها "انتحار سياسي لعباس, سيضعفه ليس أمام حركة حماس فحسب, وإنما داخل حركة فتح نفسها" كما نقل عنه لينفيلد.
ويضيف المصري أن الناس سيلاحظون استمرار بناء المستوطنات وستصل مصداقية عباس إلى الحضيض, كما ستضعف السلطة الفلسطينية أكثر فأكثر.
ويؤكد العضو المستقل بالمجلس التشريعي حسن خريشة في طولكرم بالضفة المعنى نفسه، حين يقول "عباس وصل حدا من الوهن جعله مضطرا للعودة للمفاوضات حتى وإن لم يكن سيحقق منها أي مكسب" بل يخرج خالي الوفاض.
وحسب لينفيلد فإن العودة للمفاوضات المباشرة تمثل تحولا صارخا في موقف عباس الذي كان في السابق يصر على أن المفاوضات لن تجرى ما لم يتوقف النشاط الاستيطاني اليهودي بالضفة.
وهذا ما جعل بلاك يستخلص من التحركات الأخيرة أن "الاستنتاج الكئيب والمعتاد هو أنه ستكون هناك عملية مفاوضات, لكن فرصها في التوصل نهاية المطاف لاتفاق سلام قابل للتطبيق ضئيلة للغاية".